أشار المتحدث الرسمي بإسم الخارجية الايرانية في حديث صحفي إلى التطورات الإقليمية والدولية التي حدثت بسرعة كبيرة وغير متوقعة في السنوات الأخيرة، لافتا الى انه هناك العديد من التغييرات قد جرى على المعادلات للجهات الفاعلة الإقليمية والدولية.
ونوه بهرام قاسمي الى ان الجهات الفاعلة الجديدة مثل الجماعات الإرهابية التي تسعى الى تحقيق مصالحها قد أصبحت جزءا من لغز المعادلات حيث تحاول دفع عملية الأحداث إلى الحد الذي تلبي فيه مصالحها.
وفي سياق متصل اشار قاسمي الى الوضع السعودي في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالملف اليمني وقال إن المملكة العربية السعودية توهمت في اليمن بأن عدوانها على هذا البلد يمكن تحقيق انجازاته في غضون أسابيع قليلة ويمكن الاستيلاء عليه تماما.
وأكد أن السعودية قد تورطت ولا تستطيع أن تنجح في انتشال نفسها من المستنقع الذي رمت بنفسها فيه منوها الى انها تسعى الى خلق عدو مفترض، وتتصور أنه إذا لم ينهزم الشعب اليمني أو لم يخضع ، فمن المؤكد أن ذلك يعود الى المساعدات التي يتلقاها خارج هذا البلد مؤكدا ان هذه الاوهام لا تمت الى الواقع بشيء قليل وكاذبة تماما.
المتحدث باسم وزارة الخارجية وردا على اسباب دعم ايران للشعوب المضطهدة في المنطقة بدل القيام بمساعدة شعبها، قال إن أعداء الثورة الاسلامية دائما يفتعلون أسئلة كهذه متجاهلين ان ايران تعيش في منطقة يعيث الفساد والإرهاب فيها وتحيط الازمات بها من كل حدب وصوب مشيرا الى انه لا يمكن ان ننظر الى هذه المسألة بسطحية ويجب ان ندرس التطورات الراهنة في المنطقة بعمق اذ يمكن ان تتضر البلاد جراء الارهاب والمجموعات المنصاعة تحت لوائه مبينا انه اذا لم يتم التصدي لها ستسلب الامن والاستقرار وحتى التنمية الاقتصادية والهدوء الذي يتحلى به في وقتنا الحاضر الشعب الايراني.
وتابع قائلا : "اذا كنا في سوريا فان وجودنا جاء بطلب رسمي من الحكومة الشرعية في ذلك البلد" ، ولفت الى أنه كل ما ترمي اليه القوى الأجنبية هو استهداف سوريا والنيل منها، ثم التحرك نحو العراق في المرحلة المقبلة واستهداف أمنه ثم التوجه الى ايران والعمل على زعزعة الامن فيها والذي ينتج عنه عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة بأسرها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية "ان طهران بالتأكيد ساهمت في ارساء الامن والاستقرار في العالم، واذا لم يتم الاشادة بها في الوقت الحاضر فان المجتمع البشري سيقدر مكافحتها للارهاب في المستقبل غير البعيد".
كما تحدث قاسمي عن الاتفاق النووي وقال ان الاتفاق ليس كل شيء بالنسبة الى البلاد مركزا على ان نتيجة الاتفاق النووي تتمحور حول ابعادها النووية".
ومضى بالقول "اننا نعتبر ان الاتفاق النووي هو ما اتفق عليه خلال مفاوضات ايران مع الدول الست ونعتقد أنه لا يمكن في أي ظرف من الظروف إعادة قراءة أو دراسة أو التفاوض أو الإضافة عليه" ، مؤكدا على أن " الاتفاق هو نقطة النهاية للمحادثات النووية، ولا يمكننا أن نخلق فصلا جديدا".
واشار قاسمي الى انه "اليوم، نرى أن الثقة قد شهدت تراجعا كبيرا في اداء الادارة الاميركية على الصعيد العالمي" ، وقال ان السيد ترامب هو يمثل شخصية السمسار او التاجر ، أو في عبارة جميلة رجل أعمال جيد أو مجرد وسيط لا يجيد غير اللعب على الدولار ، وليس سياسيا يسعى إلى ارساء السلام والأمن العالميين.
وحول برنامج ايران الصاروخي أكد قاسمي على انه لن تكون هناك محادثات حول قوتنا الصاروخية والدفاعية، وقال "فيما يتعلق بقضايا الصواريخ والدفاع التي نوقشت كثيرا في المجتمعات الدولية ، فان ايران كدولة مستقلة لا تسمح لاي بلد بالتدخل في قضاياها الداخلية وسياساتها الداخلية والصاروخية ، مشيرا الى " اننا تعلمنا من خلال التعاليم الإسلامية والتجارب التي اكتسبناها ان لا نلدغ من جحر مرتين" .
وقال قاسمي " سيأتي اليوم الذي تغادر السعودية اليمن وقد منيت بهزيمة مدوية مشيرا الى ان المسؤولين السعوديين وقعوا في فخ يتعذر عليهم انتشال أنفسهم منه حيث دفعوا ثمنا باهضا على الحرب التي شنوها على الشعب اليمني الأعزل".
كما تطرق قاسمي الى تعليمات الخارجية الايرانية الى ممثلي الوزارة بشأن تحقيق الاقتصاد المقاوم وقال: "نظرا لسياسات اقتصاد المقاومة التي تم وضعها في البلاد، فقد أصدرنا تعليمات إلى جميع مندوبينا في مختلف البلدان للمساهمة في تطوير الصادرات غير النفطية وجذب الاستثمار الأجنبي واستخدام التكنولوجيا الحديثة" ، مبينا أن هذه هي المبادئ التوجيهية للحكومة ووزارة الخارجية وممثلي الجمهورية الإسلامية الايرانية.