ثقافة - الكوثر
باقرَ الصدرِ موعِدُ النصرِ حانا *** وبَنُوكَ الكماةُ سَرُّوا الزَّمانا
وربيعٌ يَشدُو أَغاريدَ فتحٍ *** صاغهُ الحشدُ والجُنودُ جُمانا
فإلى المَوصِلِ البُطولاتُ تسعى *** تحملُ الوَجُدَ والأقاحي جِنانا
بعدما سادَ في المدينةِ ليلٌ *** كانَ بُؤساً وأيتمَ الأفناناَ
جُرْتَ يا "بعْثُ" أبعدَ اللهُ عهداً *** كنتَ فيهِ المُدمِّرَ الشيطانا
فأهالي العراقِ ذاقُوا فَناءً *** بنظامٍ طغى وطاحَ امتحانا
قَتلَ الصَدرَ والتُّقى والأماني *** حاربَ الفِكرَ فَيلسوفاًَ مُبانا
قاءَ بالحقدِ بدّلَ الخيرَ بُغضاًر *** غالَ بنتَ الهدى وخِدراً مُصانا
أيُّ عهدٍ هذا طوَتْهُ المخازي *** خابَ وَغدٌ يُريدُ "بَعثاً" هوانا
إيْ عراقَ الجهادِ صُلْ باقتدارٍ *** وامْحَقِ "البعث"َ داعِشاً دَفّانا
فهما واحِدٌ وجُرمٌ شنيعٌ *** وأياديهِما استباحَتْ رُبانا
يا شهيدَ العراقِ فِكراً منيراً *** عبقريّاً أبى يعيشُ ارتهانا
فتصدّى للظالمينَ فَقيهاً *** لم يجارِ الحَقُودَ كَرْباً دَهانا
يومَ صالَ المُدافِعونَ إباءً *** فرًّ في حُفرةٍ فساءَ جبانا
يا أبا جعفرٍ ظُلِمْنا عِراقاً *** لم نَزلْ فيه نندبُ الإنسانا
فالملايينُ يطلُبون أماناً *** غابَ قسرا بالسارقينَ الأمانا
ونُقُودُ البلادِ نهبٌ وهَدْرٌ *** وغلِالُ العراق ضاعتْ عَيانا
يا ابا جَعفرٍ فلو كنتَ تدري *** ما كتبْتَ (اقتصادُنا) تِبيانا
بيد أنّا وحسبُ فِكرِك بحراً *** نَرتوي بالكتابِ عِلْماً سَقانا
وهو للقارئينَ عدلَ اقتصادٍ *** قبلةَ الطالبينَ نهجاً بَيانا
باقرَ الصدرِ في العراق أُباةٌ *** لم يكِلُّوا ولنْ يُطيقُوا الهَوانا
إنّهمْ للعرينِ أُسْدٌ حُماةٌ *** وهُمُ وِلدُنا وطُهْرٌ جَنانا
وهم الجيشُ والحُشُودُ دفاعاً *** عن عراقٍ هو الأبرُّ مكانا
ذروةُ المجدِ للعراقِ اتّحادٌ *** زالَ منهُ" الأنا" ويَحمي حِمانا
وبنُو الرافدينِ حَبْلُ اعتصام *** بهُدى الطائعينَ ديناً وَقانا
فَبِفتوى الثِّقاةِ صُنّا عراقَاً *** كادَ حِقْدٌ يُسِيلُ فيهِ دِمانا
فخرُنا العالِمُ الصريحُ لِساناً *** لا يُحابي إذا رأى طُغيانا
فبذا اعلن الشهيد انطلاقاً *** يوم ضحّى صدرُ العراقِ فِدانا
هو ذا مَنهجُ الحُسينِ مَناراً *** وفِدا كربلاءَ بالوَعْيِ زانا
ثورةُ الحَقِّ كربلاءُ رَشادٌ *** والصناديدُ بايَعُوا الربّانا
رَحلُوا باذِلينَ دُونَ إمامٍ *** ذابَ في اللهِ قائداً إنسانا
________
بقلم : حميد حلمي زادة