العراق - الكوثر
وأكد معصوم في مقابلة مع قناة العالم الایرانیة أن العراق لا يحتاج إلى قوات عسكرية أجنبية نافيا أن تكون أميركا قد بنت أي قواعد عسكرية لها على الاراضي العراقية.
– السؤال: سيادة الرئيس العراق مقبل على انتخابات مصيرية وهي الانتخابات البرلمانية المقبلة، ما الذي يمكن أن تأتي به هذه الانتخابات؟ ماهي افرازات هذه الانتخابات؟ وتأثيرها على الخارطة السياسية والتحالفات الموجودة؟ وتأثيرها على العملية السياسية برمتها؟
– الرئيس العراقي: هذه ليست المرة الأولى التي ندخل فيها الانتخابات نحن دخلنا عدة انتخابات ومن عام 2005 الى الآن وفي فترة ما قبل الانتخابات قد يكون هناك نوع من التوجسات ولكن كل الانتخابات مرت بسلام وبشكل جيد وكان هناك إقبال من المواطنين على صناديق الانتخابات ولذلك هذا القلق الذي يساور الجميع ليس بمعنى أن هناك مخاطر تهددنا أو قد يكون هناك تدخلات بقوة وليس هناك شيء من هذا القبيل ولكن هذا أمر طبيعي عند تكون هناك مجموعة حتى في مسابقة الركض أو أي شيء فيه تنافس ونتمنى أن يكون هذا التنافس بروح رياضية وكما مرت الانتخابات السابقة بهدوء أن تمر هذه المرة أيضا بهدوء ولكن يمكن بعد كل هذه الانتخابات التي اجريت أن يكون هناك شيء جديد في الانتخابات المقبلة وهو بعد الانتصار على داعش وانهاء داعش في المنطقة كقوة عسكرية المواطنون يرجون ويعملون من أجل أن يشعروا بنوع من الهدوء والراحة وأن تتوفر لهم متطلبات الحياة الضرورية.
– السؤال: بعد الانتصار على داعش ودحر داعش في العراق عسكريا على الأقل تغير مزاج الناخب العراقي وتطلعاته، ما هي أهم مطالب الناخب العراقي حاليا في هذا الظرف؟
– الرئيس العراقي: أهم مطالب الناخب العراقي أن يعيش في سلام واستقرار وثانيا أن يكون هناك فرص عمل للمواطنين لأن العراق دولة غنية بإمكاناتها كالمياه والأرض والشباب في الاستعداد ولكن بحاجة إلى فرص عمل وكذلك تشجيع المواطنين على أن يقوموا بأعمال حرة وتقديم المساعدات لهم وتوفير الأجواء المناسبة لهؤلاء الشباب، هذا هو الأساس الآن.
– السؤال: الدكتور فؤاد معصوم اوشكتم على نهاية الولاية الأولى لرئاسة الجمهورية في العراق، هل سترشحون نفسكم لولاية ثانية وما مدى إمكانية ذلك؟
– الرئيس العراقي: ننتظر كيف ستكون نتائج الانتخابات وتحديد من يتولى رئاسة الحكومة وأي مجموعة تتولى الحكومة وأي شيء يطلب مني أنا مستعد لأن أخدم هذا البلد ولكن أن لا أقاتل من أجل شيء وأنا في خدمة هذا البلد.
– السؤال: فخامة الرئيس موضوع الجنسية المزدوجة لدى كبار المسؤولين العراقيين يشكل إحدى النقاط المثيرة للجدل لدى الشارع العراقي على الأقل او بعض القوى السياسية يثيرونها بين الحين والاخر، وانتم أيضا كنتم بين الشخصيات التي امتلكت الجنسية البريطانية حسب علمي، كيف تعاملتم مع هذا الموضوع؟
الرئيس العراقي: في حان كان يجب أن امتلك وثيقة سفر وأنا شخص كان يجب أن انتقل من بلد إلى بلد ومهمات نضالية وحزبية أيضا ولذلك كان من الصعب ايجاد شيء استخدمه لهكذا نوع من السفر فاضررت أن أقدم طلبا إلى المملكة المتحدة ووافقوا على منحي الجنسية وكذلك جواز السفر وعندما انتخبت لرئاسة الجمهورية حقيقة وجدت نفسي أحمل ثقلا كبيرا كيف لي أن أتولى رئاسة الجمهورية وفي جيبي جواز سفر بريطاني والدستور نص بشكل صريح على أن من يتولى مهمة سيادية او منصب أمني رفيع يجب أن يتخلى عن جنسيته فبحثت ولم أجد أحدا سبقني إلى ذلك وقلت لابد أن أخلص ضميري من أن أحمل جنسيتين وأنا رئيس جمهورية لهذا البلد وهذا صعب وتنازلت عن الجنسية البريطانية والآن أنا لا أحمل أي جنسية اخرى وفيما اذا فكرت فيما بعد أن أعيد الجنسية لا بد من تقديم الاوراق المطلوبة من جديد ولن أكون بحاجة الى هذه الجنسية مستقبلا.
السؤال: موضوع العلاقة بين كردستان العراق وبغداد من بين القضايا الشائكة في هذا البلد وتوترت العلاقة بين الطرفين وتأزمت في بعض الأحيان، فخامتكم تدخلتم في هذا الموضوع لردم الهوة وتقليل الخلافات. ماهو دور رئيس الجمهورية خلال الفترة الأخيرة لتحسين العلاقة بين بغداد واربيل؟
الرئيس العراقي: أنا بذلت جهودا كثيرة ليس فقط من موقع كوني رئيسا للجمهورية إضافة إلى ذلك علاقاتي مع مختلف الأطراف ومع جميع المكونات ووجدت من الضروري أن أعمل من أجل تهدئة الأجواء وقبل إجراء الاستفتاء ذهبت إلى السليمانية وكان اللقاء مع السيد مسعود البارزاني رئيس كردستان العراق آنذاك وكذلك مع قيادات بعض الأحزاب (الديمقراطي والكردستاني و الاتحاد الوطني الكردستاني) وشرحت لهم الوضع بأن الإقدام على اجراء استفتاء الانفصال اذا كان هذا الاستفتاء داخل منطقة كردستان رد الفعل لا يكون قويا ولكن إذا ما خرج إلى خارج كردستان آنذاك سيكون رد الفعل صعبا وحاولت معهم ولكن أجري الاستفتاء في كركوك ومناطق اخرى وحدث ما حدث ومع ذلك ذهبت مرة اخرى في محاولة لردم الهوة الواسعة بين الطرفين ولكن لم أوفق.
السؤال: حاليا وبعد أزمة الاستفتاء وما تلاه من تبعات سلبية سواء داخل منطقة كردستان وعلى مستوى العراق وأيضا الرفض الداخلي والخارجي لهذا الاستفتاء. هل برأيكم ردود الفعل القوية هذه إزاء الاستفتاء تلغي فكرة الانفصال عن العراق في كردستان أم أن الفكرة ما زالت تراود البعض على الأقل بعض القيادات الكردية في كرستان؟
الرئيس العراقي: أنا قدمت رسالة الى السادة رئيس الحكومة الاتحادية وكذلك رئيس حكومة كردستان ورسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة اقترحت فيها أن يكون هناك لقاءات في مقر رئاسة الجمهورية بين ممثلي هذه الأطراف وخاصة الأمم المتحدة ولكن لم يحدث هذا الأمر ولكن بدأت العلاقات والزيارات التي كنا نقترحها دائما كزيارة السيد رئيس وزراء كردستان إلى بغداد وكذلك مبادرات الحكومة الاتحادية والان العلاقات بدأت تسير بخطى جيدة بين الطرفين وهذا ما كنت اتمناه.
السؤال: هل فكرة انفصال كردستان مازالت قائمة أم تراجعت؟
الرئيس العراقي: “أنا قلت في مرات عديدة أن مسألة الاستقلال كرغبة ذاتية شيء والواقع شيء اخر، مسألة استقلال كردستان كل الجهات الاقليمية وغير الاقليمية تدخلت في الموضوع وخاصة كان الاستفتاء في كردستان في نفس الشهر استفتاء اخر في كاتالونيا بهدف الانفصال عن اسبانيا فوجدنا أن الموقف الدولي واحد بالنسبة لكاتالونيا وكردستان وعندما تكون العلاقات جيدة داخل البلد وليس هناك فرق واهتمام بجهة بمكون على حساب المكونات الاخرى آنذاك لا أحد يفكر في موضوع الاستقلال ولكن عندما يختل التوازن انذاك كل يفكر كما يشاء، لذلك نرجو أن تعود العلاقات إلى سابق عهدها كما كانت وكما كان هناك دور للجميع في بناء الدولة العراقية الحديثة وهكذا ارجو أن تكون مهمة الجميع الحفاظ على هذه العلاقات والعمل المشترك من أجل تطوير العراق وتنميته وتطوره.
– السؤال: فخامة الرئيس حاليا في هذا الظرف ماهي نصيحتكم باعتباركم اولا رئيسا لجمهورية العراق وثانيا قيادي كردي بارز له تاريخه في كردستان؟ ماهي نصيحتكم للقادة والزعماء الكرد وثانيا للشعب الكردي؟
الرئيس العراقي: نصيحتي انه نحن في العراق وكذلك الدول الموجودة في هذه المنطقة لم يكن برغبتها، قبلا كان هناك امبراطوريات هنا وهناك ولكن الظروف احدثت هذه التقسيمات، إذا هذه التقسيمات طالما الحياة مشتركة وطالما هناك صدق في النوايا وهناك الاعتراف بالواقع وبالجغرافيا من الضروري أن نعمل جميعا من أجل تمتين هذه الوحدة الوطنية العراقية.
– السؤال: استطاع العراق خلال السنوات الأخيرة القضاء على داعش عسكريا ودخل بالفعل مرحلة جديدة بعد القضاء على داعش، بالتأكيد بعض الدول ساعدت العراق في محاربة داعش، أود أن اعلم ما هو دور الجمهورية الإسلامية الايرانية في محاربة داعش والقضاء عليه، اانطلاقا من حماية العراق وحماية بغداد ومن ثم الانتقال القضاء على داعش؟
الرئيس العراقي: بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية حقيقة هي أول دولة بادرت إلى تقديم المساعدات للعراق، مساعدات إنسانية ومساعدات لوجستية وكذلك ارسلت خبراء لذلك عندما نذكر انتصار الشعب العراقي على داعش من خلال وحدته ومن خلال موقفه لابد أن نذكر الجهات التي قدمت لنا الدعم والمساعدات ومحاربة الارهاب من الناحية العملية والفنية أيضا وكانت الجمهورية الإسلامية المبادرة الأساسية الاولى.
– السؤال: الآن وبعد القضاء على داعش كيف تقيمون اولا العلاقة حاليا مع الجمهورية الإسلامية الايرانية ومستقبلا آفاق هذه العلاقات؟
الرئيس العراقي: الجمهورية الإسلامية والعراق بيننا اكثر من 1200 كيلو متر مربع من الحدود المشتركة وبيننا علاقات دينية وعلاقات ثقافية وتاريخية ولا يمكن إهمال كل هذه الجوانب لذلك نرى أن العلاقات مع الجمهورية الإسلامية من الضروري أن تتطور نحو الأفضل وأكثر وأن لا تبقى كعاطفة وأن تتحول الى تحقيق مصالح مشتركة والاستفادة من هذه الخبرات الموجودة، هذا هو ما نعتقد أنه من الضروري أن تصل اليه العلاقات مع ايران ولكن الجمهورية الاسلامية لها بعض المشاكل مع بعض الدول لذلك دورونا هو العمل قدر المستطاع لتخفيف هذه المشاكل القائمة والا نكون مه هذا الطرف ونعلن موقفا ضد الطرف الاخر لأن هناك مجالات كثيرة لعودة العلاقات بين هذا الدول التي لها مشاكل فيما بينها لأن هذه الخلافات ليست لصالح العراق ومن مصلحة العراق العمل قدر المستطاع لتخفيف أو إنهاء هذه المشاكل اذا كان بامكاننا وإلا يجب أن لا نكون طرفا مع طرف ضد الاخر لأنه آنذاك سنفقد المصداقية وحتى في الولايات المتحدة الامريكية عندما سافرت عام 2014 وتلمت مع جو بايدن بدأ بالتحامل على ايران فقلت له نحن لا ننظر الاى ايران بعيون الولايات المتحدة كما لا ننظر الى الولايات المتحدة بعيون الجمهورية الإسلامية ونحن نريد أن تكون علاقاتنا مع الجميع جيدة ولنا مصالحنا المشتركة مع دول المنطقة ولا يمكن أن نتخلى عن مصالحنا المشتركة لذلك نظرتنا في هذه الناحية تختلف عن نظرتكم.
السؤال: كما تفضلتم هناك معارضة من الولايات المتحدة أو بعض الأطراف الاقليمية لهذه العلاقات بين ايران والعراق، كرئيس للجمهورية العراقية كيف تنظرون لهذه الضغوط وهل بالفعل العراق يتعرض لضغوط لايجاد شرخ في العلاقة بين ايران والعراق وكيف تتعاملون مع هذه الضغوط؟
الرئيس العراقي: عندما تناولنا هذا الموضوع مع عدة جهات كان رأينا أنه نحن ننطلق من مصالحنا المشتركة اولا، ثانيا لكل بلد خصوصيته وخصوصية العراق غير خصوصية دولة عربية اخرى في المطقة وغير خصوصية دولة في افريقيا وهكذا كما لنا خصوصيتنا لكل دولة خصوصية ولا بد من مراعاة هذه الخصوصية نحن خاصة مع ايران اقحم البلدان في حرب لسنوات عديدة لا تزال اثارها باقية ونحن لسنا مستعدون مرة اخرى لنعيد هذه التجربة القاتلة ولكن علاقتنا مع ايران لن تكون على حساب علاقتنا مع دول اخرى في المنطقة وكذلك علاقتنا مه هذه الدول لن تكون على حساب العلاقة مع ايران وهكذا موقفنا واضح دائما.
السؤال: حاليا وخلال فترة الرئيس ترامب أو ما سبق ذلك هل حملتم رسالة ما من ايران الى الولايات المتحدة أو بالعكس او لأطراف اقليمية وهل لعب العراق دورا في الوساطة في هذا الملف؟
الرئيس العراقي: في الإدارة الامريكية السابقة نعم ولكن في هذه الادارة حتى الان لم ندخل في هذا الموضوع ولكن نعبر عن رأينا بكل وضوح مع المسؤولين في الولايات المتحدة الامريكية ول نخفي شيئا.
السؤال: ما هي الرسالة التي حملتموها من الإدارة السابقة؟
الرئيس العراقي: عندما وجدنا مواقف واراء قلنا لهم لن نكون طرفا في كل ذلك ونحن مهتمين بعلاقتنا مع الولايات المتحدة وكذلك العلاقات مع ايران وكذلك دول المنطقة ولا نريد أن ننجر إلى طرف ضد الاخر ونحن مستعدون وفي احدى المرات قال السيد بايدن نرجو أن تبلغوا أصدقائكم في ايران بأننا لا نريد الشر لهم والتدخل في شؤونهم وبيننا وبينهم اتفاقية نووية ولا نريد تغيير النظام ونقلنا هذه الرسالة الى ايران.
السؤال: لكن حاليا يحاول الرئيس ترامب نسف الاتفاق النووي والأجواء الأن متوترة ومتأزمة وفي بعض الأحيان تطلق التهديدات ضد ايران بين الحين والاخر وهناك من يقول أو يفسر على الأقل على مستوى التحليل نظرا للوجود الامريكي في العراق ربما قد تحاول الولايات المتحدة الامريكية استخدام هذا التواجد للضغط أو توجيه ضربة لإيران، ما هو موقف العراق الرسمي من إمكانية استخدام اراضيه كقاعدة على المستوى النظري لضرب ايران؟
الرئيس العراقي: بالتأكيد لا يمكن أن يوافق العراق على أن يكون ممرا للهجوم على ايران بأي شكل من الأشكال وليس لدينا تخوف ولن يصل الأمر الى مثل هذه التحليلات ولكن فيما اذا لو حصل نحن موقفنا ثابت وواضح ولن نكون مشاركين في مثل هذه العمليات ولن يكون العراق ممرا لأي تدخل عسكري وهذا رأي معظم العراقيين أو كل المسؤولين العراقيين.
السؤال: ننتقل الی موضوع هجوم داعش، هذه الهجمة الشرسة، بالتأكيد لم تتم إذا لم يكن هناك دعم إقليمي أو دولي لها، بعض الدول الاقليمية لعبت دوراً مدمراً ضد العراق، أساساً لم تعترف بالعملية السياسية بعد 2003، ساهمت في الصراع الطائفي في العراق، ساعدت في دفع داعش لاحتلال أجزاء كبيرة من العراق، دعمته تسليحياً وحتی عقائدياً؛ لكن بعد الفشل الذي باء لكل هذه المخططات لتمزيق العراق، الان تأتي بعض هذه الدول ونسميها المملكة العربية السعودية، تأتي بابتسامة عريضة لكي تستأنف العلاقات وما الی ذلك. هذه العودة، تواجة رفض الكثير في الداخل علی مستوی القوی السياسية وحتی البرلمانية. بل هناك مطالبات لمقاضاة من دعم داعش. فخامة الرئيس، كيف تنظرون الی هذه العملية برمتها؟
الرئيس العراقي: هناك اتهامات توجه من اطراف لأطراف أخری. ولكن المهم ان الجميع قدم مساعدات للعراق، وإن قُدمت هذه المساعدات متأخرة ولكن قدموا مساعدات، لذلك ننظر من هذه الزاوية. ثم المملكة العربية السعودية، كدولة اسلامية وبما فيها من المقدسات الاسلامية كالكعبة وقبر الرسول (ص) وكذلك باعتبارها دولة عربية ونحن واياهم وآخرين، ضمن الجامعة العربية، لذلك نحاول ونبذل جهد في ترطيب العلاقات وعدم التوتر لأنه يضر بالجميع، يضر بنا وبأخرين في المنطقة. واتمنی أن تعود العلاقات بين المللكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الی سالف عهدها كما كانت علاقة قوية وجيدة. بالتأكيد الان توجد هناك اختلافات قائمة في وجهات النظر، في السياسة وهذا شيء طبيعي ونرجو أن تعالج هذه الامور بهدوء وبالوصول الی اتفاق وبوصول الی اتفاق وهذا لمصلحة الجميع.
السؤال: فخامة الرئيس، العراق، عضو فعال في الجامعة العربية وتربطه علاقات طيبة مع معظم الدول العربية وبكونه بلداً عربياً، تحسنت العلاقات مع المملكة العربية السعودية، بالمقابل هناك توتر قائم بين الرياض وطهران؛ هل لديكم نية أو قمتم بوساطة لتحسين هذه العلاقة ونزع فتيل الازمة بين الرياض وطهران؟
الرئيس العراقي: نعتقد انه من الضروري هذا العمل ولابد ان نبحث ماهي أسس هذه الاختلافات والخلافات والاختلافات، آنذاك نبدأ من حيث نستطيع نتدرج الی ان نصل الی النقاط الاساسية. توجد مبادرات علی مستوی وزارات الخارجية وطرحت هذه الفكرة ولكن في الاجتماع القادم للجامعة العربية سوف نری الاجواء لأنه احياناً بعض الافكار عندما تُطرح في أجواء صاخبة، يكون عدم طرحها أفضل. ولكن عندما نجد ان هناك فرص بالتأكيد سوف نبادر. لان هذا التوتر ليس لصالح المنطقة وليس لصالح العراق كبلد علی حدود البلدين الجمهورية الاسلامية والمملكة العربية السعودية وكذلك ليس لصالح البلدين نفسهما. لذلك لابد أن نری الاجواء ومن خلال الاجواء نستطيع ان نقدم مبادرة وهذه المبادرة لن تكون مجرد كلام، يجب ان نری هل تُسمع هذه المبادرة؟ يوم 15 سوف يكون لدينا اجتماع وسوف نری الاجواء آنذاك.
السؤال: وجهت لكم دعوة للمشاركة في القمة العربية التي ستعقد بعد اسبوعين أو اقل. إذا لديكم نية لطرح هذا الموضوع علی مستوی الجامعة العربية أو علی الاقل علی المستوی الثنائي مع المملكة العربية السعودية..
الرئيس العراقي: نحن نحب أن يكون لنا هذا الدور باعتبار ان المشاكل اذا ازدادت لاسامح الله، ستؤثر علینا أيضاً فلابد من العمل واتخاذ خطوات لحل هذه المشكلة ولكن كيف وبأي طريقة، هذا مايجب أن نراه ونبحث حوله ويجب ان نشارك آخرين من الدول الاخری معنا وليس فقط العراق لوحده.
السؤال: في الموضوع السوري ونظراً للقمة العربية المزمعة، هل لدی العراق موقف فيما يخص سوريا وموقع سوريا في الجامعة العربية خلال الاجتماع المقبل؟
الرئيس العراقي: اعتقد ان فكرة اعادة سوريا الی الجامعة العربية سوف يطرح.
السؤال: وهل سيدعم العراق هذه الفكرة؟
الرئيس العراقي: نعم.
السؤال: برأيكم كيف ستكون ردود أفعال الاخرين؟
الرئيس العراقي: الی الان كفكرة جديدة تطرح خلال هذه الايام لابد من التشاور مع الاخرين لنری رأيهم تجاه هذه المسألة وبالنتيجة عودة سوريا الی الجامعة العربية قد تكون مفيدة اكثر من اهمالها خارج الجامعة العربية.
السؤال: يتعرض العراق، خاصة شمال العراق بين الحين والاخر لعمليات قصف وتوغل من قبل القوات التركية. في الاسبوع الماضي، هدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بدخول سنجار بحجة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني. هناك انتهاكات متكررة، فكيف يتعامل فخامة الرئيس مع هذا الملف.
الرئيس العراقي: توجد هناك اتصالات مستمرة بين السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي مع السيد رئيس وزراء تركيا ووزارة الخارجية ايضاً بدأت فتح خط حول هذا الموضوع وان شاء الله ستؤدي الی نتائج. مثلا قواتهم في بعشيقة، ليس هناك أي مبرر لبقاء قواتهم في بعشيقة وداعش كقوة عسكرية، في المنطقة، انتهی وجودها ولكن كخلايا نائمة أونشطة، فهذه مسالة أخری ليست بحاجة الی وجود قوات عسكرية لذلك بعض المشاكل القائمة مع تركية نحاول من خلال الحوار ان نصل الی تفاهمات، لأن تركيا ايضا دولة مهمة وكبيرة في المنطقة ومصالحنا المشتركة كثيرة ونفط العراق ينتقل من خلال انابيب تركيا ومياهنا تأتي من هناك وتوجد مصالح مشتركة كثيرة لابد ان نراعيها.
السؤال: تركيا تقول ان هذه الاعمال العسكرية تأتي بحجة وجود عناصر حزب العمال الكردستاني، فهل سيحاول العراق طرد هذه العناصر وكيف سيتعامل مع هذا الموضوع لسحب هذه الحجج؟
الرئيس العراقي: مجموعة بي كا كا تتواجد في مناطق جبل قنديل وهي منطقة حدودية بين الدول الثلاثة الجمهورية الاسلامية وتركيا والعراق. وهم موجودون هناك منذ عهد النظام السابق في العراق ومن خلال تجربتنا ككرد العراق نعتقد بأن التعامل الهاديء والدعوة الی الحوار أفضل من المبادرة الی استخدام القوة العسكرية والدخول في مشاكل لأن بي كا كا ليست قوة محتلة منطقة وتريد ان تحافظ علی هذه المنطقة. فلهذا تبدأ حرب عصابات وحرب العصابات مشكلة. لذلك حتی بالنسبة الی تركيا نرجوا ان يتفهموا الوضع ويدخلوا في حوار لانه كان قبل ذلك ايضاً حواراً والمرحوم الاستاذ جلال الطالباني دخل علی الخط وعمل كثيرا من أجل ان يكون هناك حوارا بين الطرفين وكانت الاجواء قبل هذه الحكومة اجواء ايجابية. ولكن مع الاسف، الطرفان أخطؤوا في التعامل مع بعض وهذه النتيجة…
سؤال: ايضا هناك عناصر لمسلحي بجاك في كردستان العراق تستخدم اراضي كردستان للاخلال بالامن في المناطق الحدودية في كردستان ايران؟.
الرئيس العراقي : هؤلاء عددهم قليل جدا، والى الان لم نلاحظ في الاقليم يشتكون منهم باعتبارهم قوة موجودة ومحتلة لمناطق، ربما بتعداد قليل وخلايا في الحدود وليس مثل الـ “ب ك ك” حيث يختلف وضعهم.
سؤال: الوجود العسكري الاميركي في العراق من بين القضايا المثيرة للجدل في الوسط العراقي سواء سياسيا او شعبيا، بين مؤيد او معارض، هل هناك حاجة لوجود قوات اميركية على الاراضي العراقية ام ان هناك ضغوطا اميركية لبقاء هذه القوات في العراق؟.
معصوم: لسنا بجاجة الى اي قوات اجنبية، لكننا نحتاج الى خبراء في مختلف المجالات، من اميركا وبريطانيا وايران وتركيا ودول الخليج (الفارسي)، في المجال العسكري والامني والاقتصادي والتجاري، وهذا امر طبيعي، لكن لسنا بحاجة الى قوات عسكرية.
سؤال: هناك بعض التقارير تشير الى ان الولايات المتحدة تخطط لاقامة قواعد عسكرية في العراق.
وتابع معصوم: هذه الى الان مجرد اتهامات وتفسيرات مختلفة، وعمليا اكدت الجهات الامنية انه لا يوجد شيء من هذا القبيل، لانه اذا ما بدأوا ببناء قواعد فان ذلك سيثير ريبة بانه ما هو الهدف من ذلك، وهل سيكون العراق محتلا، وهل هناك نية لشن حرب على جهة؟.
سؤال : لا يوجد طلب اميركي رسمي لبناء قواعد؟
معصوم: حسب معلوماتي لا يوجد، واذا كانت هناك من خطوط سرية وجهة من الجهات يتباحثون حول هذا الموضوع، ليس لدي معلومات عن ذلك، لكن كجهة رسمية لا يوجد حديث حول ذلك.
سؤال: الحشد الشعبي قدم الدماء والشهداء لتحرير العراق من داعش، لكن هناك من يحاول تهميش الحشد، ما هو موقف رئاسة الجمهورية من الحشد الشعبي؟
معصوم: صدر قانون بالنسبة للحشد، ووقعت عليه.
سؤال: وافقتم على القانون، اذا موقفكم مساند للحشد الشعبي؟
معصوم: ولكن على الا تزداد الاعداد يوميا، لانه ليس لدينا امكانيات مادية، كما اننا نخشى من المشاكل بين هذه القوات وبيت قوات الجيش وغيره، حسب الحاجة وهم تابعون للقائد العام للقوات المسلحة، قدموا مشروع قانون واقر في مجلس النواب وانا وقعت عليه.
سؤال: في موضوع الفساد الاداري والمالي في العراق ، هناك استياء شعبي من هذا الموضوع، ومحاولات حكومية لمعالجة هذا الملف، والان مقبلون على الانتخابات البرلمانية، هل هناك استرايجية لمعالجة هذا الملف، خاصة انه يوجد حالة من الاحباط في الشارع؟
معصوم: يوجد فساد ولولاه لشهد العراق خلال السنوات الماضية تطورا، وقدم نموذجا جيدا في ادارة هذا البلد، الفساد مستشر ومنتشر الى حد، لكنه ليس بالشكل الذي يركز عليه الاعلام السياسي، حيث من لا يكون في الحكم يهاجم من في الحكم، والاتهامات غير محدودة، وهذه مشكلة، واثرت هذه المحاولات والاتهامات على مسعة العراق الدولية، وعلى البنوك الدولية والجهات التي يمكن ان يتعامل العراق معها ويستفبد.
المشكلة ان قسما ممن كانوا في المعارضة يتصورون ان من حقهم مد اليد لكل شيء، وهذا اكبر خطر، فمن ساهم في النضال لا يحق له ان يمد يده الى كل ممتلكات الدولة والتحكم فيها.
هناك ظاهرة يمكن ان يعتبرها البعض سلبية وخطيرة ولكن اعتبرها شيئا ايجابيا، حيث ان الخلافات اخذت ابعادا جديدة، بمعنى انه لم يعد التعامل بين مكونات الشعب كمكون، وانما اصبحت كفصائل ومجموعات، كان البيت الشيعي موحدا والسنة موحدين والكرد كذلك لكنهم الان ليسوا كذلك، وهذا لصالح الشعب والعراق، ولابد ان تكون العلاقات مبنية على اسس خدمة البلد وتطويره وتنميته وليس على اساس الاستيلاء على كل شيء.
هذه خطوة مهمة لتطوير العراق ومستقبله، القومية لا تجمعنا فقط ولا المذهب، انما الذي يجمعنا هو اننا مواطنون عراقيون لنا الحق في ان تكون لنا فرصة عمل وغير ذلك للجميع، في هذه الانتخابات قد تتحقق خطوة، لكن في الادورات المقبلة تتحقق خطوات مهمة.
سؤال: منذ 2003 مر العراق بمراحل صعبة ودموية، الاحتلال والصراع الطائفي وداعش والان ما بعد داعش، ما اهم خصوصيات المرحلة وهل الطائفية والمذهبية ستنتهي، ما هو افق ومستقبل العراق وكيف سيكون؟.
معصوم: ان تكون العلاقات على اساس المواطنة، الان في هذه الانتخابات التي سندخلها خلال اسابيع، الى الان لا يوجد برنامج لاي من المجموعات، بينما البرنامج هو الاساس، لابد ان يعمل السياسيون على ان يصوت المواطن للبرنامج وليس للاشخاص، لكن هذا النقص الى الان موجود.
ولذلك لابد من برنامج، وتحضير المواطنين للتصويت للبرامج وليس للاشخاص رغم اهمية الاشخاص من حيث النزاهة والوطنية والابتعاد عن الطافية والعنصرية، ومن الضروري ان يكون هناك برنامج، لكن قضية المواطنة تتقدم شيئا فشيئا ولن تبقى مجرد كلام.
المصدر: شفقنا
110