هذه القصص ليست لسرد فقط بل لنتعلم منها من طفولتها كيف كانت تفكر كيف كانت عزيزة عند جدها لنتعرف على جانب من حياة هذه القديسة العظيمة حيث بدأت طفولتها بمصاب جدها ثم أمها...
ابدأ بهذه القصة المؤلمة التي حددت حياة هذه البنت عليها السلام عن طريق كلام جدها رسول الله صل الله عليه واله:حلمت السيدة زينب وهي في عمر الطفولة منام مخيفا
فحدثت بذلك جدها رسول الله صل الله عليه واله فقالت:يا جداه رأيت البارحة ان ريحا عاصفة قد انبعثت فاسودت الدنيا وما فيها وأظلمت السماء وحركتني الرياح من جانب الى جانب فرأيت شجرة عظيمة فتمسكت بها لكي اسل من شدة الريح العاصفة واذا بالرياح قد قلعت الشجرة من مكانها وألقتها على الارض!ثم تمسكت بغصن قوي من اغصان تلك الشجرة فكسرتها الرياح فتعلقت بغصن اخر فكسرتها الريح العاصفة!!فتمسكت بغصن اخر وغصن رابع ثم استيقظت من نومي....
وحينما سمع رسول الله صل الله عليه واله منها هذه الرؤيا بكى وقال:اما الشجرة فجدك واما الغصنان الكبيران فهما امك وأباك واما الغصنان الاخران فأخواك الحسنان تسود الدنيا لفقدهم وتلبسين لباس المصيبة والحداد في رزيتهم...(كتاب (زينب الكبرى)للشيخ جعفر النقدي)...
ومنها انها سالت أباها ذات يوم فقالت:اتحبنا يا ابتاه ؟! فقال الامام :وكيف لا احبكم وانتم ثمرة فؤادي !فقالت:يا ابتاه ان الحب لله والشفقة لنا...( كتاب زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد)
ونقراء عن ذكاء هذه الطفلة المقدسة:ان والدها اجلسها في حجره يوم كانت طفلة وبدا يلاطفها وقال لها:بنية قولي واحد فقالت واحد..قال:قولي اثنين...
فسكتت!فقال لها:تكلمي يا قرتي عيني...فقالت :يا ابتاه ما اطيق ان اقول اثنين بلسان اجريته بالواحد...فضمها الى صدره وقبلها بين عينها...( كتاب زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد)
اقرأ ايضا: لغز السيدة زينب .. أين دفنت زينب عليها السلام؟!
وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة قبر جدّها رسول الله صلّى الله عليه وآله خرج معها أبوها الامام امير المؤمنين علي عليه السلام وأخواها الامام الحسن والامام الحسين عليهما السلام ويبادر الامام امير المؤمنين علي عليه السلام إلى إخماد ضوء القناديل التي على المرقد المعظّم، فسأله الامام الحسن عليهاالسلامعن ذلك، فقال له: (أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك الحوراء)...
ويكفي في جلالة قدرها ونبالة شأنها ما ورد في بعض الاخبار من أنها دخلت على الحسين عليه السلام وكان يقرأ القرآن ، فوضع القرآن على الارض وقام إجلالا لها .
ولا ننسى شجاعتها فهي صانة الامام المعصوم في مجلس يزيد. فقد دعا يزيد بالرأس الشريف فوضع بين يديه ...
قال المفيد: ثم دعا يزيد بالنساء والصبيان فاجلسوا بين يديه ... قالت فاطمة بنت الحسين (ع): فقام إليه رجل من أهل الشام احمر ...
فقال: يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية،...
فأرعدت وظنت أن ذلك جائز عندهم فأخذت بثياب عمتي زينب وكانت تعلم أن ذلك لا يكون وكانت أكبر منها...
فقالت عمتي للشامي: كذبت والله ولؤمت ما ذاك لك ولا له...
فغضب يزيد وقال: كذبت إن ذلك لي ولو شئت أن افعل لفعلت...
قالت: كلا والله ما جعل الله لك ذلك إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغيرها...
فاستطار يزيد غضبا وقال إياي تستقبلين بهذا إنما خرج من الدين أبوك وأخوك ...
قالت زينب: بدين الله ودين أبي ودين أخي اهتديت أنت وجدك وأبوك إن كنت مسلما...
قال: كذبت يا عدوة الله...
قالت له: أنت أمير تشتم ظالما وتقهر بسلطانك... فكأنه استحيا وسكت...
وفي الطبري: قال أبو مخنف: عن الحارث بن كعب، عن فاطمة بنت علي (عليه السلام) قالت: لما أجلسنا بين يدي يزيد رق لنا، ثم إن رجلا من أهل الشام أحمر قام إلى يزيد فقال: هب لي هذه - يعنيني - فأرعدت وفرقت وأخذت بثياب أختي زينب، وكانت تعلم أن ذلك لا يكون،...
فقالت: كذبت والله ولؤمت! ما ذلك لك وله، ...
فغضب يزيد فقال: كذبت، أن ذلك لي ولو شئت أن أفعله لفعلت، ...
قالت: كلا والله ما جعل الله ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا،...
فغضب واستطار ثم قال: إياي تستقبلين بهذا، إنما خرج من الدين أبوك وأخوك، ...
فقالت: بدين الله ودين أبي ودين أخي وجدي اهتديت أنت وأبوك، ...
قال: كذبت يا عدوة الله، فقالت: " أنت أمير مسلط تشتم ظالما وتقهر بسلطانك " فكأنه استحيى فسكت
وجاء في التاريخ ان جمعا من رجال الكوفة جاؤؤا الى الامام امير المؤمنين عليه السلام وقالوا:ائذن لنسائنا كي ياتين الى ابنتك ويتعلمن منها معالم الدين وتفسير القران...
فاذن الامام لهم بذلك فبدات السيدة زينب بتدريس النساء...
ويعلم الله عدد النساء المسلمات اللواتي كن يحضرن درس السيدة طيلة اربع سنوات او اكثر وذات يوم دخل الامام امير المؤمنين عليه السلام الدار فسمع ابنته زينب تتحدث للنساء في درسها عن الحروف المقطعة في اوائل السور وعن بداية سورة مريم بشكل خاص...
وبعد انتهاءالدرس التقى الامام بابنته وقال لها:يا نور عيني اتعلمين ان هذه الحروف هي رمز لما سيجري عليك وعلى اخيك الحسين في ارض كربلاء ثم بدا يحدثها عن بعض تفاصيل تلك الفاجعة...(كتاب الخصائص الزينبية للسيد الجزائري)
وداع السيدة زينب من اخيها الحسين وهو اكثر الاشياء التي هدت هذه السيدة العظيمة (والمؤلمة في ذكرياتها فلا بد ان اعرج عليها) انها تودع الامام المفترض الطاعة واخيك فكانت تودع الحسين وتودع الخمسة اصحاب الكساء معه فلما اراد الامام ان يخرج نحو المعركة نظر يمينا وشمالا ونادى:هل من يقدم الي جوادي؟؟؟فسمعت السيدة زينب ذلك فخرجت واخذت بعنان الجواد واقبلت اليه وهي تقول:لمن تنادي وقد قرحت فؤادي...(كتاب معالي السبطين)
وقد جاء في التاريخ:ان الامام الحسين عليه السلام اوصى اخته زينب قائلا(يا اختاه!لا تنسين بصلاة الليل)...كتاب زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد
واخيرا اريد ان اعرج على كربلاء بعد استشهاد الامام الحسين عليه السلام فقد قال الراوي:فوالله لا انسى زينب بنت علي وهي تندب اخاها الحسين بصوت حزين وقلب كئيب(يا محمداه صلى عليك مليك السماء هذا حسين مرمل بالدماء مقطع الاعضاء مسلوب العمامة والرداء محزوز الراس من القفا ونحن بناتك سبايا الى الله المشتكى والى محمد المصطفى والى علي المرتضى والى فاطمة الزهراء والى حمزة سيد الشهداء يا محمداه هذا حسين بالعراء تسفي عليه ريح الصبا قتيل اولاد البغايا واحزناه واكرباه عليك يا ابا عبد الله بابي من لا هو غائب فيرتجى ولا جريح فيداوى بابي المهموم حتى قضى بابي العطشان حتى مضى...)فأبكت والله كل عدو وصديق(كتاب الملهوف لابن طاووس)
واعتنقت زينب جثمان اخيها ووضعت فمها على نحره وهي تقبله وتقول(اخي لو خيرت بين المقام ندك او الرحيل لاخترت المقام عندك ولو ان لسباع تاكل من لحمي يا بن امي لق كللت عن المدافعة لهؤلاء النساء ولالطفال وهذا متني قد اسود من الضرب...(معالي السبطين)...