لماذا تم اختيار هذا اليوم للعدوان على سوريا؟!

السبت 14 إبريل 2018 - 12:52 بتوقيت مكة
 لماذا تم اختيار هذا اليوم للعدوان على سوريا؟!

مقالات_الكوثر: اخيرا وبعد اخذ وعطاء وتهديدات متتالية استغرقت عدة ايام، تعرضت سوريا صباح اليوم السبت لعدوان ثلاثي امريكي بريطاني فرنسي بذريعة استخدام السلاح الكيمياوي.

بداية ينبغي القول ان عملية تحرير الغوطة الشرقية البؤرة الاستراتيجية والرئيسية للارهابيين، تمت رغم المحاولات الحثيثة التي بذلها حماة الارهابيين والدول المناهضة للحكومة الشرعية برئاسة الرئيس بشار الاسد، للحيلولة دون تحقق هذا الهدف الحيوي.

وبعد فشل تلك المحاولات اليائسة وفي الوقت الذي كان الارهابيون يلفظون انفاسهم الاخيرة في الغوطة الشرقية بادرت الدول الغربية واذنابها الاقليميين بالتزامن مع الحلقة الاخيرة من عمليات التحرير الى تطبيق سيناريو مبيت في عمارة بمنطقة السفلة بمدينة دوما آخر معاقل الارهابيين تمثل بفبركة تفجير كيمياوي ونشر صور هذه الجريمة بشكل هادف لاعادة ملف استخدام الاسلحة الكيمياوية البالي ضد المدنيين من قبل النظام السوري الى الواجهة مرة اخرى. هذا في حين كانت هذه الدول قد بادرت قبل سنوات الى تدمير الاسلحة الكيمياوية السورية باشراف دولي . ورغم ذلك نرى الان وطبعا في موارد محددة يطلقون تصريحات عن اسلحة لم ولا وجود خارجي لها اساسا. 

على اي حال وبعد توجيه الاتهامات الى الحكومة السورية، هدد الثلاثي الدولي امريكا وفرنسا وبريطانيا بشن هجوم واسع وشامل ضد سوريا. وبالتزامن مع الاعلان عن هذه الانباء وعدم تقديم الجهات المتهمة لسوريا باستخدام السلاح الكيمياوي لاية ادلة او وثائق تثبت ذلك، سعت هذه الجهات الى تعويم موعد الهجوم، لتتراجع عن مواقفها السابقة التي كانت تروج لهجوم واسع النطاق وقريب. هذا في الوقت الذي كانت بموازاة ذلك تتواصل التهديدات ضد ايران وروسيا وحزب الله وسوريا وشخص الرئيس السوري بشار الاسد.

الراي العام العالمي استنكر التهديدات تأسيسا على تساؤلات عدة منها كيف يمكن اتهام بلد ما باستخدام الاسلحة المحظورة دون تقديم اي ادلة او وثائق ومن ثم العدوان عليه بناء على تلك الاتهامات الوهمية . ولكن ما قام به الرئيس الامريكي وتبعه نظيره الفرنسي ورئيسة وزراء بريطانيا في مقابل هذه التساؤلات المشروعة هو الضغط على الزناد والعدوان على ثلاثة مواقع في سوريا صباح اليوم. المنطقة الاولى التي تعرضت للهجوم تمثلت في مركز البحوث الذي يقع قرب دمشق وادعي بانه يستخدم لابحاث كيمياوية . هذا فضلا عن منطقتين اخريين في محافظة حمص زعم بانهما تحتويان على مخازن لمواد كيمياوية. 

وبمنأى عن المزاعم الواهية بوجود اسلحة كيمياوية في سوريا، فان السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو كيف يمكن قصف مخازن الاسلحة الكيمياوية بالصواريخ وعدم الشعور بالقلق حيال انتشار هذه المواد؟ ولو سلمنا جدلا بوجود الاسلحة الكيمياوية في سوريا، كيف يمكن الحيلولة دون استخدام هذه الاسلحة المحظورة عبر استهدافها؟ .

المثير للاهتمام ان سوريا تعرضت اليوم 14 ابريل لهذا العدوان الثلاثي تزامنا مع وصول فريق المفتشين الدوليين التابع لمنطمة حظر الاسلحة الكيمياوية الى دوما، حيث من المقرر ان يبدا عمليه تقصي الحقائق بشأن الاستخدام المزعوم للاسلحة الكيمياوية في دوما.

وبناء على ما تقدم يبدو ان الهدف من بدء العدوان غير المدروس والمتسرع على سوريا هو فرض امر واقع على المجتمع الدولي والراي العام العالمي قبل القيام باي تحقق من مصداقية المزاعم المطروحة. وبعبارة اخرى تسويق ادعاءات واهية ووهمية في لبوس الحقيقة الى الراي العام العالمي.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 14 إبريل 2018 - 12:41 بتوقيت مكة