ندى التي لم تتجاوز السابعة عشر من العمر، كشفت بعد الحصول على موافقات رسمية من قاضي تحقيق جهاز مكافحة الإرهاب في المحكمة المركزية للحديث عن ما واجهته مع داعش .
وذكرت في حديث صحفي " أنا من ريف دمشق لنا بعد موافقة قاضي التحقيق أن نتحدث لها، هربت مع عائلتي وطفلتي بعد دخول الجماعات الإرهابية إلى حينا؛ وقصدنا مثل الكثير من السوريين تركيا وبالفعل وصلنا إلى مدينة {انطاكيا} حيث استأجرنا بيتا صغيرا للسكن".
واضافت ندى "لم يكن برفقتي زوجي، فقد تطلقنا قبل خروجنا من سوريا، وفي {إنطاكيا} التي كان يقطنها الكثير من السوريين التقيت بمزارع سوري، وكنا نقضي بعض الأوقات معاً وبعد أسابيع طلبني للزواج، لم تكن لدي خيارات تتيح لي حتى التفكير برفض طلبه رغم أنه طلب أن أعود معه إلى أدلب التي أكد لي أنها آمنة وأن لا أحد سيتعرض لنا بسوء".
وتابعت "عدت مع زوجي الجديد إلى أدلب حيث عمله وبيته، بعد أن تزوجنا بطريقة دينية ولم يسجل زواجنا في أي مؤسسة رسمية، ولم تكن أدلب آمنة كما أخبرني إلا أننا قضينا بعض الأسابيع بمأمن عما كان يجري في المدينة والمدن الأخرى" .
واستطردت بالقول "لم يبق الأمان النسبي الذي حضينا به في الأسابيع الأولى من عودتنا كما هو، حتى اشتعلت المواجهات بين مجموعة من التنظيمات الإرهابية والقومية التي اضطرتنا أن ننتقل إلى مدينة الرقة للنجاة من الصراع الذي حصل في أدلب".
واوضحت ندى "لم تكن النجاة من المواجهات في ادلب هي من دفعت زوجي للخروج منها، ففي الرقة تم اعتقاله من قبل أحد التنظيمات الإرهابية بتهمة التخابر مع الحكومة السورية، وبعد إثبات هذه التهمة عليه عبر اكتشاف مجموعة من الرسائل بهاتفه الخاص تم قتله".
وبعد أن قتل زوجها، أفادت "نقلوني إلى ما يسمونها بـ {المضافة} وقال لي أحدهم أنت الآن سبية لدى عصابات داعش الارهابية ولم تمض إلا أيام حتى أخبرتني المسؤولة عن المضافة أن قرارا صدر من ما يسمى {أمير ولاية الرقة} بنقلي إلى ما أسمتها بولاية نينوى".
واوضحت ندى" اكتشفت أني حامل في نينوى ما أضطرهم الى أن يسكنوني بمضافة مع مجموعة من النساء المتزوجات، وبمجرد وضعي الحمل حضر للمضافة من يطلقون عليه بـ {القاضي الشرعي} يدعى بـ {أبي محمد} وطلبني للحديث ،و كان الرجل قاسي الملامح عرفت من لهجته أنه من إحدى البلدان الخليج الفارسي، وقال لي أنت بحكم الشرع {مرتدة} وينبغي أن تكوني مع {ولي أمر} وقد حكمت بتزويجك من أحد جنود داعش ".
وبينت " لم يكن أمامي من خيار فالرجل أخبرني أما الانصياع للحكم الشرعي أو أقامة الحد عليَّ وهو القتل"، وبعدها نقلت إلى بيت على مقربة من المضافة التي كنت أسكنها وعرفت أن البيت يعود لعراقيين تم تهجيرهم منه وبعد ساعة دخل رجل أجنبي عرفت بعدها أنه شيشاني وبرفقة القاضي الشرعي ذاته وقام بتلاوة كلمات عقد التزويج بيننا".
وذكرت "أخبرت الشيشاني الذي أمرني أن أسميه بأبي حفصة أني غير موافقة على الزواج ولا أرغب به، لكنه طلب مني أن أتزين وأرتدي ثياب النوم، ولأني رفضت القيام بذلك قام الشيشاني بضربي وتمزيق ثيابي وجري إلى غرفة النوم بالقوة ورغم مقاومتي أستطاع أن يواقعني بطرق بشعة".
واستطردت بالقول " استمر هذا الحال لشهرين، وبعدها انقطع عن الحضور للبيت، وفي أحد هذه الأيام زار البيت القاضي الشرعي ذاته ليخبرني أن الشيشاني قتل في إحدى المعارك مع القوات الامنية العراقية وينبغي أن لا تبقي لوحدك، لذا حكمت بتزويجك لأحد الأمراء وهذا ينبغي أن يفرحك".
ونوه الى انه "بعد خروج القاضي الشرعي بساعة جاءت سيدة ترتدي النقاب واقتادتني إلى بيت آخر، لأجد القاضي الشرعي وإلى جنبه رجل عرفت من ملامحه أنه عربي وأنه من يرومون تزويجي منه، كان يدعى بـ {أبي عمر} ومثلما حصل مع الشيشاني كذلك تم تزويجنا".
وتابعت " وظننت أن {أبا عمر} ولأنه عربي قد يتفهمني –تقول- فطلبت منه أن يتركني وشأني وأن لا رغبة لي بالزواج منه وأني فعلت هذا خشية من القاضي الشرعي إلا أنه لم يكن أقل بشاعة من الشيشاني فقد أخبرني أنني زوجته وعلي طاعته وبالقوة قام بمواقعتي.
واكملت "قضيت مع العربي ثلاثة أشهر وتعرفت بهذا الوقت على سيدة عراقية طلبت منها أن تساعدني بإجراء اتصال هاتفي وبطريقة سرية ، وقامت بتزويدي بهاتف محمول اتصلت منه بأبي في تركيا، وبعد عدة اتصالات سرية بيني وبينه زودني برقم هاتف لضابط في القوات الأمنية العراقية وطلب مني أن أتصل به ليقوم بمساعدتي".
واوضحت "وشعرت وقتها أن فرجا بدأ يلوح للخروج مما أنا فيه، وبالفعل اتصلت بالضابط العراقي وقام بتلقيني ببعض التعليمات وقام بتزويدي برقم هاتف لضابط آخر كان على مقربة من الحي الذي أسكنه، وأخبرني الضابطان أن لا أمل قريبا بإخراجي من المدينة لأنها ما زالت تحت سيطرة داعش ، إلا أنهما طلبا مني –كما توضح- أي الضابطان أن انقل لهما ما أستطيع من المعلومات حول داعش وأماكن تجمعهم، وبعد سلسلة من الاتصالات شديدة السرية ونقل المعلومات كانت القوات العراقية قد شارفت على دخول حي الميادين الذي كنت أسكنه وبالفعل بمجرد أن دبت الفوضى في الحي كان أحد الضابطين قد وصل لمكاني واقتادني إلى مكان آمن"