وتولى اثناء وجود الجيش السوري في لبنان ادارة جهاز الامن في كامل منطقة عكار، لكن كان نفوذه يتجاوز منطقة عكار ويمتد الى طرابلس حيث فيها لواء من المخابرات العسكرية السورية ولكن نفوذ اللواء محمد مفلح كان يصل الى طرابلس وزغرتا والبترون، كذلك كانت لديه شبكات في بيروت.
وبعد انسحاب الجيش السوري من لبنان اثر مقتل الرئيس رفيق الحريري عام 2005 تم نقل العميد يومها محمد مفلح الى مركز رئاسة شعبة الامن العسكري في مدينة حماه، وامضى 10 سنوات ونصف هناك وجعل من محافظة حماه مرتعا للامن وللازدهار ولحسن الزراعة ولحماية الصناعة.. واقام افضل العلاقات مع كافة عائلات مدينة حماه، اضافة الى رعايته لكافة قرى محافظة حماه الكبيرة.
ورغم اندلاع الفتنة في سوريا بقي بعد ترقيته اللواء محمد مفلح وهو رئيس شعبة الامن العسكري في حماه محافظا على الهدوء فيها والامن ثابت والمخابرات السورية مسيطرة والجيش يحفظ الامن والاهالي يعيشون في شكل طبيعي.
لكن لاحقا، بدأت المظاهرات في مدينة حماه وكانت المظاهرات مدنية، فقام اللواء محمد مفلح بوضع حد لا تجتازه المظاهرات الشعبية المعارضة للنظام او المطالبة باحداث ديموقراطية واعطاء حريات في سوريا تحت رئاسة الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد.
لكن في آخر تعاون امني بين اللواء محمد مفلح رئيس شعبة الامن العسكري في محافظة حماه وقيادته العليا في شعبة الامن العسكري في دمشق ابلغهم ان المظاهرات ستجتاز الحواجز الموضوعة وتنتشر في كامل حماه عاصمة المحافظة، ويصبح اكثر من مليون متظاهر منتشرين فيما تصبح قوة الجيش والمخابرات ضعيفة بعد انتشارهم واحاطتهم بجهاز المخابرات والجيش السوري.
وفي احد ايام الجمعة، من ايام جمعة الغضب التي يسمّونها او جمعة المطالب الديموقراطية، حصلت مظاهرة في مدينة حماه وكانت شعبية في شكل كبير ووصلت الى الحواجز وارادت اجتيازها، فأطلقت عناصر من الجيش السوري وعناصر من اجهزة المخابرات النار في اتجاه المتظاهرين كذلك استعمل بعض المتظاهرون اسلحة ضد الجيش والمخابرات وكانت اسلحتهم غير ظاهرة في اول المظاهرة بل كانوا في صفوف خلفية، وسقط نتيجة ذلك 63 مواطنا سوريا شهيدا مدنيا في مدينة حماه، كذلك سقط 9 شهداء من الجيش السوري وتفرقت المظاهرة وفرض اللواء محمد مفلح الامن بالقوة واعلن منع التجول ليلا، واستطاع استعادة قوة الامن في محافظة حماه واعادة الهدوء الى المدينة، ومنع التجمعات والمظاهرات.
لكن بعد ايام، قامت الضجة على اثر مقتل 63 مدنيا كما ذكروا، وصرح السفير الاميركي فورد في دمشق عن مجزرة ضد المدنيين وقام بزيارة مدينة حماه، واثر ذلك صدر قرار عن رئاسة اركان الجيش العربي السوري ورئاسة شعبة الامن العسكري العليا للجيش السوري باقالة اللواء محمد مفلح من مركزه كرئيس لشعبة الامن العسكري والمخابرات في محافظة حماه، والتحقيق معه داخل شعبة الامن العسكري العليا في دمشق.
لكن ضباط القيادة في الامن العسكري وقيادة الجيش كانوا متعاطفين مع اللواء محمد مفلح وانه ضابط مسؤول ونفذ الاوامر كما تلقاها، اذ ان هنالك برقية تقول جوابا على سؤال من اللواء محمد مفلح ماذا علينا ان نفعل اذا اجتازت المظاهرات المدنية الحواجز وانتشرت في كامل العاصمة ولم يعد احد يستطيع السيطرة عليها. فجاءت برقية خطية من دمشق من القيادة: «عليك باستعمال القوة».
اثر هذه البرقية الخطية نفذ اللواء محمد مفلح اوامر القيادة العليا في شعبة الامن العسكري في دمشق ورئاسة اركان الجيش السوري وتوجيهات الرئيس السوري بشار الاسد، وادى ذلك الى استشهاد 63 مواطنا مدنيا برصاص المخابرات والجيش السوري و9 جنود شهداء من الجيش السوري برصاص اطلقه مسلحون مجهولون كانوا ضمن المظاهرة في اتجاه الجيش السوري النظامي.
وشنت صحيفة الوطن السورية القريبة من القصر الجمهوري والقريبة من مراكز القرار في سوريا حملة كذلك نشرت وكالة سانا الرسمية حملة والحملات تقول بأن اللواء محمد مفلح استثمر اراض زراعية في محافظة حماه وكان فاسداً وظهر ذلك في الاعلام اللبناني والسوري والعربي وعلى شاشات التلفزة.
وتدخل بقوة العماد آصف شوكت ليشرح للقيادة وللجميع ان اللواء محمد مفلح لم يقم لا بخيانة ولا بفساد بل نفذ الامر وفق البرقية الخطية التي وصلت اليه.
كما قام 3 كبار ضباط برتبة عماد بالتحدث مع رئيس اركان الجيش السوري والرئيس السوري بشار الاسد في شأن اللواء محمد مفلح، واثر ذلك، تم الغاء كل الكلام والحملات التي حصلت ضد اللواء محمد مفلح، وصدر قرار عن رئاسة اركان الجيش السوري ورئاسة شعبة الامن العسكري بتعيين اللواء محمد مفلح رئيسا لشعبة الامن العسكري في اهم محافظة هي محافظة حلب، خاصة وان بمجموعها تقع على الحدود السورية - التركية.
كانت الاوضاع تغلي غليانا في حلب، والمظاهرات المدنية وحتى العسكرية تنتشر في مدينة حلب، عاصمة المحافظة، اضافة الى وجود مسلحين تكفيريين في منطقة اعزاز وفي ريف حلب، وغيرها، ووقع اللواء محمد مفلح في ذات الوضع الذي حصل معه في حماه، وحاول جهده شخصيا قبل ان يتصل بالقيادة للسيطرة على الوضع، لكن في النتيجة مع انتشار اسلحة وجه سؤالا الى القيادة السورية في دمشق، شرح فيه وضع المظاهرات الشعبية كذلك انتشار التظاهرات المسلحة في ريف حلب وانه كجهاز مخابرات امني عسكري والجيش السوري يسيطر على حلب لكن الامور بدأت تجتاز الخط الاحمر، فكيف يتصرف.
وكانت الاجوبة تأتي اليه غير واضحة، منها من يقول باستعمال السلاح في صورة غير مبالغ بها، ومنها من يقول بمحاولة السيطرة على الوضع بالحوار، ومنها من يقول بعدة نقاط الى ان كتب اللواء محمد مفلح تقريره الاخير الى القيادة العليا في شعبة الامن العسكري ورئاسة اركان الجيش السوري، وفي تقريره جاء: ان وضع محافظة حلب خطير جدا، وما لم نقم بعملية عسكرية للجيش السوري ليسيطر على ريف حلب، كذلك ان تقوم مخابرات شعبة الامن العسكري بالسيطرة على الخلايا التكفيرية في حلب فان الوضع خطير وقد تسقط محافظة حلب ومدينة حلب.
وانتظر اللواء محمد مفلح جوابا على رسالته، وكان الوضع يتدهور بازدياد في محافظة حلب عسكريا وامنيا، وتفجيرات سيارات وغيرها. ومن اجل عدم السقوط في أيدي التكفيريين وان يتم اسر اللواء محمد مفلح في يد المنظمات التكفيرية كذلك كل العناصر من المخابرات العسكرية التابعة له، كذلك من اجل عدم اسقاط الجيش السوري تحت ضربات التكفيريين ارسل النداء الاخير يقول فيه «ردوا بسرعة اعطاء الاوامر». ولم تأت الاوامر.
عندها غادر رئاسة فرع الامن العسكري بعد ان استدعى العميد المساعد له وسلمه رئاسة الفرع وانتقل الى تركيا ومن تركيا انتقل الى جهة اخرى غير محددة ولم يصدر عنه اي كلمة ضد النظام ولم يصدر عنه اي كلمة حول اوضاع سوريا ولم ينتسب الى المعارضة السورية، كذلك لم يعلن اي انشقاق او معارضة او موالاة او غير ذلك، بل التزم بالانضباط العسكري بالصمت الكامل والابتعاد عن الفتنة وعدم القبول باجراء اتصالات مع قيادة المعارضة السورية الموجودة في تركيا.
واما الان، وحتى الان، لم تصدر كلمة عن اللواء محمد مفلح رئيس فرع شعبة الامن العسكري في مدينة حلب، ولا موقف ولا احد يعرف مكانه.
اما ضباط في الجيش السوري فقالوا انه قبض 5 ملايين دولار وباع الاسرار العسكرية لمحافظة حلب الى المعارضة التكفيرية، واخرون قالوا انه شهم وشريف وشجاع ويمثل مثال الضابط السوري خاصة في الامن ويعرف حدوده واحترام نفسه وعدم الوقوع في دائرة الاخطاء دون ان يتحمل احد معه المسؤولية. بل تركه وشنت حملات انه فاسد وانه خائن وانه كان يستثمر اراض زراعية في محافظة حماه.
من يدري قد يظهر اسم اللواء محمد مفلح في مكان ما من العالم، وقد يكون احد اعضاء الهيئة الانتقالية او مسؤول في المرحلة الانتقالية لسوريا الجديدة، بعد وضع دستور جديد لها، او انه ذهب مع عائلته وبدأ عملا جديدا وسافر الى كندا على ما ذكرت اشاعات انه هاجر مع عائلته الى كندا.
المصدر: الديار
101/23