هو تماما ما يقوم به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، معتقدا بأنه باستقطاب قادة التطرف والعنصرية والعدوانية في إدارته”آخرهم كان سيء السمعه جون بولتون” ، واستخدام لغة البلطجة سوف يستطيع أن يخيف الخصوم ويمرر سياساته وخطط إدارته ويجعل عملية التفاوضلينة في ملفات مستعصية . لكنبتقديرنا كل هذا استراتيجية تقوم على بث الرعب و شحن الأجواء لجلب المكاسب من الخصوم الذين سيعمدون لدرء الكارثة المحتملة .
ترامب يفكر بعقلية التاجر الجشع ، يرفع سقف مطالبه و رغباته إلى حدها الأقصى ، ليحصل على أكبر المكاسب الممكنة ، لكنه يتجنب الخسارة ولو جزئيا ، هو يدفع الأوضاع إلى حافة الحرب ؛ ويحاول إقناع خصمه أنه الرجل المتهور الذي يتخذ قرارات مصيرية بسرعة فائقة ، ليتمكن من الحصول على أفضل شروط الصفقة عبر الابتزاز .
أقدم الرئيس على قرار الاعتراف بالقدس عاصمة ل" اسرائيل" ، رغم اعتراض العالم وهي مجازفة مدروسة بعناية ، ثم أوقف دعم” الأونروا ” ليذهب بعدها لطرح صفقة القرن لفرض الشروط الأمريكية "الإسرائيلية" على الفلسطينيين ، وطرح معادلة “”خذوا شيئا قبل أن تفقدوا كل شيء “” فالمجنون لايمكن توقع تصرفاته وأفعاله .
أقال وزير خارجيته وعلق على ذلك مباشرة ، بأنه لا ينسجم معه في رغبته في الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران ، هي رسالة مباشرة الى ايران قبل ذهاب الأوربيون لطرح مبادرة إنقاذ الاتفاق عبر تعديله وإضافة برنامج الصواريخ البالستية الايرانية إليه . هو بلا شك سينسحب من الاتفاق في نهاية المطاف ،لأن ايران أظهرت قدرا من الصلابة في مسألة تجمع القيادة الايرانية على عدم الاقتراب منها . ولكن الانسحاب من الاتفاق بحد ذاته هو تكتيك ترامب لدفع الأمور مع إيران إلى حافة الهاوية . ودفع جميع الشركاء للتفكير في انقاذ الاتفاق عبر الضغط على ايران لتعديله ، ولكن الرئيس ترامب لن يخوض أي حرب ضد إيران .
لن يدخل حرب من أجل السعوديين ، هو لا يراهم سوى حراس مغارة كنوز يسعى للاستحواذ عليها ، وليس تبديدها بحرب من أجلهم .هو بلاشكيستثمر هذا الهوس السعودي بالعداء لايران لجلب السعودية الى احضان "اسرائيل" واستخدامها كافضلإداة مساعدة لتمرير صفقة القرن . يستغل الصراع الخليجي الخليجيلحلب كلا الطرفين وليس السعودية فقط كما يتندر إعلام الدوحة .
ولن يبادر كذلك بحرب ضد إيران لصالح الكيان الاسرائيلي، لأن "إسرائيل" تعلم كما ترامب انها ستتكبد خسائر لن تستطيع تحملها .
قبل أيام كان الحديث الأمريكي منصبا على العدوان على سوريا ، جعله ترامب في حكم المؤكد ، ما دفع الروس الى التحذير علنا من عواقبه وحتى الاستعداد له . لكنه لم يحصل ولم تعلن الإدارة تراجعها عنه أو المضي فيه .
إذا هو مجرد اختبار العواء وانتظار هروب الخصم للحاق به . لذلك على خصوم واشنطن أن يبادروا برمي الحجارة للاختبار المضاد .
بقلم: كمال خلف/ شام تايمز
المصدر: رأي اليوم