ويُشير ذلك إلى وجود علاقةٍ بين شخصيَّة الإنسانِ وانطباعاته أو انعكاساته مع ما يألفه أو يرغبه أو يختاره من الألوان؛ ليؤثِّر ذلك أيضاً على تواصلهِ مع الآخرين وتأثيراته المزاجيَّة والسُّلوكيَّة.
وتختلفُ الألوانُ في تأثيرها بينَ الأفراد اختلافاً كثيراً؛ إذ تتداخل مجموعةٌ من العوامل في تمييز أثر الألوانِ واستحكامها في الأفراد كالجنسِ والعمر وغيرها من العوامل.
وظائف الألوان
تؤثّر الألوان في الإنسانِ بنواحٍ متعدِّدة تبعاً للمعاني التي يُكوِّنها الأشخاص والثَّقافات تجاه اللونِ من جهةٍ، وللتأثير الفسيولوجي الذي تُكوِّنه الألوان من جهة أخرى، علاوةً على الاستجابةِ النفسيَّة والعاطفيَّة والمتغيِّرات الثقافيَّة والجغرافيَّة والبيئيَّة وغيرها، وتُفيد الألوانُ تبعاً لذلك كلِّه تنوعاً منتظماً في الوظائف التي تُقدِّمها للإنسانِ بحسب اختياره وجغرافيَّته، وبما يتناسب مع حضارته ومجتمعه على مرِّ التَّاريخِ.
شهدت الألوانُ توظيفاتٍ مختلفة لتنوبَ عن قُدسيَّاتٍ شتَّى، منها الدِّينيُّ والبيئيُّ والآيدولوجيّ، وما زالت بعض الألوانِ تُدلِّلُ مُنفردةً أو مجتمعةً على رموزٍ قُرِنَت بها بفتراتٍ تاريخيَّة سابقةٍ، لكنَّها احتفظت بمدلولاتها حتَّى صارت سمةَ الرَّمز وتعريفه، ومثالُ ذلك ما حملته القرون الوسطى من ترميزِ الرُّسوماتِ الدَِّينيَّةِ بألوانٍ خاصَّةٍ تحملُ دلالاتٍ معيَّنةٍ لا يُستخدمُ للتعبيرِ عنها سوى لونٌ بعينه، فالقُدسيَّةِ يُمثِّلها اللون الأصفرُ، والنَّقاءُ يمثِّله اللون الأزرق، فيما يدلُّ اللونُ الأحمر على العاطفة والإقبال على الدُّنيا، ويرمز الأخضر للأمومة والخصوبة، ويُعزِّزُ توظيفُ الألوانِ بصورتها الحضاريَّةِ تعبيرها عن الموروثاتِ الثَّقافيَّة للشُّعوب والحضاراتِ وتخليدها في الرَّكائز الأسطوريَّةِ التي نسجت دلالاتِ الحضارةِ وعلاماتها.
كيف تعرف شخصك من لونك المفضل؟
استُخدِمَت الألوان في حياة الإنسان بمختلف المجالات، وحظيت باهتمامٍ بالغٍ في التِّجارة والزَّخارف والبناءِ والملابسِ وغير ذلك من المجالات التي تتعلَّق بصورةٍ مباشرةٍ أو غير مباشرةٍ بنمطيَّةِ الحياة والحضارة والبيئة التي يعيشها الإنسان، وقد أثبتَت الألوان بصورةٍ تجريبيَّةٍ علاقتها بالإحساسِ والشُّعور الإنساني وتكوين الحالة النَّفسيَّة والمزاجيَّة، كما تعدَّى استخدامُ الألوان في حياة الإنسانِ تزيين المكاتب والمنازل والأواني والممتلكاتِ الماديَّة لتدخل مجالات التَّداوي والسَّيطرةِ النَّفسيَّة والتَّحفيزيَّة، يرجع ذلك إلى القوَّة التي تمتلكها الألوان في التّأثير على انعكاسات وطبائع النَّاس وشخصيَّاتهم من خلالِ تنوُّعها وامتداداتها التي توفِّر الدِّفء والطَّاقة والأمن والرَّاحة لعشَّاقها وروَّادها ومُريديها.
وتستطيع الألوان تحديد شخصيَّة الإنسان من خلال اختياره للونٍ معيَّن أو مجموعة لونيَّة يألفها ويختارها بشكلٍ دائم، حتَّى أنَّ للألوان القدرة على تصنيف صفات البشر واتجاهاتهم؛ حيثُ تحملُ الألوان إشاراتٍ إلى صفاتٍ معيَّنة تخصُّ الذين يختارونها على وجه الخصوص، فاللون البنيُّ مثلاً يدلُّ على الصَّلابة والقوَّة، فيما يدلُّ البنفسجيُّ على الرُّقي، ويحملُ اللون الأحمر دلالات التَّشويق والإثارة، وقد أسهمت دراسات علماء النَّفس للألوان وتأثيرها على ملامح شخصيَّات الإنسانِ في تحديدِ شخصيَّة الفرد ومظاهر شخصيَّته اعتماداً على اللون الذي يرغبه أو يعيش مقترناً بتفضيله، وفي ما يلي تفصيلُ ملامح الشَّخصيَّات اعتماداً على الألوان:
اللون الأبيض: يدلُّ اللون الأبيض على نقاء الفردِ وصفاء نفسه وسريرته، ويتَّصف الأشخاص الذين يحبُّون اللون الأبيض بقدرتهم على التقلُّب المزاجي والتنقُّل بين الحالات النفسيَّة دون استقرار، ويتمسُّك به جيداً أصحاب الشخصيَّاتِ المُنغلِقَة التي ترفض النَّقد وتفتقر إلى الملاحظة والبديهة، ويحملُ اللون الأبيض دلالاتِ النَّظافةِ والاهتمامِ بها.
اللون الأسود: يعكس اللون الأسود شخصيَّة الحزن والحداد، غير أنَّه لا يدلُّ على ذات الصفة عند النِّساء كبيرات السن اللواتي يعتبرنه رمزاً للحشمة والوقار، وتظهر شخصيَّة اللون الأسود بصورة التشاؤم والانعزال والكآبة عادةً، ويُستدلُّ منه على شخصيَّة حامله بوصفه غير الاجتماعي.
اللون الأزرق: شخصيَّة اللون الأزرق حيويَّة تُحبّ الحركة وتغامر لنيل الحريَّة والدِّفاع عنها، شخصيَّة اجتماعيَّة هادئة متوازنة تحمل القيم وتحترم الرُّقيَّ وتحبُّ الحياة، تعيش شخصيَّة اللون الأزرق جميع التفاصيل الرومنطقيَّة وتصنع الحبَّ وتعشق الفنَّ والموسيقى، حياتها والموت تستويان إذا جُرِّدت من التحرَّر والفنون والرومنسيَّة أو حُدِّدت حريَّتها.
اللون الأخضر: تعتبر شخصيَة اللون الأخضر شخصيَّة فنيَّةً وجدانيَّة مرهفة، ينزع أصحابها إلى النَّمطيَّة والهدوء والروتين، ويتناولون حياتهم الاعتياديَّة بالإقبال على الحركة والنشاط، ويضعون لأنفسهم أهدافاً منطقيَّةً ثمَّ يسعون لتحقيقها، ويتميَّز أصحاب هذا اللون بالدِّقَّة والإنجاز وحُبِّ الشَّباب وديمومة مرحلته.
الأخضر الغامق: شخصيَّةٌ قياديَّةٌ تُحبُّ السيطرة وإظهار القوَّة، ينزع أصحاب هذه الشخصيَّة إلى الحياة المؤثِّرة الممتعة، ويسعون جاهدين لترك آثارهم وسيرهم لمن بعدهم.
اللون الأحمر: شخصيَّة عاطفيَّةٌ صلبة ذات أبعادٍ متناقضة يعيش أصحابها الحبَّ والغيرة ويُظهرون العنف والغرور، يتمتعون بقراءة القصص الرومنسيَّة، وتُشدُّهم أخبار النِّزاعات والقتال، تظهر فيهم الصَّلابة والقوَّة ويتَّصفون بالجسارة والعاطفة الجيَّاشة.
اللون الأصفر: شخصيَّة اجتماعيَّة مَرِحَة مُنطلِقَة تتّسم بالتَّفاؤل والعناد، تعشق التجديد والتغيير، تظهر في صفات هذه الشخصيَّة الغيرة والحيويَّة، ويمتلك أصحابها طاقةً فريدةً وإرادةً تُحبُّ التغيير، لا يحبُّ أصحاب هذه الشخصيَّة الثبات في نمطيَّةٍ معيَّنة، بل إنّهم يميلون للتنقُّل بين البيئات وخوض التجارب الجديدة.
اللون البنفسجي: شخصيَّة هذا اللون حسَّاسة مُرهَفَةٌ رقيقة تعيش كلتا حالتي الفرح والحزن، غير أنَّها مرهفة المشاعر شديدة الودِّ عظيمة الإخلاص.
اللون البني: شخصيَّة متدينة تتّسم بالرِّضا والصَّبر والأمانة، يعيش أصحابها بنشاطٍ دائمٍ واندفاعٍ نحو الإنجاز مهما جوبهوا بالفشل والخذلان، ويُظهرُ أصحاب هذا اللون قدرةً عظيمةً على التحمُّل والانطلاق من جديد.
اللون البرتقالي: شخصيَّة ثوريَّةٌ مكافحة تعشق التجديد والحريَّة، ينزع أصحاب هذا اللون إلى الاستقلال بكلِّ تفاصيلهم، ولا يعيرون العادات والتقاليد أيَّ اهتمام.
اللون الوردي: شخصيَّةٌ طفوليَّة حالمة كثيرة الخيال ضعيفة الإرادة، يتَصف أصحابها باللطف والسَّلام الدَّاخلي والثقة المفرطة، ويعتبر التَّبذير سمتهم الغالبة، ولا يمكن الاعتماد على أصحاب هذا اللون لتعلُّقهم بالخيال أكثر من الواقع.
اللون الرَّمادي: شخصيَّة متحفظة شديدة التخفِّي، لا يُظهِر أصحابها معالمهم الحقيقيَّة ويمتازون بالكِتمان.
اللون الفستقي: شخصيَّة واقعيَّة متَّزنة تعيش بين المرح والصَّخب.
اللون البيج: يمنح هذا اللون لأصحابه شخصيَّة رزينة هادئة قنوعةً شديدة الثِّقة بالنَّفس.
المصدر: موضوع