وافادت المصادر أن لوائح المرشّحين أو لوائح التحالفات الانتخابية اللبنانية أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الاكتمال وأغلقت بورصتها على شعارات متلاحقة من "الأمل والوفاء" الى "المصالحة" ف"الإنماء" وصولا الى "لبنان القوي للبنان القوي"، وذلك في خضم السّباق المحموم بين الأطراف اللبنانية للوصول الى تحت قبّة البرلمان اللبناني في ساحة النجمة في العاصمة اللبنانية بيروت بٌعيد ماراتون الانتخابات المزمع إقامتها في السّادس من شهر أيّار المقبل.

وستكون ليلة الإثنين المقبل هي آخر مهلة لتسجيل اللوائح في وزارة الداخلية ومن الآن وحتى منتصف ليل 26-27 آذار خمسون ساعة قابلة لاستيعاب إعلان اللوائح قبل تسجيلها، وبعدها وعلى مدى أربعين يوما ستستوعب البلاد كل المسارات التي سيتبعها المتنافسون انتخابيا من أجل استقطاب أو إقناع أو استيعاب أكبر عدد من المقترعين عبر شعارات وبرامج خطابات ومواقف احتفالات ومهرجانات ومن دون كلل وذلك في ظل قانون انتخابي صعب على مستوى الصوت التفضيلي كما النسبية وعلى مستوى تأمين الحاصل كما الاحتساب في شكله العام.

وستتمخض هذه الساعات الفاصلة حتّى انتهاء مهلة تسجيل عن لوائح انتخابية وُلد بعضها بشكل طبيعي بحكم تحالفات طبيعية وبعضها الآخر ولد قيصريا وبشق النفس بفعل المصلحة المتبادلة بين مكونات هذا النوع من اللوائح. ويكتمل مشهد اللوائح بنسبة كبيرة في مختلف الدوائر الانتخابية على وقع لهجة الخطاب الانتخابي التي أصبحت أكثر حماوة.

وعلى ما يبدو فإن هذه التّحالفات التي راعت الخطوط السياسية لجمع العديد من القوى اللبنانية أو العلاقات الأخوية كما الحال بين حزب الله وحركة أمل، تجاوزت في غير مكان أي منطق للتحالف بين أنداد سياسيين وحتى أخصام، ولعل من مفارقات أمس السّبت كانت تواجد الخصم الأكبر لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري اللواء علي الحاج على لائحة التّيّار الوطني الحر، بين حط النّائب السّابق في تيّار الحريري على رياض رحّال على لائحة التيار الوطني الحرّ في الشّمال.

إنّها الانتخابات النيّابية اللبنانية التي سمحت للحريري باستخدام مقدّرات الشّعب اللبناني واستخدام مروحيّة من بيت مال هذا الشّعب للإعلان عن لائحة "المستقبل" في عكّار الشّمالية، في الوقت الذي كان فيه المؤتمن على إجراء هذه الانتخابات والمرشّح على لائحة الحريري في بيروت يصف جزءًا من اللبنانيين في الكتلة النّاخبة في دائرة بيروت الثّانية بأنّهم أوباش؛ الأمر الذي أشعل مواقع التّواصل الاجتماعي بالانتقادات رفضا لهذا التّدنّي في مستوى التّنافس الانتخابي الذي تخطّى المعايير الأخلاقيّة.