القسم الأول : وقد أشار سماحة الشيخ الصالح في حديثه إلى تاريخ التواجد الأمريكي في البحرين فذكر أن التواجد الأمريكي في البحرين بدأ سنة ١٩٣٢م مع اكتشاف النفط في البحرين عبر شركة "استندارد أويل"، ومع بداية أفول الإمبراطورية البريطانية.
وأشار سماحته: أن التواجد العسكري الأمريكي الفعلي قد بدأ سنة ١٩٥٤م وتطور إلى مشروع القاعدة الأمريكية سنة ١٩٧١م بعد إعلان الانسحاب البريطاني الشكلي من البحرين. وقال سماحة الشيخ في صدد حديثه عن القواعد العسكرية في المنطقة الخليجية إنه توجد في المنطقة ١٣ قاعدة عسكرية تابعة لقيادة القوات الأمريكية، في البحرين فقط يتواجد ٤٢,٠٠٠ جندي أمريكي بشكل ثابت غير الجنود المتنقلين بين القواعد والمهمات المختلفة في المنطقة.
وأكد الشيخ عبدالله الصالح بأن هدف التواجد الأمريكي في المنطقة يكمن في حفظ وحماية مصالح الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، وحماية الأنظمة العميلة المرتبطة بالاستراتيجية الأمريكية والغربية. وقال الشيخ الصالح: وبعد حرب ١٩٧٣م ودخول سلاح النفط في معادلة الصراع مع المشروع الغربي أضيف هدف جديد للتواجد الأمريكي في المنطقة، وهو الهيمنة المطلقة على المنطقة بغية السيطرة والتحكم المطلق بها وبثرواتها.
وقال الشيخ الصالح بأن الغرب قد دأب على أن يروج لمنظومة النظام الدولي ودوره الكبير في حفظ الأمن والإستقرار والعدالة في العالم، مؤكداً على أن الواقع يقول: هذا مجرد غطاء لدوام هيمنة الغرب واستئثاره بثرواتنا وخيراتنا، بل ودوام استعمار منطقتنا بشكل مباشر وغير مباشر، وما دعوة دعم الديمقراطية، ونشر ثقافة الحرية وحقوق الإنسان إلا غطاء لواقع ديمقراطي وإنساني مزيف غير موجود ويخفي وراءه الاستعمار والهيمنة.
وأكد الشيخ الصالح بأن كل تحرك لإستقلال دول المنطقة وانعتاقها من التبعية الامريكية والغربية كان يواجه بالقوة والقمع، مشيراً سماحته إلى أن الأمريكيين عادة ما يقومون بدفع الحكام العملاء للقضاء بوحشية على أي حراك شعبي مطالب بالديمقراطية والعدالة والحقوق السياسية والمدنية وذلك قبل استحكامه.
وقال الشيخ عبدالله الصالح بأن المنطقة مرت بتجارب حركات نهضوية قاومت فكر الهيمنة والنفوذ الغربي لإستعمار المنطقة، وأشار إلى أن هناك كانت دعوات ثابتة وقوية لانتزاع حق المنطقة في الإستقلال ورفض التبعية للغرب، ظهرت لدى زعماء كبار مثل جمال عبدالناصر، وجواهر لال نهرو، والإمام الخميني، وغيرها، وجميعها تدعو لنظام دولي عادل ومنصف يحمي الدول من هيمنة الغرب وسطوته ومن تحكم الولايات المتحدة الامريكية خصوصاً في مصير المنطقة وشعوبها.
القسم الثاني : وفي محور آخر من كلمته تحدث سماحة الشيخ الصالح عن الوضع الحقوقي والإنساني في البحرين والمنطقة مشيراً إلى أنه يتجه من سيء إلى أسوء، قائلاً: مع الأسف الشديد إن أوضاع الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات المتردية في المنطقة هي بإدارة وتغطية أمريكية وبريطانية بإمتياز، مشيراً إلى أن في البحرين يوجد أكثر من ٤,٥٠٠ معتقل وسجين، بينهم ١٩ عالم دين، و١٢ امرأة، و٣٥٠ طفل، و١١ زعيماً وأميناً عاماً لجمعيات وتيارات سياسية أفرج عن ٢ منهم؛ الشيخ المحفوظ وإبراهيم شريف، ولا يزال ٩ منهم في السجن؛ الشيخ عبدالجليل المقداد وعبدالوهاب حسين وحسن مشيمع والشيخ محمد حبيب المقداد والشيخ علي سلمان والسيد مجيد المشعل وعبدالهادي الخواجة ونبيل رجب وفاضل عباس، وبينهم ٢٢ محكوم بالإعدام نفذ الحكم في ٣ منهم، وقرابة ٥٠ سجين محكوم بالمؤبد بعضهم محكوم بـ٢ - ٨ مؤبدات، وبعض المحكومين تجاوزت أحكامهم الـ ٢٣٧ سنة مع إسقاط جنسيته عدة مرات!!
وقال الشيخ الصالح بأن هناك ٥١٠ مواطن محكوم بإسقاط الجنسية بينهم قادة وعلماء وشباب وأكاديميين، بينهم علماء دين وشخصيات دينية ووطنية وإجتماعية كبيرة. وذكر الشيخ عبدالله الصالح بأن هناك أكثر من ٢٠٠ شهيد، منهم ٤ قتلوا صبراً تحت التعذيب الشديد في سجون آل خليفة، و٢٠ جنين، وقرابة ٢٠ طفل، و٣ مواطنين قتلوا بالإعدام رمياً بالرصاص، و٩ آخرين قتلوا عمداً بالرصاص الحي: ٣ في قارب الحرية، و٦ في الهجوم لفض اعتصام الدراز بالقوة.
وأشار سماحة الشيخ الصالح إلى أن كل حقوق المكون الأكبر لمجتمع البحرين وهم أبناء الطائفة الشيعة مصادرة: صلاة الجمعة، التجمهر، المعتقد، إقامة المجالس الحسينية، مجالس الوعظ والإرشاد، فريضة الخمس، وغيرها من الشعائر والطقوس العبادية، إضافة لحرية التعبير والصحافة وغيره
وأكد الشيخ الصالح على أنه تم إغلاق ٣ أكبر جمعيات سياسية معارضة وهي العمل الاسلامي (أمل) عام ٢٠١٢م، الوفاق الوطني الاسلامي عام ٢٠١٦م، العمل الديمقراطي (وعد) عام ٢٠١٧م، كما تم إغلاق ٤ مؤسسات دينية كبرى: المجلس العلمائي الاسلامي، جمعية الرسالة الإسلامية، جمعية التوعية الإسلامية، وجمعية أهل البيت عليهم السلام.
وقال سماحة الشيخ الصالح في معرض حديثه عن مظاهر الدعم والتواطؤ الأمريكي مع الأنظمة القمعية الحاكمة في المنطقة الخليجية هو التغطية السياسية المستمرة لسلطات آل خليفة، وتعهد ترامب المباشر لديكتاتور البحرين حمد بن عيسى بعدم نيته محاسبة نظام ال خليفة وانتهاكاته المتوحشة والمستمرة لحقوق الانسان، وإعلان الوقوف إلى جانبه سياسياً ودولياً، مؤكداً على أن بريطانيا أيضاً وقفت بشكل واضح وقوي أمام اتخاذ أي إجراء عملي أو إدانة ضد سلطات ال خليفة من قبل دول الإتحاد الأوروبي ومجلس حقوق الانسان في جنيف أو غيره مهما كانت الظروف.
وفي نهاية حديثه قال الشيخ الصالح: أثبت أبناء شعبنا صدقهم وصمودهم على مطالبهم العادلة وعدم التراجع مهما كان الدعم والتغطية الغربية لسلطات ال خليفة وآل سعود، وان اكتمال ٦ سنوات من الثبات أمام آلة القمع المتوحشة للغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لإخضاع الشعب وإركاعه سيؤدي إلى إنتصار الإرادة الشعبية، مؤكداً من جانب آخر على أن النضال ضد ال خليفة دليل على عدم التراجع والاستسلام مهما كانت الضغوط. وقال مؤكداً في نهاية الكلمة: واثقون من نصر الله ووعده وصلابة شعبنا وإيمانه بعدالة قضيته.
31101