قال ابن سينا في القانون : " ويأمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر ، لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت وهاجت ، ولا في آخره - لأنها تكون قد نقصت- بل في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجة بالغة في تزايدها ، لتزايد النور في جرم القمر " . العلم الحديث يكشف السر : وقد ظهرت في الأعوام الأخيرة أبحاث علمية كثيرة مفادها أن القمر عندما يكون بدرا ، أي في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ، يزداد التهيج العصبي والتوتر النفسي إلى درجة بالغة
وإن لليالي البيض في أشهر رجب و شعبان و رمضان منزلة عند الله سبحانه وتعالى, وإن الله سبحانه و تعالى قد بسط موائد رحمته للعاملين فيها, يمنحهم من عظيم العطايا ما لا يصفه الواصفون, ولذا فإنه حري بالإنسان العاقل أن يغتنم هذه الفرص الذهبية و ألا يضيع أوقاتها في ما لا فائدة فيه, مع العلم بأن العمل العبادي في هذه الليالي مع عظم أجره و ثوابه فهو لا يأخذ إلا وقتا يسيرا وقليلا.
اقرأ ايضا: لماذا سميت الأيام البيض بهذا الاسم؟
و قال سيد العارفين ابن طاووس في كتاب الإقبال :
قال جعفر بن محمد سلام الله عليهما : أُعطيت هذه الأمة ثلاث أشهر لم يعطها أحد من الأمم :
رجب و شعبان و شهر رمضان, و ثلاث ليال لم يعط أحد مثلها : ليلة ثلاث عشرة و ليلة أربع عشرة و ليلة خمس عشرة من كل شهر
و أعطيت هذه الأمة ثلاث سور لم يعطها أحد من الأمم : يس و تبارك الملك و قل هو الله أحد فمن جمع بين هذه الثلاث فقد جمع أفضل ما أعطيت هذه الأمة.
فقيل و كيف يجمع بين هذه الثلاث فقال يصلي [في] كل ليلة من ليالي البيض من هذه الثلاثة الأشهر في ليلة الثالثة عشر ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب [مرة] و هذه الثلاث سور و في الليلة الرابعة عشر أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحةالكتاب و هذه الثلاث سور و في الليلة الخامسة عشر ست ركعات ، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و هذه الثلاث سور فيجوز فضل هذه الأشهر الثلاثة و يغفر له كل ذنب سوى الشرك.
وجاء في مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي طاب ثراه انه قال يستحبّ أن يصلّي في كلّ ليلة من اللّيالي البيض من هذه الاشهر الثّلاثة رجب وشعبان ورمضان ، اللّيلة الثالثة عشرة منها ركعتين، يقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة، وسورة يس وتبارك الملك والتّوحيد، ويصلّي مثلها أربع ركعات بسلامين في الليلة الرّابعة عشرة، ويأتي ستّ ركعات مثلها يسلّم بين كلّ ركعتين منها في الليلة الخامسة عشرة، فعن الصّادق (عليه السلام) انّه من فعل ذلك حاز فضل هذه الاشهر الثّلاثة، وغفر له كلّ ذنب سوى شرك .