ويعد “Provenge ” أو “Sipuleucel-T” أول لقاح لعلاج السرطان تتم الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة. ويُستخدم اللقاح على جهاز المناعة الذاتية للمريض لمهاجمة الخلايا السرطانية. وتمت الموافقة لاستخدام اللقاح على بعض الرجال المصابين بسرطان البروستاتا.
وشرح طبيب المناعة ضد الأمراض السرطانية في مركز ميموريال سلون كيتيرينغ للسرطان في نيويورك، ديميتري زامارين، آلية عمل اللقاح قائلاً: “وفي حالة السرطان، تهدف مختلف استراتيجيات اللقاحات إلى تعريف الجهاز المناعي على بروتين، يُعرّف بمولّد الضد، أو جزء من البروتين الذي يتواجد على سطح الخلايا السرطانية وليس الخلايا العادية،” مضيفاً: “ومن خلال استهداف البروتينات، يمكن للجهاز المناعي القضاء على الخلايا السرطانية بالتحديد والقضاء على خلايا السرطان مع ترك الخلايا الطبيعية سليمة.”
وفي حديثها عن تاريخ التطعيم، قالت الرئيسة التنفيذية ومديرة الشؤون العلمية لمعهد أبحاث السرطان في نيويورك جيل أودونيل تورمي: “امتلأ تاريخ لقاحات علاج السرطان بالكثير من الفشل في التسعينات..” ولكنها عبرت عن إيجابيتها قائلة: “أظن أن اللقاحات تعود من جديد.. وكانت لها سمعة سيئة للعديد من السنوات بسبب وجود الكثير من الفشل. ولكن أعتقد أنها فشلت لأننا لم نفهم علم الأحياء بالشكل الكافي.”
ومع استمرار الأبحاث، وجه العلماء تركيزهم إلى لقاحات السرطان الشخصية، ما يعني أن التطعيم يمكن أن يتأقلم مع طفرات الخلايا السرطانية المحددة لدى كل مريض.
وقال العضو المساعد في قسم الأبحاث السريرية في مركز فريد هوتشينسون لأبحاث السرطان في سياتل، الطبيب سيث بولاك: “من خلال هذا النهج، سيكون لدى أي مريض بالسرطان لقاحات مخصصة لعلاج أو منع عودة السرطان.”
وأما عن مستقبل اللقاحات ضد الأمراض السرطانية، فأظهرت دراستان منفصلتان بقيادة باحثين في جامعة ستانفورد اللقاحات التجريبية كعلاج ممكن للأمراض السرطانية لدى الفئران.
وتضمنت الدراسة الأولى إجراء تجارب على مئات الفئران المهندسة وراثياً لتطور سرطان الغدد اللمفاوية، وسرطان الجلد والقولون، بالإضافة إلى سرطان الثديّ. وفي إحدى التجارب، وجد الباحثون أن ثلاثة فئران فقط، من أصل 90 فأراً خضعوا للقاحات، عانت من معاودة ظهور أورامها السرطانية.
ووجد الباحثون في الدراسة الثانية أن لقاحات السرطان التي تُطوّر مع خلايا جذعية مستحثة يمكنها أن تكون فعالة في منع نمو سرطانات الثدي، والرئة، والجلد، وحقنوا عشرات الفئران، التي تتراوح أعمارها بين ستة وثمانية أسابيع، باللقاحات. وبعد أربعة أسابيع، حُقنت الفئران ذاتها بخلايا السرطان.
وبعد مرور أربعة أسابيع، وجد الباحثون أن الأورام في الفئران التي خضعت للقاحات بدأت تتقلص، بينما تابعت الأورام بالنمو في الفئران التي لم تخضع للقاحات.