وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن الولايات المتحدة الأمريكية تحارب في آخر مرحلة أخطر صراع على مر التاريخ. ومؤخرا، استهدفت القوات الجوية الأمريكية مواقع تابعة للحكومة السورية. لذلك، يمكن الجزم أن سوريا تحولت من مجرد ساحة حرب أهلية إلى ميدان حرب بالوكالة. وعموما، لا تزال سوريا منقسمة إلى عدة أجزاء حيث تخضع كل منطقة لسيطرة قوى إقليمية معينة.
وذكرت الصحيفة أنه خلال سنة 2016، شهدت الساحة السورية تغييرات في موازين القوى، إذ يعزى ذلك إلى عاملين مهمين أولهما انهيار تنظيم "داعش" وفقدانه السيطرة على أهم معاقله، الأمر الذي دفع بالعديد من الأطراف الفاعلة في الصراع إلى تغيير أولوياتهم.
أما العامل الثاني، فيتمثل في تعزيز النفوذ الشيعي في المنطقة وذلك من خلال بروز تحالف جديد بين إيران وروسيا وسوريا. في المقابل، تحظى المعارضة بدعم من قبل المملكة السعودية وقطر وتركيا.
في الوقت الراهن، تخوض تركيا صراعا داميا مع المسلحين الأكراد تهدف من ورائه إلى القضاء على عدوها اللدود نظرا لأن القيادة التركية لن تسمح بإقامة دولة كردية مستقلة، كما أنها لا تقبل بوجود عناصر كردية مسلحة على حدودها الجنوبية. وحاليا، تعتبر الغوطة الشرقية ودير الزور ووادي نهر الفرات وإدلب ومقاطعتها الشرقية، وحماة وعفرين من أهم مناطق التصعيد.
وبينت الصحيفة أن منطقة الغوطة الشرقية عادت من جديد إلى واجهة الأحداث مجددا. فبعد فترة الهدوء النسبي الذي عاشته المنطقة، عرفت قرى وبلدات الغوطة الشرقية مواجهات مسلحة بين الجيش السوري وفصائل المعارضة المسلحة. ومنذ سنة 2012، أصبحت الغوطة الشرقية معقلا للمعارضة المسلحة، بالتالي خرجت عن سيطرة الحكومة منذ ذلك الوقت كما أنها تعرضت إلى حصار محكم من قبل الجيش.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد انسحاب تنظيم "داعش" من دير الزور والرقة إلى جنوب البلاد، اتخذ التنظيم من المنطقة الواقعة جنوب نهر الفرات معقلا له، فيما لا تزال كل من قوات الجيش السوري وحلفائه تقاتل تنظيم "داعش". إلى جانب ذلك، يسعى الجيش السوري إلى استعادة السيطرة على آبار النفط التي كانت تحت سيطرة تنظيم "داعش".
وفي 8 من شباط/ فبراير، قصفت طائرات أمريكية مواقع تابعة لسوريا ردا على سلسلة من الهجمات التي تعرضت لها قوات سوريا الديمقراطية من قبل القوات الجوية السورية، حسب زعم الأمريكان.
وتطرقت الصحيفة إلى انتصار الجيش السوري على المعارضة الارهابية المسلحة خلال سنة 2016.
وخلال سنة 2017، كسر الجيش السوري وحلفائه الحصار على عدة مناطق ليصب تركيزه من أجل استعادة منطقة إدلب التي تعد من أهم المدن في سوريا.
واعتبر العديد من المراقبين أن هذه الخطوة التي قام بها الجيش تعد خطة إستراتيجية هامة ستساعده من أجل استرجاع المدينة من قبضة المعارضة. ونتيجة لذلك، أي منذ مطلع 2018 بدأ المحور السوري الروسي الإيراني بشن هجماته وقصف المسلحين من الجهة الشرقية للمحافظة لاستعادة آخر معقل للمعارضة.
وذكرت الصحيفة أن مدينة حماة تعتبر آخر معقل لتنظيم "داعش" الذي يضم القياديين المقربين من أبي بكر البغدادي. وبالتزامن مع الهجوم الذي يشنه الجيش السوري لمدينة إدلب، استهدف الجيش السوري ايضا عدة مواقع تابعة لتنظيم "داعش" شمال مدينة حماة. ومن المتوقع ألا تجد قوات الجيش السوري وحلفائه صعوبة في استرجاع المدينة مقارنة مع مدينة إدلب، ويعزى ذلك لتواجد عدة فصائل موالية للحكومة بالقرب من محافظة حماة.
وأضافت الصحيفة أنه في الخامس من كانون الثاني/ يناير، شنت القوات التركية هجوما ضد الأكراد في منطقة عفرين. ومن جهتها، قصفت وحدات النقل البري وطائرات مقاتلة تابع لتركيا الأكراد في عفرين الذين يعدون أهم حليف للولايات المتحدة في "حربها" على "داعش" الدولة. وعموما، لن تسمح أنقرة بإقامة دولة كردية مستقلة بالقرب من حدودها الجنوبية. والجدير بالذكر أن تركيا شنت في آب/ أغسطس سنة 2016، "عملية درع نهر الفرات" بهدف إبعاد الأكراد من المنطقة.
وأكدت الصحيفة أن الحرب على سوريا أخذت منحى جديدا في الصراع حيث أضحت ساحة للقتال ولتصفية الحسابات بين عدة قوى إقليمية.
عربي 21