محمد علي آذرشب
1- الشعبية: فقد شملت كل فئات الشعب الإيراني.
2- الرسالية: لم تكن مطالب الثورة محدودة بإصلاحات محدودة في مجال الحكم أو الاقتصاد أو السياسة، بل كانت ثورة أطاحت بكل النظام القائم، وأقامت مكانه نظاماً مختلفاً يتبنى أهدافاً رسالية منبثقة من عمقه الحضاري في جميع المجالات.
3- السلمية: وهي ظاهرة لفتت أنظار كل المراقبين آنذاك، فرغم جماهيرية الثورة، ورغم ما واجهته المسيرات السلمية من هجوم عسكري شرس سقط فيه مئات القتلى، لكن الجماهير حافظت على انضباطها بصورة عامة، والتزمت بأوامر الإمام الخميني في نثر الزهور على الجيش مقابل إطلاق الرصاص.
4- سرعة إقامة دولة المؤسسات: ما إن سقط نظام الشاه حتى جدّت القيادة في إجراء استفتاءات وانتخابات شعبية متوالية لإنتخاب نوع النظام، ومجلس خبراء الدستور وإقرار الدستور ومجلس الشورى وانتخاب رئيس الجمهورية، وبناء الدولة القائمة على أساس المؤسسات الشعبية والرسمية، في سرعة لا نظير لها في التحولات الثورية العالمية.
أمَّا أهداف الثورة فلخصتها الجماهير عبر مسيراتها بشعار: استقلال ـ حرية ـ الجمهورية الإسلامية. فالاستقلال يُعبِّر عن الرغبة في التحرر من السيطرة الأجنبية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية، والحرية كانت المطالبة بها بدافع التخلص من الموانع التي تحول دون طموح الشعب في الانتماء الحضاري، وفي الالتزام بما يؤمن به في مختلف جوانب الحياة، والجمهورية الإسلامية تعبير عن الإرادة الشعبية في إقامة نظام يجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين الجذور الحضارية وواقع الحياة المتطورة.
وتبلورت هذه الإرادة في دستور الجمهورية الإسلامية الذي تمت المصادقة عليه في إستفتاء في سنة 1979م، والذي يؤكِّد إنتماء إيران الإسلامي وتضامنها مع الشعوب الإسلامية، والسعي لتحقيق وحدتها وأهمية تدريس اللغة العربية، بوصفها لغة القرآن والعلوم والمعارف الإسلامية.
التغييرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية
مع كل ما واجهته الثورة من تحديات داخلية وخارجية ضخمة منذ اللحظات الأولى لقيامها وبعد انتصارها وإقامة دولتها، فإنها حققت على كافة الأصعدة تحولات نوعية عميقة مؤثرة. في المجال السياسي، نجحت في تخليص إيران من دائرة النفوذ الأمريكي والصهيوني، كما أنَّها صارت من دول عدم الانحياز، ومن المهتمين بإقامة علاقات تعاون مع البلدان العربية والإسلامية، ومن المدافعين عن حقوق الشعوب المناضلة والمستضعفة في العالم.
وفي المجال الاجتماعي، عملت الثورة على إقامة نظام اجتماعي يصون حقوق المرأة ويفسح لها في المجال للمساهمة في جميع المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ويحافظ على عزّة الإنسان وكرامته.
وفي الحقل الاقتصادي، سعت للقضاء على كل استغلال للإنسان، وإلى توزيع الثروة بشكل عادل، وإتاحة الفرص المتكافئة لجميع المواطنين، وتشجيع الطاقات الخلاقة للإبداع والابتكار.
المصدر:شبكة المعارف الإسلامية