النووي بموسكو وزر الإطلاق بدمشق.. الحدث سيكون بمفعول قنبلة هيدروجينية على العالم!

الأحد 4 مارس 2018 - 11:05 بتوقيت مكة
النووي بموسكو وزر الإطلاق بدمشق.. الحدث سيكون بمفعول قنبلة هيدروجينية على العالم!

مقالات ـ الكوثر: هبت العاصفة السيبيرية قويةً لتذهب كل تيارات الهوا الأصفر التي يحاول الأمريكي ومن معه إرسالها إلى المنطقة، أطلق القائد القيصري تصريحاته فكانت كرياح سوداء صرصرة ستصم آذان ومسامع الخصوم، واللغة هي لغة القوة والانتصار.

لم يكن حديث القيصر بوتين أمام الجمعية الاتحادية الروسية عادياً، بل مبني في أصله على معلومات استخباراتية مؤكدة حول اعتداء محتمل على سورية وإيران، انبرى الرجل الواثق لتمرير رسائل التحذير والوعيد، أشاح بعينيه الثعلبيتين نحو الغرب وبنظرة ثاقبة أكد أن أي استهداف لأي من الحلفاء سيُعتبر بأنه استهداف لروسيا بشكل مباشر، وبنبرة القياصرة قالها فلاديمير .. الرد سيكون فورياً مع كل ما يترتب على ذلك من عواقب، أي أن السيناريو المرعب سيكون مفتوحاً، تاركاً الخيال الهوليوودي للأمريكي كي يتأمل ما قد ينتج عن أي مقامرة يقوم بها ضد موسكو وحلفائها .. و المقصودتان هنا هما دمشق وطهران.

استعرض الرجل ما بات تمتلكه روسيا حديثاً من الأسلحة بالغة التطور، وأولها السلاح فرط صوتي الذي يعطي ميزات كثيرة لأنه يمثل قوة ضاربة شديدة التدمير، إضافةً لكشفه عن الصواريخ الفضائية المتطورة والتي يمكن أن تصيب أي هدف على كوكب الأرض بدقة بالغة ودون أن يستطيع أحد على اعترضها، فضلاً عن الغواصة غير المأهولة.

تلك الأسلحة حديثة للغاية وبحاجة لميدان كي يتم تجريبها فيها، أسوةً بأحدث الطائرات والصواريخ والراجمات والمدرعات والدبابات الروسية التي تم تجريبها في الحرب السورية، لن نرفع سقف التوقعات بالقول أن ذلك السلاح الصوتي قد يتم استخدامه في سورية بسبب شدته التدميرية، لكن هذا لا ينفي فكرة تجريبه أيضاً، وبنطاق محدود يتناسب مع الرقعة الجغرافية التي قد يُستخدم فيها، كون الروسي منخرط إلى جانب حليفه السوري في محاربة الإرهاب، وهذا ينسحب أيضاً على الغواصات غير المأهولة، والصواريخ الجديدة، صحيح أن هذه الصواريخ مكلفة واستراتيجية و قد يُستبعد استخدامها في الحرب السورية، لكن التجربة الميدانية لأي سلاح مهما بلغت كلفته سيكون ضرورياً بالنسبة لموسكو أيضاً، بالتالي هناك احتمال مفتوح مهما كان ضئيلاً لتجريب تلك الأسلحة ضد الإرهابيين، هل سيكون الأمر في الغوطة؟ أم في الشرق أو الشمال السوري؟ وحدها غرفة العمليات المشتركة الروسية ـ السورية ـ الإيرانية من تعلم ذلك.

بالتزامن مع ذلك ينشط المحور الغربي من أجل تشكيل ضغط دولي على الجيش السوري وحلفائه لوقف تقدمه في الغوطة الشرقية، والشماعة هي مزاعم استخدام الكيماوي التي استنكرها ممثل الوفد الروسي أليكسي غولتياييف، خلال جلسة مجلس حقوق الإنسان في جنيف، معتبراً إن الرعاة الخارجيين للتشكيلات المسلحة غير الشرعية في سوريا يثيرون ضجة إعلامية، ويطلقون تصريحات مدوية.

الموقف الروسي من مزاعم استخدام الكيماوي، وعدم وجود أدلة على ذلك الاستخدام من قبل الجيش السوري، جعل الدب السيبيري يرفع مخالبه عالياً بوجه كل من الثور الأمريكي والذئب الانجليزي، التحذيرات التي أطلقها بوتين تندرج في خانة الرد على تلك المحاولات الغربية اليائسة أيضاً من افتعال ضربة لسورية بذريعة الكيماوي.

بالعودة لعملية الغوطة فقد اختصر تصريح المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا كل الكلام حيث قالت بأن العملية في الغوطة الشرقية ضرورية ولا مفر منها، ما يعني القرار النهائي بتحرير المنطقة، وهو ما أعلنته القيادة السورية سابقاً بأن لا تسوية للغوطة سوى بإنقاذ المدنيين هناك وتحرير المنطقة.

إذاً فإن وعيد بوتين لأمريكا ومن معها برد قاسي على أي تهور عسكري ضد حلفاء روسيا، وتأكيدات زاخاروفا حول ضرورة إتمام عملية تحرير الغوطة، فضلاً عن احتمالات تجريب الأسلحة الروسية الحديثة في سوريا ومنها في الغوطة، كل ذلك سيجعل الحدث وكأنه كاستخدام سلاح نووي روسي في سورية والتأثير هنا سياسي لا عسكري بالمعنى الحرفي، حيث يتم الضغط على زر إطلاقه من دمشق، كون تحرير الغوطة الشرقية يمثل بمفاعليه المحلية والإقليمية والدولية مفعول قنبلة هيدروجينية ستقلب المعايير الميدانية والسياسية لأنه لن يبقى معقل يُذكر للإرهاب في الجنوب السوري بعد دوما وتوابعها.

* علي مخلوف/ شام تايمز

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 4 مارس 2018 - 11:05 بتوقيت مكة