وفازت كرمان، وهي عضو بحزب الإصلاح الإسلامي، وحائزة على جائزة نوبل في عام 2011، بعدما اعتصمت في خيمة لعدة شهور، خلال احتجاجات مؤيدة للديمقراطية، أفضت في النهاية إلى تنحي علي عبد الله صالح.
وقالت كرمان لرويترز، في مقابلة عبر الهاتف من اسطنبول، حيث تقيم، "الاحتلال السعودي الإماراتي لليمن واضح للعيان.. لقد غدروا باليمنيين و خانوهم".
وأضافت كرمان: "اتضح أن التحالف يكذب ويمارس الخداع، ويعمل على تنفيذ أجندة خاصة به لا علاقة لها بقرارات مجلس الأمن، بل تتعارض معها".
وأفادت كرمان أن الرئيس اليمني المستقيل ، عبدربه منصور هادي، ومسؤولين آخرين كبار، محتجزون رهن "الإقامة الجبرية" في الرياض، وأنهم ممنوعون من ممارسة مهامهم في الحكم من أجل الحفاظ على النفوذ السعودي والإماراتي.
وقالت: "هناك عدوان آخر تقوم به الإمارات في اليمن، هل تريدون معرفته؟ حسنا، لقد قامت الإمارات ببناء سجون خاصة تمارس فيها التعذيب والتنكيل بمعارضيها. الإمارات إلى جانب ذلك تحتل الجزر والموانئ والمطارات في المناطق المحررة، وترفض تسليمها لسلطة الرئيس هادي".
ولم يرد مسؤولون من السعودية ومن الإمارات على طلبات للتعليق، ورفض مسؤول في الحكومة اليمنية كلام كرمان.
وقال المسؤول: "هذه السيدة، وللأسف، لم تعد تعي ما تقوله. الرئيس هادي ليس قيد الإقامة الجبرية، وبوسعه السفر إلى حيث شاء… ويوجد تنسيق كامل بين الحكومة والتحالف".
ودمر تحالف العدوان اليمن ومنشآته وقتل آلاف الاطفال والنساء والمدنيين اليمنيين بغاراته اليومية على البلاد، وشرد الملايين وهو يقيم حصارا بريا وبحريا وجويا أدى الى انتشار الاوبئة في اليمن وموت آلاف الاطفال وكبار السن بسبب نقص الغذاء والدواء، لكن التحالف يفسر عدوانه وجرائمه بأنه "شن الحملة بناء على طلب هادي، وإنه يهدف إلى إعادته إلى الحكم، والحفاظ على مستقبل اليمن كبلد موحد، وفقا لقرارات الأمم المتحدة"، على حد زعمه.
وأكدت كرمان إن السعودية والإمارات تسعيان للوقوف أمام حركة التاريخ بشأن التقدم السياسي في اليمن وغيره.
وقالت: "هم (السعوديون والإماراتيون) يعتبرون "الربيع العربي" عدوهم الأول، وهذا خطأ استراتيجي يقعون فيه… لذا أدعو الدولتين إلى أن تتصالحا مع الربيع العربي.. لا أن تتصادما معه؛ لأن المستقبل هو مستقبل التغيير، وعجلة التاريخ لا تعود للوراء".
وأفادت: "سيرحلون وتبقى اليمن.. سنحرر بلدنا منهم جميعا " و أضافت "سنقيم دولة الحرية والعدالة والديمقراطية والقانون.. هذا قدرنا ووعدنا وميعادنا" حسب قولها .
وكانت كرمان مسؤولة كبيرة في حزب الإصلاح، الذي يعدّ فرع الإخوان في اليمن، إلى أن انفصلت علنا عن التحالف في خطاب يوم الجمعة، أدى إلى تجميد عضويتها.
وتساءلت كرمان قائلة: "من يجمد من؟ …الغالبية الساحقة من شعبنا يوافقونني الرأي".
وقالت كرمان: "مشكلة السعودية والإمارات ليست مع الإسلام السياسي فقط، بل مع مطالب التغيير وكل من يحملها، سواء كانوا من الإسلام السياسي أو التيارات القومية أو الليبراليين أو حتى المستقلين… مشكلتهم مع المطالبين بالمساواة ودولة الحرية والعدالة والديمقراطية".
ومن المفارقة أن حزب الإصلاح اليمني هو الحليف الرئيسي لتحالف العدوان الذي تقوده السعودية في اليمن.
وأقامت كرمان في السنوات القليلة الماضية في قطر، ثم انتقلت إلى تركيا، ما أثار غضب الرياض وأبو ظبي.
واتهمها منتقدوها على مدى سنوات بأنها تنفذ سياسات مضيفيها، خاصة بعدما منحتها تركيا الجنسية، رغم أنها تؤكد أنها "مواطنة يمنية حرة".
وفرضت السعودية والإمارات ومصر والبحرين قيودا على السفر والتجارة مع الدوحة في يونيو/ حزيران، قائلة إن الحكومة القطرية ساعدت الإرهاب، وسعت للتقرب من إيران، لكن قطر نفت ذلك.
وقالت كرمان: "موقفهم من قطر وتركيا ومحاربتهم لهما امتداد لموقفهم المعادي للربيع العربي.. طبعا هم يعاقبون قطر بالذات لهذا الموقف".
وقد تكون الأوضاع في الداخل أشد التباسا من الصراع في الخارج، في ظل اشتباكات دموية وقعت مؤخرا أدت إلى انقسامات في صفوف الحلفاء اليمنيين المنضوين تحت لواء التحالف بقيادة السعودية ضد حركة انصار الله .
واتهمت كرمان السعودية والإمارات بدعم فصائل انفصالية في الجنوب خاضت معارك في الشهر الجاري ضد قوات موالية للرئيس المستقيل هادي؛ من أجل إثارة الفوضى، والحفاظ على نفوذ البلدين على الأرض.
ويردد قول كرمان كثير من اليمنيين، الذين يرون أن قوى أجنبية أقوى سيطرت على بلدهم؛ لتحقيق مصالحها الاقتصادية والإستراتيجية الخاصة.
ويقول تحالف العدوان إنه يتوسط لحل الخلاف بين قوات هادي والانفصاليين، ويؤكد أن قواعده العسكرية على الجزر والموانئ والمطارات في أنحاء البلاد تستهدف دعم جهود الحرب.
المصدر : رويترز