وتساءلت الصحيفة: “كيف تعقد لندن مثل هذه الشراكة الإنسانية مع دولة ما زالت تعرقل وصول المساعدات إلى اليمن وتخوض هناك حرباً أدّت إلى مقتل الآلاف وتجويع الملايين؟”
وكانت بريطانيا والسعودية قد وقعتا على “شراكة جديدة طويلة الأجل”؛ لتحسين سبل المعيشة وتعزيز التنمية في بعض أفقر البلدان حول العالم.
وقالت الصحيفة إنه مع مزيد من الغضب حيال العلاقة التي تربط بريطانيا مع السعودية، وقّع وزراء الحكومة على اتفاقية مساعدات بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني، وذلك بالتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى لندن هذا الأسبوع.
وقوبلت الاتفاقية الجديدة بغضبٍ عارم من جانب نواب المعارضة وقطاع المساعدات الإنسانية؛ بسبب المخاوف الكبيرة من الدور السعودي في حرب اليمن.
وفي هذا الإطار احتجزت الشرطة البريطانية ناشطا بحرينياً بسبب مشاركته في الاحتجاجات ضد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى المملكة المتحدة واعتراضه موكبه برمي ‘‘البيض الفاسد’’عليه عند اقتراب الموكب من شارع 10” دوانينج ستريت” للقاء رئيسة الوزراء تيريزا ماي.
و من جانبها ألقت ليلي تشامبرلين، المسؤولية في (بيرد) كلمة خلال الاحتجاج، حمّلت فيها رئيسة الوزراء تيريزا ماي مسؤولية دعم “رجل متهم بانتهاكه الصارخ لحقوق الإنسان”، وقالت إن هذا الدعم يشجع محمد بن سلمان “على مواصلة حملة القصف التي تقتل الأطفال الأبرياء” في اليمن، والاستمرار في ملاحقة “المدافعين عن حقوق الإنسان الأبرياء والحكم عليهم بالإعدام”.
و قالت كات أوسامور، وزيرة العمل والتنمية الدولية في حكومة الظل، إن الاتفاقية “سخرت” من سمعة بريطانيا بوصفها رائداً عالمياً في تقديم المساعدات الإنسانية، “لقد أشارت تيريزا ماي إلى أنها ستضغط على محمد بن سلمان لوقف قصف المدنيين ومنع استخدام التجويع كسلاح من أسلحة الحرب”.
وأشارت أوسامور إلى أن 22 مليون يمني يعيشون على المساعدات للحصول على الغذاء والدواء والوقود، وإلى الآن لم تحصل أي تنازلات من جانب السعودية للسماح بوصول المساعدات لهم، وبدلاً من ذلك توقع حكومة ماي اتفاقية شراكة إنسانية جديدة”.
وتابعت: “إننا بشراكتنا الإنسانية مع السعودية أيّدنا هذا البلد الذي يعتبر المسؤول الأول عن واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فهناك 8.4 ملايين شخص معرّضون لخطر المجاعة الوشيكة”.
وتُتّهم السعودية بأنها تعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن دون أي مبرّر، حيث يرى معارضو الاتفاق معها بأنها لم تسمح بفتح الموانئ أمام شحنات المساعدات.
وتابعت أوسامور: “قبل التوقيع على أي شراكة إنسانية جديدة كان على تيريزا ماي الإصرار على الوصول الكامل والدائم لشحنات المساعدات الإنسانية لليمن وإنقاذ أرواح الملايين، وما فعلته ماي أمر لا يُغتفر”.
كما أعرب ألان هوغارت، رئيس قسم السياسات والشؤون الحكومية في منظمة العفو الدولية في بريطانيا، عن قلقله إزاء هذه الصفقة، مؤكداً أن السياسات البريطانية في الخارج مهمة من نواحٍ كثيرة، وأن تقوم المملكة المتحدة بشراكة وتحالف عسكري مع السعودية التي تهدم المنازل والمستشفيات والمدارس في اليمن أمر مثير للقلق.
وأضاف، ليس من الجيد أن تقدّم بريطانيا السلاح للسعودية لتغذية أزمة إنسانية في اليمن، وبنفس الوقت تعقد معها شراكة للمعونة الإنسانية حول العالم.
الجدير بالذكر ان ولي العهد السعودي بدأ زيارته الرسمية واستمرت لثلاثة أيام، الأربعاء، حيث التقى كل من الملكة إليزابيث الثانية ورئيسة الوزراء تيريزا ماي.
وعلى هامش هذه الزيارة المثيرة للجدل حدث تبادل ساخن في البرلمان بين ماي وزعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين الذي اتهم الحكومة "بتوجيه الحرب" التي تشنها السعودية في اليمن وهذا ما يتعارض مع تقرير الامم المتحدة على أن السعودية ترتكب جرائم حرب في اليمن.
وكالات