حبيبي إمامَ العَصرِ ذا الخُلُقِ الحَسَنْ *** اُحِبُّكَ مِنْ يَومِ القِماطِ إلى الكَفَنْ
وإنِّيَ لَمِنْ أجلِ الوَلاءِ مُوَطِّنٌ *** على غُرْبَةٍ نَفْسِي مِنَ البيتِ والوَطَنْ
فلا الدارُ تأْوِينِي مُقامَةَ وادِعٍ *** ولا هِمَّتي تَرْضَى الخُضُوعَ لِذِي ضَغَنْ
فَصِرْتُ مِنَ البَلْوى وبِغضَةِ ناكِرٍ *** أَحِنُّ إلى رَبْعٍ عَديمٍ منَ الحَزَنْ
فكلُّ بلادِ المسلمينَ كوارثٌ *** تذوقُ لَظىً من قادةِ الحربِ والثَمَنْ
وقدْ بِتُّ مِنْ فَرطِ المَكارهِ صابراً *** ومِن وطَنٍ أمضي ارتحالاً إلى وطَنْ
عسى العُسْرُ ذا يمضي بِيُسْرٍ ينالُهُ *** بَنُو كُربتَي بعدَ الشدائدِ والمِحَنْ
فيا ربُّ أدرِكنا بِغَوثِكَ إنّنا *** نتُوقُ إلى سِبْطٍ نبيلٍ ومُؤتَمَنْ
يُرسِّخُ في الأرضِ التراحُمَ مَذهَباً *** فتعتنقَ الأرضُ العَدالةَ والأمَنْ
إلى سيديِ طه الحبيبِ صَبابَتي *** أسوقُ لهُ وُدّي المُؤَرَّقَ بالشَجَنْ
يناشِدهُ قلبي الشغُوفُ بِحُبِّهِ *** تُرى أينَ مَولانا المُجَدِّدُ للسُنَنْ؟
واُزجي إلى أرضِ الغريِّ مَقالتي *** إلى حَضرةِ النبأِ العظيمِ وما اختَزَنْ
اُخاطبِهُ يا اْبنَ الأكارمِ سيدي *** ألَسْتَ تَرىَ طالَ الفِراقُ أبا الحسَنْ
على أنَّنا مهما استبَدَّ بِنا الأذى *** صناديدُ ساحاتٍ أعاثَ بها الفِتَنْ
حشُودٌ أطاحَتْ بالعُتاةِ دواعِشاً *** ولم تنثَنِ قطُّ الحُشُودُ ولم تُهَنْ
فقد طهَّرتْ أرضَ العراقِ من العِدى *** وأمثالُها في الشامِ بدَّدَتِ العَفَنْ
وثمَّةَ أبطالُ الصُّمودِ وسيِّدٌ *** يَقودُ سراياهُمْ الى الظفَرِ العَلَنْ
يخوضونَ أهوالَ الحتُوفِ بواسلاً *** وهم بإمامِ العصرِ صَبْرٌ ومُمتَحَنْ
ينادُونَهُ عندَ الكريهةِ ناصِراً *** إلا أيها المَهديُّ يا مانِحَ السَّكَنْ
بوجهِكَ يا هادي الجُمُوعِ إلى العُلى *** نصولُ ولن نخشى فراعنَةَ الإحَنْ
سلامٌ على السِّبطِ المُغَيَّبِ دائمٌ *** سلامٌ على اُعجُوبةِ الخَلْقِ والزَمَنْ
______
بقلم : حميد حلمي زادة
8 جمادى الآخر 1439
25 شباط 2018