﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾، أو البسملة هي فاتحة كتاب الله. ولم ترد ﴿بِسْمِ اللّهِ﴾ في مطلع القرآن وحده، بل هي فاتحة جميع الكتب السماوية، وعلى رأس الأعمال لجميع الأنبياء (عليهم السلام)، لذلك حينما كانت سفينة نوح عليه السلام تمخر عباب الأمواج الهادرة، قال نوح لأتباعه: ﴿بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاها﴾([1]).
وكذلك النبيّ سليمان عليه السلام حين بعث برسالته إلى ملكة سبأ يدعوها للإيمان بدأها بعبارة ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾([2]).
يقول الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام: "إنّ العبد إذا أراد أن يقرأ أو يعمل عملاً فيقول بسم الله الرحمن الرحيم'>بسم الله الرحمن الرحيم فإنّه يُبارك فيه". كما قال عليه السلام لشخصٍ كان يكتب عبارة ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾: "جوّدها"([3]).
وردت تأكيدات كثيرة على ذكر عبارة "بسم الله" لدى البدء بأيّ عمل، في الأكل والنوم والكتابة وركوب المركب والسّفر... وكثير من الأعمال الأخرى، حتّى إنّ الذبيحة يُحرم أكلها ما لم يُذكر إسم الله عليها، وفي هذا دلالة على وجوب أن تكون بوصلة أعمال الإنسان – بما في ذلك طعامه- متّجهة نحو الله تعالى.
ونقرأ في الحديث: "لا تنس (بسم الله) حتى في بيت شعر واحد". فضلاً عن روايات كثيرة في ثواب من يعلّم الطّفل البسملة لأوّل مرّة([4]).
سؤال: لماذا يوصى بالبسملة عند الشروع في الأعمال؟
جواب: إنّ ﴿بِسْمِ اللّهِ﴾ هي عنوان المسلم وعلامته المميزة، ولذا، يجب أن تتّسم أعماله كلّها بسمة إلهيّة، تماماً كما هو الحال مع الأعلام الرسميّة التي نشاهدها ترفرف على أسطح البنايات والدوائر الرسميّة والمدارس والقواعد العسكرية، وكذلك على صواري السفن التي تمخر عباب البحار والمحيطات، وأيضاً على طاولة الموظفين في الدوائر الحكومية، حيث تكون البسملة هي السمة الأساسية التي تميز الإنسان الإلهي والمؤمن.
* الشيخ محسن قراءتي - بتصرّف
[1]- سورة هود: الآية 41.
[2]- سورة النمل: الآية 30.
[3]- كنز العمّال، ح29558.
[4]- تفسير البرهان، ج1، ص43.