فبعدَ الولادةِ، يحتاجُ الطفلُ إلى الرعايةِ والاهتمامِ الخاصّ من غذاءٍ ونظافةٍ بشكلٍ مُنفصلٍ عن الأُم، والغذاءُ المُناسبُ للرضّعِ هو حليبُ الأمِّ لِمَا فيه من فوائدَ عظيمة، وكي تستطيعَ الأُمُّ توفير الحليبِ بالكمّيّةِ المُناسِبةِ؛ يجبُ أنْ تهتمَّ بغذائِها من حيث النوعيّةِ والكمّيّة.
وتحتاجُ الأُمّ المُرضِعُ إلى عناصرَ غذائيّةٍ زائدةٍ عن الأُمِّ غير المُرضِعِ من أجلِ إنتاج الحليب؛ فهي تحتاجُ إلى رفعِ مستوى الطّاقةِ في فترةِ الحمل، إذ إنّها تبذلُ طاقةً في إنتاجِ الحليبِ وإرضاعِ الطّفل.
وعليها شربُ كمّيّاتٍ مُناسِبةٍ من الماءِ بما يروي الحاجة والعطش، وليس هناكَ حاجة لأنْ تشربَ المُرضعُ كمّيّاتٍ زائدة عن حاجتها؛ فالجسمُ يعملُ على تنظيمِ كميّاتِ الماء المُناسِبةِ من أجلِ استمرارِ إدرارِ الحليبِ بكمّيّاتٍ كافية؛ إذ إنّه يفرزُ هرموناً يجعلُ المُرضعُ تشعرُ بالعطشِ فتتّجهُ مُباشرةً إلى شربِ الماء.
وتناولُ الطّعام ِالصحّيّ مُفيدٌ للأمِّ المُرضعِ الّذي يتكوّنُ من الخضارِ والفواكه الطّازَجةِ والغنيّةِ بالعناصرِ الغذائية المهمّة التي يحتاجُها الجسم، وخاصّةً الأملاحُ المعدنيّةُ والحديد والكالسيوم والزنك، بالإضافةِ لتناولِ الدجاجِ مرّةً في الأسبوعِ على الأقل.
في المُقابلِ تتعدّدُ الأطعمةُ التي يجبُ على كلِّ أُمٍّ مُرضع الابتعادَ عنها وفي مقدّمتِها المُكسّرات التي تُعَدُّ من أكثرِ أنواعِ الطعامِ المُثِيرةِ للحساسيةِ، والتي قد تكونُ خَطِرَةً أحياناً على حياةِ البالغين، وفي حالِ تناولكِ لطعامٍ يحتوي على المُكسّراتِ أثناءَ فترة الرِّضاعة، حاولي أنْ تُميّزي ظهور أيّ أعراضٍ للحساسيّةِ على طفلِكِ، كالطفحِ الجلديّ، ووجعِ البطن، في حين كان ذلكَ صحيحاً، استشيري طبيب أطفالِكِ حيالَ الموضوع، فمعظمَ أنواعِ الحساسيةِ تبدأُ منذُ الشهورِ الأُولى بعدَ الولادةِ، ويمكنُ لبعضِ الطّعامِ الذي تتناولينهُ خلالَ الرِّضاعةِ أنْ يستثيرَ بعضها، ولذا يُصبحُ من الأفضلِ العمل على تجنّبها.
ويُشكّلُ تناولُ الأُمِّ المُرضِعةِ لبعضِ أنواعِ الأسماكِ مثل سمكِ القرش تأخّراً في نموّ طفلِها الرّضيع لاحتوائِه على مادّةِ الزئبقِ الذي ينتقلُ للطفلِ عن طريقِ حليبِ الأُمِّ المُرضِعة، ويمكنُ للمرضِعَةِ تناول أنواعٍ أُخرى من الطّعامِ البحريّ، كسمكِ السالمون أو الروبيان.
وعليكِ تجنّب الخضرواتِ المُسبّبةِ للغازاتِ، مثل الفلفل والملفوف والقرنبيط وغيرها من الأليافِ التي قد تُسبّبُ ظهورَ الغازاتِ عندَ طفلك، بالإضافةِ للابتعادِ أو التقليلِ قدر الإمكان من تناولِ المشروباتِ التي تحتوي على الكافيين كالقهوةِ والشّاي والصودا.
ورغم المذاق المُميّزِ الذي يُضيفهُ الثوم للأطباق، إلّا أنّهُ السّبب في امتناعِ طفلكِ عن رضاعةِ حليبكِ في حالِ كُنتِ تتناولينه، كما قد يتسبّبُ مذاقُ الثومِ في حليبِ الأُمِّ في امتناعِ بعضِ الأطفالِ عن الرِّضاعةِ بشكلٍ نهائيّ، الأمرُ الذي يُؤدّي إلى شعورِهِم بالجوعِ والمرض، وبإمكانِكِ تناولُ الثومِ قبلَ ساعتين إلى ثلاثِ ساعاتٍ من موعدِ إرضاعِ طفلك.
وفي مرحلةِ الرِّضاعةِ عموماً من الأفضلِ أنْ تتّبعَ الأُمُّ برنامجاً غذائيّاً مُناسِباً ومنظّماً، تلجأُ إليه المُرضعُ ليساعدها على تحديدِ غذائِها المُتوازِن كمّاً ونوعاً وتوقيتاً، فكلّما كانت تغذيةُ الأمِّ متوازنةً كان الطفلُ أكثر استقراراً وأقلّ عُرضةً للاضطراباتِ الهضمية.
المصدر: اسيا نيوز
22/110