وقال مدير مكتب منظمة طبيعة العراق في محافظة ذي قار جاسم الأسدي، إن "المنظمة اطلعت على معلومات وصور تفيد باصطياد قضاعة ذات فراء ناعم قبل يومين من قبل أحد الصيادين في قرية أبو خصاف ضمن محافظة ميسان، وظهر الحيوان المهدد عالمياً بالانقراض وهو يقبع في قفص ضيق"، مضيفاً أن "ما يدعو الى الارتياح أن الصياد أطلق سراح القضاعة بالتعاون مع ناشطين بيئيين ومديرية البيئة".
ولفت الأسدي الى أن "المنظمة تهيب بالصيادين في مناطق الأهوار بعدم اصطياد القضاعة ذات الفراء الناعم، واعادتها الى الماء مباشرة في حال اصطيادها بشكل عرضي"، مشيرا الى أن "ما يدعو الى القلق أن الكثير من الصيادين يستخدمون في الصيد أجهزة للصعق الكهربائي، بحيث أن القضاعات التي يتم اصطيادها بهذه الطريقة المؤسفة من المستبعد أن تستعيد كامل عافيتها بعد اطلاق سراحها".
وأكد الباحث البيئي المتخصص في شؤون الأهوار أن "هذا الحيوان اقترب جداً من الانقراض بعد تجفيف الأهوار خلال التسعينات، وفي عام 2008 اكتشف المختصون في منظمتنا تواجده في هور الحويزة ونهر الزاب، وتم ارسال عينات من فروه الى مختبرات علمية فيألمانيا، وأكدت نتائج الفحوصات انه من النوع النادر"، موضحاً أن "بعد ذلك تكررت مشاهدات له في مناطق متعددة من الأهوار الوسطى والحويزة والحمار، لكنه مازال ضمن دائرة الخطر".
وفي حالة مشابهة الى حد ما حصلت في محافظة بابل، قال رعد حبيب الأسدي من منظمة الجبايش للبيئة، إن "بعض الصيادين في محافظة بابل تمكنوا قبل أيام قليلة في من اصطياد قضاعة أوربية من النوع الشائع، وفور علمنا بذلك تمكنا بالتعاون مع منظمة المناخ الأخضر من اقناع الصيادين بإطلاق سراح الحيوان"، مبيناً أن "القضاعة الأوربية ليست مهددة بالانقراض، وانما القضاعة ذات الفراء الناعم التي يكاد ينحصر وجودها في هور الحويزة، وبأعداد قليلة".
يذكر أن مناطق الأهوار الممتدة بين محافظات البصرة وذي قار ميسان تعيش فيها حيوانات بعضها مهددة عالمياً بالانقراض، ومنها القضاعة ذات الفراء الناعم التي تعرف محلياً باسم "جليب الماي"، وهي من صنف الثدييات البرمائية التي تنتمي الى فصيلة العرسيات، وقد أدرجها قبل أعوام الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة ومواردها ضمن اللائحة الحمراء للحيوانات المهددة بالانقراض، وتعد الأهوار الموطن الأصلي لهذا النوع من القضاعات، وقد ساهم باكتشافه علمياً الرحالة وعالم البيئة كافن ماكسويل (1914-1969) عندما قام بشراء قضاعة من أحد أبناء الأهوار ونقلها معه الى انكلترا منتصف خمسينات القرن الماضي، ليكتشف العلماء أن الحيوان الذي بحوزة ماكسويل غير مصنف علمياً، وقد علق ضمن كتابه (قصبة في مهب الريح) على ذلك بقوله إن "الحيوان الوحيد الذي جلبته معي من الأهوار تبين أنه جديد على العلم".