لطالما حاول خبراء الصحة فهم شخصية الإنسان وسبر مكنوناتها وذلك بالاعتماد على أساليب عدة منها فحص أسلوبه وطريقته في المشي، الأمر الذي يميزه عن الآخرين، حيث تُعد هذه الطريقة مؤشرا مهما يكشف جزءاً من شخصيته.
وفي هذا الشأن، توصلت دراسة مشتركة لعلماء من فرنسا وأمريكا نُشرت في المجلة العلمية "Social psychological and personality science" إلى أن الشخص، الذي يمشي بسرعة يكون غالبا منبسط النفس وصاحب ضمير حي ويكون منفتحا على الآخرين، بالإضافة إلى كونه أقل ميلا إلى العصبية، وفق ما أشار إليه موقع "بيزنس إنسايدر الذي كتب عن هذه الدراسة.
وحاولت الدراسة معرفة كيفية تأثير شخصية الإنسان على طريقة مشيته خصوصا عندما يتقدم في السن، وأوضحت أن الشخصية لا تؤثر فقط على سرعة المشي، بل تؤثر أيضا على كيفية تغير طريقة المشي بمرور الوقت، وأضافت أن الشخص الذي يمشي بسرعة لا يكون فقط مُنفتحا واجتماعيا ومُسالما، بل أن سرعة مشيه لن تتباطأ كثيرا عند بلوغه مرحلة الشيخوخة، وأردفت الدراسة أن الخبراء، الذين عكفوا على إنجازها لمسوا أيضا الكثير من الاستعداد للتعاون والمبالاة، والتعاطف لدى الأشخاص الذين يمشون بسرعة.
من جهته أكد موقع "ميديكال ديلي" أن النتائج اعتمدت بناء على دراسة شارك بها أكثر من 15,000 شخص تراوحت أعمارهم بين 25 و100 سنة. وأضاف الموقع الطبي المتخصص أن شخصيات المشاركين في الدراسة، تم تقييمها من خلال استبيان اعتمد على عناصر الشخصية الخمسة، التي تتكون من الانفتاح والضمير والاجتماع والتوافق والاضطراب، وأردف الموقع أن سرعة المشي تم تقييمها عن طريق مشية المشاركين العادية.
وفي نفس السياق، قال الخبراء إن "هذه الدراسة تُوفر دليلا قويا على أن سرعة المشي في مرحلة البلوغ، تعكس جزئيا شخصية الفرد". من جهة أخرى، أفادت الدراسة أن الأشخاص، الذين يمشون ببطء أكثرعرضة للأمراض الجسدية والنفسية، فضلا عن معاناتهم من ضعف في الإدراك وارتفاع خطر موتهم، وأضافت أن هناك رابطا بين ضعف الأداء البدني وقلة الانفتاح على العالم.