وجاء في المقال: مع بداية الحرب في سوريا، وقعت الغوطة الشرقية تحت سيطرة القوات المناهضة للحكومة، وأصبحت واحدة من الجبهات الرئيسة. القتال هنا مستمر. وفقط بحلول نهاية العام الماضي كان هناك سلام غير مستقر، بسبب عدم قدرة أي من الطرفين على هزيمة الآخر. لم يكن لدى جيش الحكومة السورية، حتى بدعم من الروس والإيرانيين، ما يكفي من القوة للاستيلاء على الأراضي المحصنة وتطهيرها هنا، وليس لدى معارضي الأسد، الذين لا يتجاوز عددهم في الغوطة الشرقية 30 ألف مقاتل، إمكانية شن هجوم.
وأضاف المقال: في 27 فبراير، أدخل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو هدنة إنسانية في الغوطة الشرقية. فمن الساعة 9.00 إلى الساعة 14.00، بات بإمكان المدنيين مغادرة هذه الضاحية التي كانت مسرحا لمواجهات عنيفة بين مؤيدي الرئيس بشار الأسد ومعارضيه.
وكثيرا ما يقارنون بين الوضع في الغوطة الشرقية وحلب، حيث كان أيضا وقف لإطلاق النار وممرات إنسانية. في النهاية، انتهى كل شيء لأن الجيش الحكومي سيطر على المدينة. لكن الغوطة الشرقية جيب مغلق، بالإضافة إلى أهميتها الاستراتيجية والسياسية الفائقة. وفي حين تم طرد خصوم الأسد ببساطة من حلب، ففي الغوطة سيضطرون للقتال حتى النهاية، والدفاع عن معقلهم، ومنع القوات الحكومية من تحسين مواقعها بشكل كبير، وأخيرا، لأنهم ببساطة لا مخرج آخر لديهم.
كما أن الطبيعة الشرسة للمعركة ستحدد مسبقا موقف الغرب. وعلى الرغم من ضجيج الصحافة، يبدو أن السلطات الأمريكية لا تميل إلى التدخل في الوضع. وقد تم بالفعل تحديد تكتيكات الأمريكيين في سوريا: رهانهم السيطرة على المناطق إلى الشمال من نهر الفرات.
فهناك تشكيلات موالية للولايات المتحدة، وغلبة كردية وعدم وجود علاقات مع الراديكاليين المعادين للولايات المتحدة في الواقع، من نمط المجموعات الموجودة في الغوطة الشرقية.
ويصل كاتب المقال إلى أن السيطرة ولو على جزء من الشمال الكردستاني في سوريا تكفي (أمريكا)، إذا اقتضت الضرورة، لإزعاج السلطات الحالية في البلاد والتفاوض على مواقف مربحة في التسوية السلمية بعد الحرب. ولذلك، فمن المرجح أنه إذا انخفض عدد الضحايا بين المدنيين (وهذا سيحدث بسبب الممرات الإنسانية)، فإن الأمريكيين سيغلقون عيونهم على أي نتيجة لمعركة خصوم الأسد من أجل هذا الجيب.
24-110