وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته صباح أمس الخميس (22 آذار 2018)، حول دور كوشنر في الحملة التي شنها محمد بن سلمان ضد مسؤولين سعوديين من العائلة الحاكمة بتهم الفساد، أن "كوشنر ازداد نفوذا على مقربة من أمراء التاج السعودي والإماراتي، إذ كان يتواصل معهم مباشرة عبر تطبيق واتساب.
وتحدثت الصحيفة الإلكترونية، حول دور جاريد كوشنر في اعتقال الأمراء السعوديين بتهم الفساد، إضافة إلى أسباب حصار دول خليجية لقطر، قائلة إن "كوشنر ومقربون منه كانوا يبحثون منذ العام 2011 عن مستثمر جديد في المبنى (666)، وفي ربيع 2017 طلب تشارلز كوشنر، والد جاريد، من رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني أن يستثمر في المبنى، وقدم عرض مباشر للحكومة القطرية من خلال وزير المالية في البلاد، لكن الدوحة رفضت الصفقة، واعتبرتها غير مجدية ماليا؛ وبعد فترة سافر ترمب إلى الرياض مع كوشنر، وفي أعقاب الاجتماع، أعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وحفنة من الدول الحليفة حصار منافستها قطر، متهمة إياها بإثارة الرعب".
أثار دعم كوشنر للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حول قطر تساؤلات حول احتمال "تضارب المصالح"، وأيد كوشنر الحصار بعد شهر من رفض وزارة المالية القطرية لمحاولة شركة كوشنر العقارية التابعة لمجموعة شركات كوشنر الحصول على تمويل لممتلكات الشركة المتعثرة في مبنى (666)، بمدينة مانهاتن.
وشدد السيناتور كريس ميرفي على أهمية إجراء تغييرات كبيرة في البيت الأبيض إذا ثبت أن تأييد ترمب لحصار قطر، وتعريض مصالح الولايت المتحدة المهمة للغاية في قطر للخطر، هو حماية مصالح كوشنر المالية، وفقا للصحيفة.
وحول الدور الذي لعبه جاريد كوشنر في الحملة التي شنها محمد بن سلمان على أمراء سعوديين بتهم الفساد، أشارت الصحيفة إلى أن "جاريد كان معروفا في البيت الأبيض بوصفه أحد أكثر القراء فظاظة للبريد اليومي الرئاسي"، البريد الأكثر سرية في واشنطن الذي يصل عبره أحدث معلومات استخبارية مخصصة للرئيس الأميركي وأقرب مستشاريه.
وأضافت أن "كوشنر الذي كلّف بإبرام صفقة بين فلسطين والكيان الاسرائيلي، كان منخرطا بشكل خاص في البحث عن معلومات حول الشرق الأوسط"، مضيفة أن "الموجز اليومي للرئيس الأميركي احتوى - في الأشهر التي تلت إطاحة محمد بن سلمان بابن عمه محمد بن نايف، وأخذ مكانه وليا للعرش – موجزا وتفاصيل حول الوضع السياسي المتطور في المملكة العربية السعودية".
وأشارت إلى أن "الموجز تضمن أسماء أفراد من العائلة الحاكمة الذين يعارضون استيلاء محمد بن سلمان على السلطة".
وذكرت "ذي إنترسبت" أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قال لمن حوله – بعد زيارة جاريد كوشنر غير المعلنة إلى الرياض في أواخر تشرين الأول العام الماضي – إن "كوشنر أطلعه على أسماء شخصيات سعودية غير موالية له". لكن كوشنر نفى ذلك.
وأطلق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في الرابع من تشرين الثاني العام الماضي، ما أسماه "حملة قمع ضد الفساد"، بعد أسبوع من عود كوشنر إلى الولايات المتحدة، وألقى القبض على العشرات من أفراد العائلة المالكة السعودية، وكانت الشخصيات السعودية التي وردت في "الموجز اليومي للرئيس" من بين الأشخاص الذين اعتقلوا، وتعرض واحد على الأقل منهم للتعذيب.
وتابعت الصحيفة أنه "من المحتمل أن يكون محمد بن سلمان يعرف من كان غير راض عن توليه لولاية العهد دون أن يذكرهم كوشنر"، نقلا عن مسؤول حكومي أميركي طلب عدم ذكر اسمه.
وقد يكون ولي العهد أيضاً لديه أسبابه الخاصة للقول بأن كوشنر قد شارك المعلومات معه، حتى لو لم يكن ذلك صحيحاً، فظهور كوشنر يبعث رسالة قوية لحلفاء وأعداء بن سلمان بأن قراراته مدعومة من قبل واشنطن.
ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله إن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد تحدث عن ما أسماها "مفاخرة بن سلمان" بوضع كوشنر "في جيبه"، في إشارة إلى تنفيذ الأخير لما يطلبه بن سلمان.
ويخضع الوصول إلى البريد اليومي الرئاسي لحراسة مشددة، ويتمتع ترمب بالسلطة القانونية للسماح لكوشنر بالكشف عن المعلومات الواردة فيه.
وقالت الصحيفة "إذا كان كوشنر يناقش الأسماء مع محمد بن سلمان كتدبير معتمد للسياسة الخارجية الأميركية، فإن هذه الخطوة ستكون تدخلاً كبيراً من جانب الولايات المتحدة في صراع على السلطة في أعلى المستويات داخل دولة حليفة".
وإذا كان كوشنر قد ناقش الأسماء مع الأمير السعودي دون إذن رئاسي، فقد يكون انتهك القوانين الفيدرالية حول تقاسم المعلومات السرية.
وبعد يومين من حملة الاعتقالات التي شنها محمد بن سلمان، بدأ ترمب في تغريداته على توير المدافعة عن الحملة، وفي الأشهر التالية، أجبر المعتقلين على التنازل عن أصول شخصية تقدر بمليارات الدولارات للحكومة السعودية.
كما تعرض اللواء علي القحطاني للتعذيب حتى الموت في فترة اعتقاله، إذ أظهرت جثة القحطاني علامات على سوء المعاملة، بما في ذلك رقبة "شوهت بشكل غير طبيعي كما لو كانت مكسورة"، و "حروق تبدو وكأنها صدمات كهربائية"، وفقا للصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن "المسؤولين الأميركيين البارزين شعروا بالقلق مرارا من تعامل كوشنر مع قضايا السياسة الخارجية الحساسة، في ظل افتقاره إلى الخبرة الدبلوماسية، كما أعربوا عن مخاوفهم من احتمال أن يحاول مسؤولون أجانب التأثير عليه من خلال صفقات تجارية مع إمبراطورية عائلته العقارية".
وذكرت أن وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي السابق إتش آر مكماستر، عبروا عن مخاوفهم وقلقهم من عمل كوشنر بشكل مستقل في السياسة الخارجية الأميركية.
واستبعدت اتصالات كوشنر غير التقليدية مع الزعماء الإقليميين الدبلوماسيين خلال صيف عام 2017، عندما بدأت السعودية والإمارات العربية المتحدة حصارًا اقتصاديًا يهدف إلى إضعاف قطر وان محاولات تيلرسون للتوسط في الأزمة التي سرعان ما قوضها ترمب وصهره كوشنر الداعمين للحصار، بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن لجنة تنسيق السياسة التابع لمجلس الأمن القومي الأميركي، اقترحت على تيلرسون الحديث مع محمد بن سلمان حول الحملة التي شنها، لكنه رفض قائلا إن "الأمر سيكون بلا جدوى؛ نظرا إلى الاتصالات الوثيقة بينه وكوشنر".
ونقلت الصحيفة قول العقيد المتقاعد في الجيش الأميركي ومستشار مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط مايكل بيل، إن "كوشنر أدار ملفات أزمة قطر والصراع العربي "الإسرائيلي" من خلال التواصل المباشر مع القادة الإقليميين في المنطقة"