واعتبرت الكاتبة الصحفية ضحى شمس في مقالها بالمجلة الإلكترونية “أوريان 21” الذي اختارت له عنوان “ابن سلمان وسياسة وضع اليد على الإعلام العربي” أن هذه الإجراءات عززت من السلطة السياسية لمحمد بن سلمان.
إقرأ أيضاً: عن ماذا يبحث بن سلمان في امريكا والعراق؟
وأكدت في البداية أن خروج المالك الحالي (أو ربما السابق) للنسبة الأكبر من أسهم “أم بي سي” محمد إبراهيم من معتقل ريتز كارلتون دون أن يكشف عن تفاصيل تسوية إطلاقه لم يبدد “الهلع المكتوم” للعاملين بهذه المحطة، شأنهم في ذلك شأن العاملين بجريدة “الحياة” السعودية، ناهيك عن عدد من وسائل الإعلام اللبنانية التي كانت تعيش على الإعلانات الخليجية.
واعتبرت الكاتبة أن العاملين في وسائل الإعلام المذكورة بدؤوا يحضرون أنفسهم لما يمكن أن يعتبر كارثة تضاهي “انهيار مرحلة” وتُظهر مدى تحكم الرأسمال لدول مجلس التعاون والنفطي عامة بغالبية وسائل الإعلام العربية.
وذكرت أيضا أن السياسة السعودية الجديدة تقوم على إحلال “المواطنين في دول مجلس التعاون” محل “الأجانب” ليس في وسائل الإعلام لدول مجلس التعاون فحسب، وإنما في وسائل إعلام لبنانية كذلك.
ولفتت إلى تغير آخر في “نمط البرامج غير الفنية” كي تتماشى مع تعزيز “السعودة” و”الشعور الوطني “بغية” إعلاء الثقة بالذات الوطنية وشد العصب الوطني حول حروب ولي العهد من جهة، وإيلاء المواطن والشأن الداخلي الأهمية الأولى في خطاب يتراوح بين (البروباغندا) الصرفة ومقاربة الأوضاع الاجتماعية بحذر شديد” من جهة أخرى.
وفي ذلك كما يرى المقال أنه “انكفاء نحو المحلي بما يبدو أنه تطبيق لخطة مرحلة ما بعد النفط التي عجّل بحلولها مؤشر الميزانية السعودية الذي تقول غارديان البريطانية إنه بلغ ٧٩٩ مليار دولار عام 2017، خصوصا بعد أن طالت حرب محمد بن سلمان على اليمن، وما كلفه شراء الضوء الأخضر من دونالد ترامب (الرئيس الأميركي)”.
سر ذائع
واستطردت الكاتبة استيلاء ابن سلمان عام 2016 على كل من قناة “العربية” وصحيفة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الأزمة الحالية كشفت كذلك “سرا ذائعاً” يتمثل في فضح “حجم التمويل السعودي للإعلام العربي عامة واللبناني خاصة، والذي يعاني معظمه منذ سقوط بعض الأنظمة العربية وانهيار أسعار النفط”.
وتطرقت كذلك لمصير شبكة “روتانا” والصفقة التي أبرمت مع الأمير الوليد بن طلال ومع مجموعة “شويري غروب” التي كانت تستحوذ على قسم كبير من السوق الإعلانية الخليجية، مشيرة إلى أنه في حال سقوط تلك المجموعة من المتوقع أن تتعرض وسائل إعلامية لبنانية مثل “المؤسسة اللبنانية للإرسال” وجريدة “النهار” لانتكاسات كبرى.
وختمت الكاتبة مقالها بالتأكيد على أن “الشيء الوحيد المؤكد هو أن مصير آلاف العاملين اللبنانيين والعرب في مجال الإعلام الذي كانت تموله كليا أو جزئيا دول الخليج (الفارسي)” اًصبح على المحك.
المصدر: وطن سرب