والرجلان هما: (جورج نادر، مستشار سياسي لدى الحاكم الفعلي لدولة الإمارات، وإليوت برويدي، نائب الرئيس المالي للجنة الوطنية في الحزب الجمهوري)، بحسب التقرير.
وأشارت الصحيفة إلى أنه كان يترأس قائمة أولوياتهما دفع البيت الأبيض نحو التخلص من وزير الخارجية ريكس دبليو تيلرسون، وتبني مقاربات عدائية لكل من إيران وقطر، وكذلك الضغط مرارا وتكرارا لحمل الرئيس على الاجتماع خارج البيت الأبيض بزعيم الإمارات.
وبحسب التقرير أغرى نادر جامع التبرعات برويدي بإمكانية حصوله على عقود تزيد قيمتها على مليار دولار لشركته التي تعمل في مجال توفير الأمن الخاص، واسمها سيرسيناس، وساعده فعلا في إبرام صفقات مع الإمارات بما تزيد قيمته عن 200 مليون دولار.
حصلت صحيفة “نيويورك تايمز” على الوثائق، والتي تشتمل على رسائل إيميل وعروض وعقود تجارية، من مجموعة مجهولة الهوية تنتقد نهج برويدي في الدفاع عن السياسات الأمريكية الخارجية في منطقة الشرق الأوسط.
وعرضت الصحيفة على ممثلين للسيد برويدي نسخا من جميع رسائل الإيميل التي كانت تنوي الإشارة إليها في هذا التقرير، فما كان من برويدي إلا أن قال إنه لا يستطيع تأكيد مدى صحتها جميعا.
وقال المتحدث باسم برويدي إنه يعتقد بأن الوثائق تمت سرقتها من قبل قراصنة يعملون لصالح قطر، وذلك انتقاما منه بسبب أعماله المنتقدة لهذا البلد، الذي يعتبر خصما لدودا في المنطقة لكل من السعوديين والإماراتيين.
وفي خطاب وجهه هذا الأسبوع إلى السفير القطري في واشنطن، قال لي إس وولوسكي، محامي برويدي: “نمتلك الآن دليلا قويا على ارتباط قطر بهذا الهجوم غير الشرعي والعمل التجسسي الموجه ضد مواطن أمريكي بارز داخل أراضي الولايات المتحدة الأمريكية (…) وإذا كانت قطر غير مسؤولة عن ذلك “فإننا نتوقع من حكومة بلادك أن تحاسب أولئك المارقين في قطر الذين تسببوا للسيد برويدي بأضرار جسيمة جدا”.
التقى الرجلان لأول مرة خلال حفلات استقبال ومناسبات أخرى ذات علاقة بتنصيب ترامب، وسرعان ما أصبحا صديقين، وبدءا منذ شهر فبراير / شباط يتبادلان رسائل الإيميل حول إمكانية الحصول على عقود لشركة سيرسيناس في كل من الإمارات ا و السعودية، وكذلك حول الأهداف السعودية والإماراتية في واشنطن مثل إقناع حكومة الولايات المتحدة باتخاذ إجراء ضد الإخوان المسلمين أو ممارسة الضغوط على حليفها الإقليمي دولة قطر.
وفي وقت مبكر من إدارة ترامب أشار الرجلان — فيما يفيد الموافقة والمباركة — إلى الجهود التي أفلحت في قطع الطريق على شغل منصب رفيع في وزارة الدفاع (البنتاغون) من قبل آن باترسون، السفيرة الأمريكية السابقة في القاهرة والتي طالما انتقدها الإماراتيون والسعوديون لتعاطفها مع الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، خلال العام الذي قضاه في منصبه الرئاسي.
في الخامس والعشرين من مارس / آذار، أرسل برويدلي رسالة إيميل إلى نادر كانت عبارة عن بيانات مجدولة يستعرض فيها مقترحا لتنظيم حملة في واشنطن للضغط السياسي والعلاقات العامة ضد قطر وضد الإخوان المسلمين، وأخبره في الرسالة أن الحملة ستكلف ما مقداره 12.7 مليون دولار.
وبعد شهور، وبينما كان برويدي يعد لاجتماع داخل المكتب البيضاوي مع ترامب، ألح عليه نادر بأن يحاول ترتيب لقاء خارج البيت الأبيض بين ترامب وزعيم الإمارات ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، والذي أشار إليه بعبارة “الصديق”.
في رسالة مؤرخة في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، كتب نادر إلى برويدي يقول: “أخبره أن الصديق يرغب في القدوم في أقرب وقت ممكن للالتقاء به في العاجل في مكان غير رسمي، في نيوجيرسي” أو في كامب دافيد، المنتجع الرئاسي في ماريلاند.
بعد ستة أيام، قام برويدي بما طلب منه تماما، حيث ألح مرارا وتكرارا على ترامب أن يلتقي بولي العهد الإماراتي في مكان “هادئ” خارج البيت الأبيض، بحسب ما ورد في تقرير مفصل حول الاجتماع أرسله برويدي إلى نادر بعد اللقاء بوقت قصير. قال برويدي في تقريره إن مستشار ترامب للأمن القومي العقيد إتش آر ماكماستر اعترض على الطلب.
وفي كانون الثاني/ يناير، أرسل نادر مرتين إلى صديقه يطلب منه أمرا آخر محرجا: يطلب زعيم الإمارات من ترامب الاتصال هاتفيا بولي عهد السعودية ومحاولة تهدئة خاطره بسبب ما قد يكون أساءه بسبب ما ورد في كتاب “النار والغضب” لمؤلفه مايكل وولف، الذي أورد صورة للرئيس بدت من خلالها رؤيته لولي العهد السعودي سلبية، بحسب التقرير.