من جانبها، نفت السفارة القطرية في واشنطن في بيان رسمي، صحة الأنباء حول وجود صلات بينها وبين التحقيق، الذي يجريه المستشار الأمريكي الخاص، روبرت مولر، بشأن التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، بحسب بيان نقلته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وكانت تقارير صحفية عديدة قد تحدثت عن ارتباط الدوحة بتوجهات التحقيقات الحالية.
وقال جاسم آل ثاني، الناطق باسم السفارة القطرية في أمريكا: "لم يتصل أحد بقطر ولم يكن لقطر أي اتصال حول أي قضية مع مكتب المستشار الخاص."
وتابع: "ليس لقطر أي اتصال مع الحكومة الأمريكية حول أي تحقيقات ذات صلة والتقارير المخالفة لهذا التصريح غير صحيحة".
اتصالات قطرية
وتحدثت شبكة "إن بي سي" الأمريكية أن مسؤولين قطريين زاروا الولايات المتحدة، نهاية يناير/كانون الثاني، ومطلع فبراير/شباط، طرحوا التعاون مع مولر، لتقديم "أدلة" تدين الإمارات.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن "مسؤولين قطريين طرحوا إمكانية تسليم مولر أدلة تفيد قيام جيرانهم في دول الخليج الفارسي، بالتنسيق مع صهر ترامب، جاريد كوشنر، لإلحاق الضرر ببلدهم".
ولكن "إن بي سي" أوضحت أن المسؤلوين القطريين، الذين لم تكشف عن هويتهم، تراجعوا عن القرار في اللحظة الأخيرة.
وأرجعت ذلك إلى الدوحة خشت من أن تعاونها مع مولر، قد يتسبب في إحداث أزمة بين قطر والبيت الأبيض.
لقاءات سرية
وبدأت القصة، عندما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا تشير فيه إلى أن مولر، بدأ في فتح تحقيق جديد، حول احتمالية أن تكون الإمارات متورطة في قضية التدخل بالانتخابات الأمريكية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر في فريق التحقيق قولهم إن جهات التحقيق تنظر في احتمالية أن تكون الإمارات قدمت دعما ماليا لحملة دونالد ترامب الانتخابية، بهدف إيجاد نفوذ سياسي لها في أوساط صناع القرار الأمريكي الجدد.
وأوضحت المصادر أنه خلال الأسابيع الأخيرة، تم استجواب رجل أعمال أمريكي من أصل لبناني، جورج نادر، الذي وصف بأنه يعمل مستشارا لولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
كما طالب مولر شهودا آخرين بتقديم ما لديهم من معلومات عن "أي محاولات بذلها الإماراتيون لشراء النفوذ السياسي بالمال، عبر دعم ترامب خلال حملته الرئاسية"، بحسب الصحيفة.
وكشفت التحقيقات، بحسب مجلة "ذا ويك"، عن أن نادر زار بصفته مستشارا لابن زايد، البيت الأبيض، أكثر من مرة بعد تولي ترامب الرئاسة الأمريكية، كان أبرزها اجتماع نادر مع كوشنر، عشية زيارة ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط في مايو/أيار الماضي.
ونقلت إحدى المصادر الأخرى، لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، تأكيدها أن رجل الأعمال المقرب من الإمارات، تسلم الخريف الماضي، تقريرا مفصلا عن أحد الاجتماعات المغلقة مع ترامب، مع إليوت برويدي أحد جامعي الأموال الكبار لحملة الرئيس الأمريكي.
ويدير برويدي شركة أمنية خاصة لها عقود مع الإمارات تقدر قيمتها بمئات ملايين الدولارات، بحسب الشبكة.
كما كشفت مجلة "ذا ويك" عن أن برويدي كان يحث ترامب على اجتماع "غير رسمي" مع محمد بن زايد، ودعم سياسات الإمارات في المنطقة، ونصحه بإقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، الذي رفض تبني موقف متشدد في الأزمة القطرية.
من جانبه، رفض السفير الإماراتي إلى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، التعليق على تلك الاتهامات، واكتفى بالرد على سؤال شبكة "سي إن إن" الأمريكية، حول رد بلاده على الاتهامات الموجهة لها: "لا تعليق".
المصدر : سبوتينك
31-105