من إلتزم بها كان في مظان الرضوان...فما هي؟

الجمعة 23 مارس 2018 - 15:18 بتوقيت مكة
من إلتزم بها كان في مظان الرضوان...فما هي؟

إستفاضت الرواياتُ الواردةُ عن أهل البيت (ع) في الحضِّ على الالتزام بها، وأنَّها من تمامِ الصلاة، وأنَّها تجبرُ ما يقعُ في الصلاة من تقصيرٍ...

الشيخ محمد صنقور

سجدةُ الشكر بعد كلِّ فريضة مستحبةٌ استحبابًا مؤكَّدًا فلا ينبغي للمؤمن تركُها، فقد استفاضت الرواياتُ الواردةُ عن أهل البيت (ع) في الحضِّ على الالتزام بها، وأنَّها من تمامِ الصلاة، وأنَّها تجبرُ ما يقعُ في الصلاة من تقصيرٍ، ثم إنَّها من أداء الشكر لله تعالى على توفيقِه لأداء فرضٍ من فروضِه جلَّ وعلا، وهي ممَّا تُستَدرُّ به الرحمةَ والمزيدَ من فضلِ الله تعالى ومِنَحه والكفايةَ للمهمِّ من أموره، ومَن التزمها كان في مظانِّ الرضوان، كلُّ ذلك نصَّت عليه الرواياتُ الواردةُ عن أهل البيت (ع) والتي منها:                                           

صحيحة مُرازم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "سجدة الشكر واجبةٌ على كلِّ مسلم، تتمُّ بها صلاتك، وتُرضي بها ربَّك، وتعجبُ الملائكة منك، وإنَّ العبد إذا صلَّى ثم سجد سجدة الشكر فتحَ الربُّ تبارك وتعالى الحجابَ بين العبد وبين الملائكة فيقول: يا ملائكتي انظروا إلى عبدي، أدَّى قربتي وأتمَّ عهدي، ثم سجد لي شكرًا على ما أنعمتُ به عليه، ملائكتي: ماذا له عندي؟ قال: فتقول الملائكة: ياربَّنا رحمتُك، ثم يقولُ الربُّ تبارك وتعالى: ثم ماذا له؟ فتقولُ الملائكةُ: يا ربَّنا جنتُك، فيقولُ الربُّ تعالى: ثم ماذا؟ فتقولُ الملائكةُ يا ربَّنا كفايةُ مهمِّه، فيقولُ الربُّ تعالى: ثم ماذا؟ فلا يبقى شيءٌ من الخير إلا قالتْه الملائكة، فيقولُ اللهُ تعالى يا ملائكتي، ثم ماذا؟ فتقولُ الملائكة يا ربَّنا لا علمَ لنا، فيقولُ الله تعالى: لأشكرنَّه كما شكرني، وأُقبلُ إليه بفضلي وأُريهِ رَحمتي. (1)

ومنها: معتبرةُ الحسن بن عليِّ بن فضَّال عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: "السجدةُ بعد الفريضةِ شكرًا لله عزَّ وجلَّ على ما وفَّق له العبدَ من أداءِ فرضِه، وأدنى ما يُجزي فيها من القول أنْ يُقال: شكرًا لله، شكرًا لله، شكرًا لله، ثلاث مرات، قلتُ: فما معنى قولِه: شكرا لله؟ قال: يقول: هذه السجدةُ منِّي شكرًا لله على ما وفَّقني له من خدمتِه وأداءِ فرضه، والشكرُ موجبٌ للزيادة، فإنْ كان في الصلاةِ تقصيرٌ لم يتمَّ بالنوافلِ تمَّ بهذه السجدة".(2)

ومعنى قوله (ع) في صحيحة مرازم: "سجدةُ الشكر واجبةٌ على كلِّ مسلم" هو أنَّ سجدةَ الشكر من السُنَنِ الثابتة، ويُؤيد ذلك ما رواه الطبرسي في (الاحتجاج) عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن صاحب الزمان (عليه السلام) أنَّه كتب إليه يسألُه عن سجدة الشكرِ بعد الفريضة فإنَّ بعض أصحابنا ذكر أنَّها بدعةٌ فهل يجوز أن يسجدَها الرجل بعد الفريضة؟ فأجابَ (عليه السلام): "سجدة الشكر من ألزم السُنَن وأوجبها، ولم يقل إنَّ هذه السجدة بدعةٌ إلا مَن أراد أنْ يُحدثَ في دين الله بدعةً".(3)

الهوامش :

1- تهذيب الأحكام - الشّيخ الطّوسيّ - ج2 / ص110

2- علل الشّرائع - الشّيخ الصّدوق - ج2 / ص360

3- الاحتجاج - الشيخ الطّبرسي - ج2 / ص308

المصدر: مركز الهدى للدراسات الإسلامية

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الجمعة 23 مارس 2018 - 15:17 بتوقيت مكة