إن السيدة الزهراء (ع) تمثل مصداقاً كاملاً للمرأة المسلمة وفي أعلى مقام يمكن أن تبلغه المرأة المسلمة وهو القيادة،لكن مع وجود هذه العظمة، فإن دور «الأم والزوجة وربّة البيت» كان واحداً من أدوار ومهام السيدة فاطمة الزهراء المهمة. من هنا نقول لهؤلاء الغافلين الذين ينالون من نظرة الإسلام للمرأة من خلال ترديد أقاويل الغرب الناقصة والزائفة ويسيئون إلى المرأة بصفتها ربة بيت، إن إدارة البيت تعني تربية الإنسان وإنتاج أسمى موجود في عالم الوجود؛ ألا وهو البشر.
للأسف هناك من يطرح بعض المواضيع بإعتبارها دفاعاً عن حقوق المرأة ، في حين أنها - في الحقيقة - إضعاف للمرأة. نعم من المحتمل جداً أن يكون جعل المرأة أداة ومتاعاً للذة في العالم الغربي، واحدةً من المؤامرات الصهيونية التي تستهدف القضاء على المجتمع البشري، ولكن وللأسف في داخل البلاد وفي بعض الأوساط الإسلامية أيضاً يتم طرح بعض الواجبات والتوقعات فيما يتعلق بالمرأة والتي ما هي في الحقيقة إلا تصغير وتحقير لها.
علينا أن ندرك أنه لا فرق بين الرجل والمرأة من بعض الجهات كـ «العروج إلى المقامات المعنوية»، «القدرة على القيادة» و«إمكانية هداية البشر»، ولكنهم يختلفون من جهات أخرى من قبيل «الوظائف في إدارة الحياة»، والمصداق البارز لجميع هذه الموارد، هي السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها.
فللذين يشيعون بعض المفاهيم من قبيل "العدالة ما بين الجنسين" و"التساوي ما بين الجنسين" في الغرب نقول :العدالة تعني إدراك القدرات التي منحنا إياها الله وتنميتها.
نحن نرى اليوم بأم العين إعراض المفكرين الغربيين والأشخاص الذين يعملون على قضايا مثل قضية التساوي بين الجنسين عن مساعيهم هذه ، و ذلك بسبب المفاسد الناجمة عنها. أتمنى أن لا يكون هذا المفهوم الخاطئ هو نفس المفهوم الذي يسعى إليه بعض الأشخاص في الداخل من الذين يطرحون هكذا قضايا .
لا بد أن ننوه أن الحركة العظيمة التي قامت بها السيدة الزهراء (ع) في دفاعها عن الولاية والتي أدّت من خلالها دور القائد الحقيقي، غير قابلة للمقارنة مع أية تضحية أخرى. إن سيرة وحركة هذه السيدة العظيمة نموذج كامل للمرأة المسلمة فقد كانت القائد والزوجة والأم النموذجية.
المصدر: khamenei.ir