"وكالةُ أنباءِ آسيا"، رصدت ردّ فعلِ الناشطينَ، وكتبَ أحدهم بأن "الردَّ السوريّ ردُ كرامةِ العربِ جميعاً"، وذكرَ آخر بأنَّ "إسقاطَ الطائرةِ الإسرائيليّة أكّدَ أنَّ الردَّ السوريّ لنْ ينتظرَ بعد الآن الزمان والمكان المناسبينِ وإنّما سيكونُ مباشراً كما حدثَ اليوم".
ورأى عددٌ من الناشطينَ أنَّ "إسقاطَ الطائرةِ مدعاةٌ للفخرِ؛ لأنّه أسقطَ وهماً وجبلاً من الافتراءاتِ والأكاذيبِ، بضربةٍ واحدةٍ، الجيشُ أسقطَ كلّ ذلك"، وكتبَ آخرون بأنّهم "ذاهبونَ للتسوّقِ في وقتٍ ينزلُ الصهاينةُ إلى الملاجئ".
ولفتَ ناشطٌ آخر إلى أنَّ فرحةَ السوريّينَ كبيرةٌ بهذا الشكلِ؛ لأنَّ "الدفاعاتِ الجويّة أسقطت الطائرةَ قبل صدورِ بيانِ حقِّ الردّ" في إشارةٍ إلى بياناتٍ سابقةٍ كانت تُصدرُها قيادةُ الجيشِ السوريّ عقبَ كلِّ عدوانٍ إسرائيليٍّ تحتفظُ فيه بحقِّ الردِّ في الزمانِ والمكانِ المناسبين" بحسبِ ما تقولُ في كلِّ بيان.
وسَخِرَت ناشطةٌ من الحكومةِ الإسرائيليّةُ بالقولِ "إسرائيلُ تبعثُ برسائلَ متطابقةٍ إلى روسيا وأمريكا تطالبُ بـ إيقافِ تصعيدِ الوضعِ في المنطقة"، مُشيرةً إلى أنَّ "سوريّةَ لنْ تُرسلَ اليوم رسائلَ مُتطابِقة إلى مجلسِ الأمنِ لتطالبَ بردعِ إسرائيلَ وإنّما رجالُ الجيشِ هُم مَنْ ردّوا عليها مباشرةً"، بحسبِ قولِ الناشطة.
إلّا أنَّ فرحةَ أحد محامي سورية اختلفت بعضَ الشيء عن آخرينَ لأنّه أعلنَ عن عزمِهِ تقديم مكافأةٍ ماليّةٍ قدرها نصف مليون ليرة سوريّة للجنديّ السوريّ الذي أسقطَ الطائرةَ الإسرائيليّة، في حين ذكرَ ناشطونَ أنَّ عدداً كبيراً من المواطنينَ يقومونَ بتوزيعِ الحلوى في شوارعِ البلاد تعبيراً عن سعادتِهم بإهانةِ العدوّ الصهيونيّ.
في المقابلِ رأى ناشطونَ سوريّونَ معارضونَ أنَّ "الغرضَ من إسقاطِ الطائرةِ هو إعادةُ حلفِ المقاومةِ إلى الواجهةِ بعملِ ضجّةٍ إعلاميّةٍ للضحكِ على العرب، عبرَ هذه المسرحيّة"، بحسبِ تعبيرهم.
من جانبهِ قال الخبيرُ العسكريُّ والإستراتيجيّ حسن حسن في تصريحٍ خاصٍّ لـ آسيا، إنَّ الردَّ السوريّ يفتحُ صفحةً جديدةً في صفحاتِ مواجهةِ المشروعِ الصهيوأمريكي في المنطقة.
وأضافَ حسن، أنَّ سوريّةَ اليوم فرضت معادلةً إستراتيجيّةً جديدةً في الصراعِ مع العدوّ، مُشيراً إلى أنَّ الصفحةَ الأخيرةَ من الحربِ تلوحُ أمامَ السوريّينَ مع هذا التغيّر الجوهريّ في تاريخِ المنطقةِ بالكامل.
وبيّن الخبيرُ العسكريُّ أنَّ إسقاطَ الجيشِ السوريّ للطائرةِ الإسرائيليّة يُؤكّدُ ثلاث نقاط، أوّلها يقظةُ الجيشِ على مدارِ الساعة، بالإضافةِ إلى أنَّ هذا الردَّ يُؤكّدُ على استعادةِ عافية منظومة الدفاعِ الجويِّ السوريّ والقدرة على التعاملِ مع أيِّ عدوانٍ بما يتناسب، في حين أنَّ النقطة الثالثة هي إرادةُ التصدّي لأيِّ عدوانٍ بصرفِ النظرِ عن التداعيات".