أهل البيت – الكوثر
نَعشٌ تجسَّدَ في وُجدانِنا مُثُلا **** ذا كاظمُ الغيظِ فخرُ المصطفى نُبُلا
حبيبُ طه سَقاهُ الظالمونَ ردىً **** أللهُ أكبرُ غالُوا الطُهْرَ مُبتهِلا
مُوسى بنُ جعفرَ خيرٌ لم يُخِفْ بشراً **** زانتْ به الارضُ عبداً قانتاً وجِلا
هل مِثْلُهُ وهو سِبْطُ المصطفى نَسَبَاً **** يُمسي حبيساً بسجنٍ مُظلِمٍ جُعِلا ؟
أَلقَوا إمامَ الهُدى مُوسى بِمُظلِمَةٍ **** تبّاً لحُكّامِ غدرٍ أرهقُوا أمَلا
وهوَ الامامُ الذي بالصبرِ علَّمنا **** انَّ المطاميرَ لن يَحجُبْنَ مُكْتَمِلا
ألكاظمُ الغيظَ لا يَخُبوُ ونهضتُهُ **** شمسٌ تُضيءُ لأهلِ العِزَّةِ السُبُلا
لم يعرفوا أنَّهُ المُوحِي الى زَمَنٍ **** يبني الحياةَ نقاءً ليس فيه بَلَا
موسى بنُ جعفرَ نورٌ ما لَهُ أمَدٌ **** يمُدُّ بالضَّوءِ نبراساَ لِمَنْ أفِلا
ونعشُ راهبِ آلِ المصطفى أَلَقٌ **** حتى وإنْ شَنَّعَ الجاني بِهِ نُزُلا
ضامَ الإمامَ حليمَاً زاهداً عَلَمَاً **** يهابُهُ الغاصبُ الشِرِّيرُ مُعْتَمِلا
بغدادُ ضجَّتْ وبالاحزانِ قد خَرَجَتْ **** طُرّاً حِداداً بِعَيْنٍ أُلهِبَتْ شُعَلا
وهاجَ حُزناً بنو الأخيارِ في كمَدٍ **** وهمْ يرَونَ حديدَ النعشِ حينَ دَلا
ها هُم بنو الخيرِ حتى اليومَ ترفعُهُ **** مجداً يعزِّزُ فينا العزمَ والأمَلا
يعظِّمونَ أمينَ الله تضحيةً **** وهمْ شهودٌ بأنّ الأطهَرِينَ عُلا
صلُّوا على احمدِ المختارِ تَسْليةً **** لَكَمْ تأذّى بفَقْدٍ هَدَّهُ قِبَلَا
تلكم مراقِدُ آلِ البيتِ مُعْلَمَةٌ **** مَشاهِدٌ تؤمِنُ الواني إذا وَجَلا
_____________
بقلم : حميد حلمي زادة