دفن في البقيع الغرقد عدد من كبار المسلمين وشخصياتهم التاريخية والدينية والسياسية وعلى رأسهم أربعة من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) مضافاً إلى بعض أولاد النبي (ص) وزوجاته وخيرة أصحابه، وقيل إن عشرة آلاف صحابي دفنوا فيه. ومن المحتمل أن يكون في البقيع قبر الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) التي دفنت ليلاً وعفي موضع قبرها. وكذلك يحتمل أن يكون في البقيع قبر محسن السقط إبن علي بن أبي طالب(ع) حيث قتل وهو جنين في بطن أمه فاطمة الزهراء(عليها السلام).
بعض المدفونين في البقيع:
الإمام الحسن المجتبى(ع)، الإمام زين العابدين(ع)،الإمام محمد الباقر(ع)، الإمام جعفر الصادق(ع)،إبراهيم إبن رسول الله(ص)، العباس بن عبد المطلب عم رسول الله (ص)، محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب(ع)، الحسن بن الحسن(ع)،عقيل بن أبي طالب أخو أمير المؤمنين(ع)، عبد الله بن جعفر بن أبي طالب(ع)، إسماعيل بن الإمام الصادق(ع)، محسن السقط إبن الإمام أمير المؤمنين(ع)على احتمال فإن قبره مجهول، محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب(ع)، الحسين بن علي بن الحسين(ع)، الحسن بن جعفر(ع)، عبد الله من أحفاد الإمام الحسن المجتبى(ع)، محمد النفس الزكية/ على قول، بعض أولاد الإمام السجاد(ع)، بعض أولاد الإمام الباقر(ع)، بعض أولاد الإمام الصادق(ع)، بعض أولاد الإمام الكاظم (ع)، فاطمة بنت أسد والدة الإمام أمير المؤمنين(ع)، فاطمة أم البنين زوجة الإمام أمير المؤمنين(ع)، رقية بنت رسول الله(ص)، زينب بنت رسول الله(ص)، صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله(ص)، عاتكة بنت عبد المطلب عمة رسول الله(ص)، جمانة بنت عبد المطلب عمة رسول الله (ص) / على قول، زينب بنت الإمام أمير المؤمنين(ع)، أم سلمة زوجة رسول الله (ص)، مارية القبطية زوجة رسول الله (ص)، أم حبيبة زوجة رسول الله (ص)، زينب زوجة رسول الله (ص)، صفية زوجة رسول الله (ص)، ميمونة زوجة رسول الله (ص)، ريحانة زوجة رسول الله (ص)، سودة زوجة رسول الله (ص)، جويرية زوجة رسول الله (ص)،عائشة زوجة رسول الله (ص)، حفصة زوجة رسول الله (ص)، حليمة السعدية مرضعة رسول الله (ص)،عثمان بن مظعون، مقداد بن الأسود، جابر بن عبد الله الأنصاري، مالك الأشتر، عبد الله بن مسعود، بعض شهداء أحد، شهداء واقعة الحرة .
وجاء في كتاب المنجد في معالم مكة والمدنية لسماحة السيد سامي خضرة (حفظه الله) ما يلي:
ومِمَّن دُفن في البقيع:
1- عثمان بن مظعون (أوَّل مَـنْ دُفـن فيهـا من المهاجرين) وكان من أوائل مَنْ أسلم، وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة المنوَّرة، وشهد بدراً، وكان شجاعاً مقداماً، عنيداً في نُصرْه الحق، وعُرف بعبادته فكان في النَّهار صوَّاماً، وفي اللَّيل قوَّاماً. ولمَّـا مات قبَّلَهُ رسولُ الله (ص) وبكاه، وعيناه تهرقان، وعندما سُئل: يا رسول الله أين ندفنه؟ قال: بالبقيع. ثم قام بنفسه فَلَحَدَ له... ووضع علامة ً عند قبره، لتكون علامة ً عليه، وليدفن عنده مَنْ يموت من أهله.
وعندما تـُوفِّيَ إبراهيم إبن رسول الله(ص)، قال(ص): "إلـحق بالسلف الصالح عثمان بن مظعون". ثم قال بعد دفنه:"نِعْمَ السَّلفُ لنا هو عثمان بن مظعون".
دفن في أوَّل البقيع حيث بنات رسول الله (ص) مقابل مَنْ يدخل من الباب ويمشي مستقيماً،(حوالي 25 متراً) وغير صحيح ما يُقال إنَّه في آخر البقيع، فذاك قبر عثمان بن عفَّان.
2- عمَّتا النَّبي (ص) صفيَّة وعاتكة: قبرهما على يسار الداخل، لمسافة 15 متراً تقريباً من الباب الرئيسي، ويُسمَّى "بقيع العمَّات" والمكان معروفٌ ومقصود.
أمَّا صفيَّة، فهي بنت عبد المطَّلب، وكانت شجاعةٌ وصاحبةَ شهامة، ففي أيام معركة الأحزاب دخل أحدُ يهود بني قُريظة مُتجسساً على نساء المسلمين، فطلبت من حسّان بن ثابت أن يقتله، فخاف، فتصدَّت لليهودي بنفسها حتى قتلَتْه.
وأمّا عاتكة، أختُ صفيَّة فدفنت بجوارها.... وقيل إنَّ هناك أيضاً، العمة الثالثة لرسول الله (ص) جمانة بنت عبد المطَّلب.
3- إبراهيم بن رسول الله (ص): وهو ابن ماريا القبطيَّة وُلد في السَّنة السابعة للهجرة، ومات وله من العمر حوالي سنة ونصف، وأمر رسول الله أن يُدفن بالبقيع عند عثمان بن مظعون، فرغب النَّاس في البقيع.
4- بنات[ربائب] رسول الله (ص): وهُنَّ زينب ورُقيَّة وأم كلثوم، وقبورهن متجاورات... ولما ماتت رُقيَّة، قال النَّبي (ص): وبكت السيدة الزهراء (ع) على شفير القبر، فأخذ النَّبي (ص): يمسح الدموع عن عينيها بطرف ثوبه.أمَّا أُمُّ كلثوم فقد غَسَلَتْها أسماء بنت عُميس، ودُفنت بجوار أختها رُقيَّة، وقام بدفنها علي (ع) والفضل بن العباس.
5- فاطمة بنت أسد (والدة علي بن أبي طالب(ع)): وهي الحاضنة والراعية والمربِّيةُ لرسول الله (ص).
وهاجرت مع ابنها أمير المؤمنين(ع) إلى المدينة المنوَّرة، حيث قضت آخر أيام حياتها، فلمَّا ماتت وحُفر قبرُها، لحد لها رسول الله (ص) لحداً، ونزل فيه قارئاً للقرآن، وكفَّنها(ص) بقميصه المبارك، وصلَّى عليها عند قبرها، وقال:" ما أعفِيَ أحدٌ من ضغطة القبر إلاَّ فاطمة بنت أسد". وتكفي أفعالُ رسول الله (ص) معها لمعرفِة عظيم شأنها.
ورُوي أنَّه عندما أُخبر بوفاتها، قال لجلسائه: " قوموا بنا إلى أُمي" فلمَّا وصل المنزل نزع قميصه وأمر به تحت أكفانها، وحمل نعشها مرّات، وتمعَّك في قبرها، فلمَّا دُفنت قال: " جزاكِ الله من أمٍ وربيبة خيراً، فَنِعْمَ الأُمُّ، ونِعْمَ الربيبة كنتِ لي".
وعندما سُئل عن سبب تكفينها بقميصه، وتمعُّكِهِ في لحدها، ولم يفعل ذلك لأحدٍ من قبلها، قال: "أمَّا قميصي فأردتُ لألاَّ تمسَّها النَّارُ أبداً إن شاء الله، وأمَّا تمعُّكي في اللَّحْد فأردتُ أن يُسِّعَ اللهُ عليها قبرها".
قبرها في البقيع قرب قبور الأئمة الأربعة (ع) وإلى جوار قبر العباس بن عبد المطَّلب. (قبورهم جميعاً في جهة الجنوب مع ميل للشرق بسيط، تقع عينُ الداخل عليهم مباشرةً).
6- العبَّاس بن عبد المطَّلب: عمُّ النَّبي (ص) ومن وجهاء مكة وأشرافها، جاهر بإسلامه، ودافع عن النَّبي (ص) بشدَّة.كان مُحباً لأمير المؤمنين (ع) (ابن أخيه) وتُوفِّي سنة 33 للهجرة، وقبره معروف في البقيع، قرب قبور الأئمة(ع).
7- الحسن بن علي بن أبي طالب (ع): إمام المسلمين بعد أبيه أمير المؤمنين(ع) وسبط رسول الله (ص) وحبيبه كما صرَّح ذلك مراراً ومتواتراً عند سائر المسلمين، وهو الذي سمَّاه الذي لم يكن معروفاً من قبل.
وكان أشبه الخَلْق والخُلُق برسول الله (ص). شارك في أشرس المعارك وأشدِّها إلى جانب أبيه (ع): في الجمل وصفين والنهروان، صيانة للإسلام عن الانحراف والبِدْعة.كانت أُمْنيَتُهُ أن يُدفن إلى جانب جدِّه خاتم أنبياه الله (ص)، فأوصى بذلك،.... لكنَّ الذين خطَّطوا لقتله(ع) منعوا ذلك بقوَّة السلاح، فنُقل إلى البقيع، ودُفن إلى جانب جدَّته لأبيه، فاطمة بنت أسد، رضوان الله عليها، في مقابر بني هاشم.
(بعد 25 متراً للداخل من باب البقيع، مع تمايل بسيط إلى جهة اليمين).
8- عليُّ بن الحسين زين العابدين(ع): إبن الحسين إبن علي بن أبي طالب إمام المسلمين بالحقِّ في عهد يزيد، وابنه معاوية، ومروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك.دُفن في البقيع مع عمِّه الحسن قرب قبر العباس بن عبد المطَّلب.
9- محمّد بن علي الباقر (ع): إمام المسلمين في عصره، أمُّهُ فاطمة بنت الحسن بن علي، كنيتُهُ أبو جعفر.عاصر عهود عدّة ملوك، من بينهم عمر بن عبد العزيز. دُفن في البقيع مع أبيه وعمِّه.
11-جعفر بن محمد الصادق(ع): إمام المسلمين، عاصر عدّة ملوك من بينهم السَّفَّاح، أُمُّهُ فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر. وكانت على هذه القبور قِبابٌ معروفة ومشهورة منذ قديم الزمان، تحدَّث عنها ابنُ جُبير وابنُ بطوطة بالتفصيل، رِفْعت باشا في مرآة الحرمين.... لكنَّ هذه القباب نُسفت عن بِكْرة أبيها، ولم يبق منها شيءٌ، منذ خمس وسبعين عاماً تقريباً، من كتابة هذه السطور، وتحديداً بعد عيد الفطر المبارك، في 8 شوال 1344 للهجرة. ولم يُراع في ذلك عهدٌ ولا ذِمَّة... في الوقت الذي يُحافَظُ فيه على آثار الفراعنة والفينيقيين وعُبَّادِ الأصنام لمجرَّد دعوى الهويَّة أو شبهة الانتساب لهم!!!
12- زوجات النَّبي(ص): إلاَّ خديجة فقبرها بمكة، وميمونة قبرها في سَرِف، حيث تزوَّجت وماتت هناك(على بعد 10كلم من مكة).وقبور زوجات النَّبي(ص): متجاورة مع بعضها وتقع بالقرب من قبور بنات رسول الله (ص) قرب قبر عقيل بن أبي طالب، وكانت داره هناك.
(على خط شبه مستقيم للداخل من باب البقيع لمسافة 25متراً تقريباً). وقبرو زوجات النَّبي(ص) هناك: صفيَّة، أم حبيبة، جويريَّة، أم سلمة، زينب، الهلالية، حفصة، سودة، عائشة.
13-أُمُّ البنين، زوجة أمير المؤمنين(ع): وهي والدة أبي الفضل العبَّاس، عُرفت بإخلاصها وورعها وحنانها، فهي التي قدَّمت أولادها الأربعة دفاعاً عن أبي عبد الله الحسين(ع) في كربلاء، وكانت راضيةً مُحتْسبةً.
وعندما جاء مَنْ يُخْبرها بما حصل في كربلاء، سألت عن الحسين(ع) قبل أن تسأل عن أولادها.... فأخبرها عنهم أولا ً فتحاملت على نفسها، فما ذكر الحسين (ع) وما جرى معه، سقط حفيدها من إبنها العباس عن كتفها. وهي التي طلبت من زوجها أمير المؤمنين(ع) أن لا يُناديها باسمها (كان اسمها فاطمة) حتى لا يتأذَّى الحسن والحسين. وكان حنانها عليهما معروفاً. دُفنت في بقيع العمَّات، رضوان الله عليها.
14- عقيل بن أبي طالب: وهو أحد إخوة أمير المؤمنين وكان يكبره بعشرين عاماً، وكان يُحبُّه رسول الله(ص) حبّاً مُميَّزاً كرامة له ولأبيه(كان يُحبُّهُ النَّبيُّ حُبَّيْن). كانت داره في وسط البقيع، فلما تُوفِّيَ دُفن فيها، وبعد ذلك دُفن أكثر بني هاشم بجواره.(للداخل من الباب الرئيسي، يمشي مستقيماً مسافة 25متراً تقريباً...). وكانت تعلو قبره قبة ٌ كبيرة، وهُدمت في هذا القرن!
الطيَّارة، الذي جعل الله تعالى له جناحين يطير بهما في الجنَّة.وهو زوج زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين(ع)، ورفيقة الحسين في كربلاء، وأُّم عددٍ من الشهداءِ فيها. كان مشهوراً بكرمه وجوده وقضائه لحوائج النَّاس. دُفن في البقيع بجوار عمِّه عقيل.
15-محمد بن زيد: وهو حفيد الإمام زين العابدين(ع)، دُفن بجوار عقيل بن أبي طالب.
16- حليمة السَّعديَّة: مُرضِعة النَّبي(ص)، دُفنت في آخر البقيع، باتِّجاه شمالِ شرق، قبرها معروف، وكانت تعلوه قبة ٌ كبيرة، وهُدمت من جملة ما هُـدم. وكان النَّبي (ص) يزور قبرها مراراً، هلي أُمُّهُ بالرَّضاعة.
17-اسماعيل بن الإمام الصادق(ع): وهو ولده الأكبر، دُفن بجوار شهداء أُحد وشهداء الحرَّة (إليه ينتسب أهلُ الفرقة الاسماعيليَّة).
18- أبو سعيد الخُدري: من أجلاَّء الصحابة، بقيَ مُخْلصاً لأمير المؤمنين(ع) ومُوالياً له، تُوفِّيَ بالمدينة ودُفن بالبقيع، جهة قبر السيدة حليمة السعدية (أقصى البقيع باتِّجاه شمال شرق، بتياسر بسيط للداخل من الباب، ثم يَلِجُ مستقيماً إلى آخر المقبرة).
19- عبد الله بن مسعود: من كبار صحابة رسول الله (ص) ومن محبِّي علي(ع)، كان من أكبر وأشهر قُرَّاء القرآن، وكان فقيهاً وقاضياً ومن أهل الاستشارة والنَّصيحة. قبره قرب قبر عثمان بن مظعون.
20- شهداء أُحُد: حيث سقط في هذه المعركة للمسلمين 70شهيداً، من جملتهم حمزة بن عبد المطَّلب عمُّ النَّبي(ص)... ونُقل الجرحى إلى المدينة المنوَّرة وكانت جراحات بعضهم بليغةً، أدَّت إلى وفاتهم فيما بعد، فدُفِنوا في البقيع. مكانهم معروف ويُحيط بهم جدار بارتفاع حوالي المتر.
21- شهداء الحرَّة: الحرَّة اسم مكان في المدينة المنوَّرة حيث نزل جيشُ يزيد بن معاوية الآتي لمحاربة أهل المدينة لأنَّهم رفضوا مبايعته، فقاتلهم قتالاً شنيعاً، وفعل أفعالاً مهولة:
- قتل 7000 من المهاجرين والأنصار، من الصحابة والتابيعن والحُفَّاظ... من الهاشميين وغيرهم.
- استباح المدينة، ونهب الأموال، وأخذ أهلها عبيداً له... وهم الذين نصروا الإسلام وقامت دولتُهُ عندهم.
ويزيد نفسه هو الذي رمى الكعبة الشريفة بالمنجنيق! دُفن الكثير من شهداء الحرَّة في البقيع بجوار شهداء أُحُد، وحولهم جدارٌ يُحيط بهم.
22- ومِمَّنْ دُفن في البقيع: محمد بن الحنفيَّة بن علي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، وبعض أولاد أو أحفاد الأئمة السَّجَّاد والباقر والصادق والكاظم(ع) والمقداد، ومالك الأشتر، وزيد بن الأرقم، وحميدة ورُقيَّة زوجتا مسلم بن عقيل وأخيه عبد الرحمن، الحسن المثَّنى، جابر بن عبد الله الأنصاري، حسان بن ثابت، جعفر بن الحسن(ع) سهل بن سعد الساعدي، الأرقم بن أبي الأرقم، أُسامة بن زيد،....
المصدر: حوزة الهدى للدراسات الإسلامية