وجيش الإسلام هو أكبر فصيل للمتمردين في المنطقة، كما كان لواء الإسلام. وكانت الجماعة جزءا من الجبهة الإسلامية. المنظمة رفضت عضوية الجيش السوري الحر. ومن بين الجماعات المتمردة الرئيسية التي تدعمها السعودية هذه المجموعة بالإضافة إلى أحرار الشام. وتهدف الجماعة إلى إقامة دولة إسلامية بموجب الشريعة الإسلامية.
لواء الإسلام
وقد أسس لواء الإسلام الارهابي الوهابي زهران علوش، ابن رجل الدين المقيم في السعودية عبد الله محمد علوش، بعد أن أطلقت السلطات السورية سراحه من السجن في منتصف عام 2011، حيث كان يقضي وقته لنشاطه السلفي.
وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن تنفيذ تفجيرات دمشق التي وقعت في يوليو 2012 والتي أسفرت عن مقتل وزير الدفاع داود راجحة ونائب وزير الدفاع آصف شوكت ومساعد نائب الرئيس حسن توركماني.
وكانت جماعة لواء الإسلام قوة محركة وراء الإجراءات التي اتخذت في منطقة دمشق. وتعاونت وأجرت عمليات مشتركة مع جبهة النصرة.
الدمج لتشكيل جيش الإسلام
في 29 سبتمبر 2013، أعلن 50 من الفصائل المتمردة العاملة معظمها حول دمشق عن اندماجها في جماعة جديدة تدعى جيش الإسلام. كان لواء الإسلام هو الفصيل المهيمن في هذا الاندماج، وزعيمه زهران علوش أُعلن أنه زعيم جيش الإسلام. وكان 38 من المجموعات الأصلية المدرجة في القائمة بأنها انضمت إلى عملية الاندماج أعضاء في جماعة لواء الإسلام أو منتسبين بها.
وبحلول نوفمبر 2013، اندمجت 60 مجموعة في جيش الإسلام، وأعربت أكثر من 175 جماعة متمردة حول سوريا عن رغبتها في الانضمام إليه.
ويقال إن إنشاء المجموعة الجديدة قد تم التفاوض بشأنه وتزعمته السعودية، التي تعتقد أن جبهة النصرة تكتسب قدرا أكبر مما ينبغي من القوة.
وبعد الدمج، ذكرت صحيفة "الغارديان" أن السعودية تستعد لمنح المجموعة ملايين الدولارات "لتسليح وتدريب" مقاتليها، واستخدام مدربين من باكستان للمساعدة في تدريب المجموعة.
وقد انتقد "جيش الإسلام" الائتلاف الوطني السوري، مشيرا إلى أن الجماعة يجب أن يقودها أولئك الذين يقاتلون في سوريا بدلا من القادة في المنفى.
وفي مارس 2015، شكل جيش الإسلام والقيادة العسكرية الموحدة للغوطة الشرقية "المجلس العسكري لدمشق وضواحيها"، تحت القيادة المباشرة لزهران علوش.
وفي 26 أبريل 2015، أنشأ غرفة عمليات فتح حلب المشتركة جنبا إلى جنب مع غيرها من المجموعات الرئيسية في حلب.
وفي 25 يناير 2017، انضم فرع جيش الإسلام في إدلب إلى أحرار الشام.
الأيديولوجية
انتقدت الجبهة الإسلامية تنظيم (داعش)، قائلة: "إنهم قتلوا أهل الإسلام ويتركون المشركين" و"يستخدمون الآيات التي تتحدث عن الكفار وتنفذها على المسلمين".
ونشرت جماعة "جيش الإسلام" شريط فيديو يظهر إعدام أعضاء في تنظيم داعش وأظهر مسؤول شريعة في جيش الإسلام يدين داعش بوصفهم "خوارج" (الانحراف عن التيار الإسلامي السائد).
ندد علوش بالديمقراطية ودعا إلى إقامة دولة إسلامية خلفا للأسد لكن في مقابلة مع صحفيي مكلوتشي في مايو 2015 استخدم علوش لغة أكثر اعتدالا وقال إن على السوريين أن يقرروا نوع الدولة التي يريدون أن يعيشوا تحتها وأن العلويين كانوا "جزءا من الشعب السوري" وفقط أولئك الذين لديهم دماء على أيديهم يجب أن يحاسبوا. وتابع المتحدث باسمه أن الخطاب الطائفي والإسلامي الذي سبق أن ألقاه علوش كان يهدف فقط للاستهلاك الداخلي ولحشد مقاتليه.
بحلول أغسطس 2016، وصفت إيديولوجية جيش الإسلام بأنها "مزيج" من السلفية، والقومية السورية، وفي السابق، الطائفية.
ادعاءات "الجماعات الإرهابية"
وقد صنفت سوريا وروسيا وإيران ومصر جيش الاسلام على أنه منظمة إرهاب
وزير الخارجية الأميركي الاسبق جون كيري، في كلمة ألقاها في أسبن، بولاية كولورادو في 28 يونيو 2016، ربما ذكر عن طريق الخطأ جيش الإسلام باعتباره واحدا من "المجموعات الفرعية" لتنظيم داعش وجبهة النصرة "الإرهابيين". ورفض مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما هذا الأمر وقالوا لصحيفة واشنطن بوست إنه يمكن أن يضر بجهود الحكومة الأمريكية لإقناع الحكومة الروسية والحكومة السورية بعدم مهاجمة جيش الإسلام.
ويزعم أن "جماعات سورية" مجهولة رأت تصريحات كيري كمثال على كيفية تحرك إدارة أوباما ببطء نحو وجهة النظر الروسية في سوريا، والتي تشمل رسم جميع جماعات المعارضة باعتبارها منظمات إرهابية من أجل تبرير مهاجمتها.
جيش الاسلام
جيش الإسلام هو تنظيم عسكري سوري معارض شُكل خلال العدوان على سوريا، ويعد من أكبر الفصائل العسكرية الإسلامية المؤسسة للمعارضة السورية المسلحة، وشارك في تأسيس العديد من الهيئات العسكرية والسياسية المعارضة للنظام. منذ بداية كان على خلاف مع داعش لكنه قريب نوعا ما من النصرة.
النشأة والتأسيس
بعد أشهر من الأزمة السورية، تشكلت في غوطة دمشق الشرقية مجموعة مسلحة صغيرة تحت اسم "سرية الإسلام" في سبتمبر/أيلول 2011، واقتصرت عملياتها على مهاجمة الجيش السوري في محيط مدينة دوما، وتطورت السرية بعد أشهر لتصبح "لواء الإسلام"، ومن ثم تحولت إلى ما يعرف الآن بـ"جيش الإسلام".
التوجه الأيديولوجي
يُصنف "جيش الإسلام" على أنه يتبنى الفكر السلفي الوهابي، ومن جهته يقول في موقعه على شبكة الإنترنت إنه يؤهل مقاتليه وفق العقيدة الإسلامية معتمداً منهجاً "معتدلاً"، ويضيف على لسان قائده زهران علوش أن منهجه هو الإسلام الذي يضم القواعد الأساسية من العدل والإنصاف والحق، ولكن يؤخذ على هذا التوصيف عموميته وعدم توضيحه للأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، ولا طريقة تحقيقها.
وبشكل عام توضح تصريحات قيادات "جيش الإسلام" أنه يسعى لإسقاط النظام الحالي في سوريا وإقامة نظام يلتزم بأحكام الشريعة الإسلامية.
المسار
بعد ازدياد عدد المنضمين لـ"سرية الإسلام" أعلن قائدها زهران علوش عن تشكيل لواء الإسلام بتاريخ 1 يونيو/حزيران 2012، وانتشرت الكتائب التابعة له في أنحاء الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي، وفي سبتمبر/أيلول 2013 أُعلن عن تشكيل "جيش الإسلام"، الذي يضم نحو ستين كتيبة تتوزع على اختصاصات عسكرية مختلفة، وتوجد في مختلف المحافظات السورية.
ومنذ تأسيسه ساهم "جيش الإسلام" في تشكيل عدد من التكتلات العسكرية، مثل تجمع أنصار الإسلام والجبهة الإسلامية، وشارك ممثلون عنه في تأسيس عدد من الهيئات السياسية المعارضة مثل المجلس الوطني والائتلاف الوطني، كما شارك بتاريخ 8 ديسمبر/كانون الأول 2015 في اجتماع الرياض للمعارضة السورية، وهو ما اعتبر قبولاً منه بمبدأ التفاوض مع النظام للوصول إلى حل سياسي في سوريا.
ويوضح جيش الإسلام في موقعه على الإنترنت أنه يتبع منهجية مؤسساتية في اتخاذ القرار العسكري، كما أنه يمارس نشاطات خدمية في المناطق الخاضعة لسيطرته بهدف تعويض غياب المؤسسات الحكومية، لكنه يواجه في هذا الجانب انتقادات من قبل ناشطين، أهمها اتهامه باحتكار العمل الخدمي وعدم التعاون مع المؤسسات المدنية الموجودة وإعاقة عملها أحياناً، ومن جهته ينكر "جيش الإسلام" مثل هذه الاتهامات وينفيها.
وبتاريخ 25 ديسمبر/كانون الأول 2015 أعلن "جيش الإسلام" أن مؤسسه محمد زهران علوش قتل على إحدى الجبهات في منطقة المرج بغوطة دمشق الشرقية، وأنه تم اختيار أبو همام البويضاني (قيادي من تنظيم القاعدة سابقا) قائداً جديداً، وتضاربت الأنباء حول كيفية مقتله، حيث ذكرت مصادر المعارضة المسلحة أنه قتل بغارة روسية، في حين قالت وكالة سانا الرسمية للأنباء إن سلاح الجو السوري هو من نفذ الغارة.
* الديار