تقدم سريع وصاعق للجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية، تم تحرير منطقة حوش الضواهرة بالكامل، والمعلومات الحديثة المتوافرة تفيد بتحرير بلدة الشيفونية أيضاً، يتزامن ذلك مع تقدم ملموس للجيش في بساتين حرستا فضلاً عن السيطرة على كتل أبنية بمحيط مشفى الشرطة، وتقدم في حي العجمي، خلال هذا المشهد تستمر الكثافة النارية للجيش السوري بالانصباب على بؤر الإرهاب في كل من عربين وزملكا وعين ترما ودوما.
الإرهابيون رفضوا الهدنة ومنعوا خروج المدنيين من الغوطة عبر معبر آمن، لاتكاد تنتهي الهدنة اليومية في الساعة الثانية حتى تعاود سمفونية العقاب بالعزف عبر الصواريخ والمدفعية.
وسط كل هذا يُثار جنون الغرب ورعاة الإبل في صحراء الربع الخالي، لم يستطع ذلك الأعرابي أن يحقق شيئاً رغم مزجه للبراندي الأمريكي ببول البعير السعودي، لقد ظن بأن مزيجاً كذاك سيكون مشروباً خارقاً، وإذ به يزيد من تدفق الأدرينالين في عروق كل أعداء محور المقاومة.
وقد زاد تلك المخاوف تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن بلاده ستواصل دعمها للجيش السوري حتى اقتلاع بقايا الإرهاب نهائياً من سورية، فكان ذلك كراجفة لم تبق ولم تذر في أروقة القرار الغربي والأعرابي.
رافق ذلك جنون إعلامي غربي وأعرابي أيضاً حيث تم الركيز على إقامة إيران قاعدة عسكرية في سورية تبعد 12 كم عن دمشق غرباً تتضمن مستودعات صواريخ متطورة بحسب ادعاءات خصوم محور المقاومة.
انبرت وسائل الإعلام الصهيونية للتركيز على قيام تل أبيب بمراقبة التمركز الإيراني على الأرض السورية، مثيرةً مخاوفها أيضاً من أن روسيا رفعت بذلك قدراتها الهجومية والدفاعية في سورية إلى المستوى العملياتي الأكثر تقدماً في القوات الجوية في العالم واعتبرت أن ذلك تحدي مواجهة لكل من الطيران الأمريكي والإسرائيلي بحسب الاستخبارات الإسرائيلية فيما يتعلق بمقاتلات “سو-57” الروسية المتطورة من الجيل الخامس ورأت أن هذه المقاتلات لم تستخدم بشكل كامل في العالم وستكون سورية الساحة الأولى لها.
في خضم كل تلك المخاوف حاول الأمريكي ضرب عصفورين بحجر واحد، حيث زعمت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، أن واشنطن قلقة بشأن احتمال تزويد كوريا الشمالية السلطات السورية بمواد يمكن استخدامها في صنع السلاح الكيميائي.
والهدف زيادة شيطنة كل من سورية وكوريا، ووضعهما في خانة الخطر الذي يهدد السلم العالمي أجمع، فضلاً عن التمهيد لسيناريو مفبرك يزعم باستخدام سلاح كيماوي قد يستجلب ضربة عسكرية، باتت ملامحها تتلاشى بعد التقدم السوري بدعم روسي وإيراني في الميدان، ولعل تهديد ممثل سورية بشار الجعفري لواشنطن بحق بلاده في الدفاع عن نفسها ضد الوجود الأمريكي في سورية أثار المزيد من الذعر لدى واشنطن ما جعلها تبدأ في بث شائعات الكيماوي تلك.
السيناريو القادم في الأيام القليلة الآتية سيكون الحدث الأبرز فيه تحرير المزيد من البلدات في الغوطة الشرقية فالقرار بين دمشق وحلفائها الروس والإيرانيين قد صدر بعدم التوقف، كما أن تعزيز سلاح الجو الروسي بأقوى وأحدث المقاتلات والقاذفات يؤكد ذلك، وذلك من أجل السماء السوري محرمة على الأمريكي في حال فكر بتوجيه ضربة للدولة السورية، حيث سيتم الرد بالدفاعات الجوية، مع وجود ضوء أخضر لسورية باستهداف القواعد الأمريكية في حال دعت الحاجة رغم خطر ذلك الخيار وتداعياته العالمية.
* علي مخلوف