وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم الثلاثاء في طهران، تناول روحاني موقف ايران حيال نوايا ترامب ازاء احداث تغيير الاتفاق النووي، معرباً عن عن شعوره بالارتياح لان ترامب لم يستطع اتخاذ اية خطوات في هذا المجال رغم مرور عام واحد على تسلمه المنصب الرئاسي، وشدد على أن بلاده ان ايران ترفض اي اعادة نظر في الاتفاق النووي، موضحا ان احدا لايعلم ماذا سيصنع ترامب مستقبلا الا ان ايران ستبقى ضمن الاتفاق النووي مادام يؤمن مصالحها.
وأضاف ان "ترامب مخطئ حينما يتصور ان الاتفاق هو تعهد من قبل الحزب الديمقراطي غير ان الاتفاق ملزم للحكومة الاميركية وليس لحزب معين، والاتفاق يتصف بسمة دولية حيث ان مجلس الامن قد أيد الاتفاق"، مؤكداً ان ايران ترى ان الاتفاق النووي لايرتبط بشؤون اخرى وهو ملزم لكافة الاطراف الموقعة عليه بما فيهم اميركا.
وأشار روحاني إلى موقف بلاده المبدئي في رفض دخول قوات اي بلاد الى سوريا دون موافقة دمشق، مضيفاً "ان ايران وروسيا وتركيا ارتبطت بتعاون طيب للغاية حول التطورات السورية وقد حصل اتصال هاتفي اليوم مع الرئيس بوتين وقد تم التأكيد على ايجاد حل لازمة سوريا الا ان ايران تعارض دخول الجيش التركي الى اراضي دولة مستقلة ذات سيادة دون اكتساب موافقتها حيث يؤدي الى مقتل الابرياء كما يؤدي الى مقتل عناصر الجيش التركي ايضا وكذلك نرفض التواجد الاميركي في المنطقة لانه غير شرعي لكننا نرتبط في الوقت ذاته بعلاقات جيدة مع تركيا".
وحول سياسة اميركا القائمة على احتواء ايران في المنطقة، وعما اذا كانت ايران تريد التعامل مع هذا الموضوع قال، قال روحاني: "ان حل مشاكل المنطقة يتم عبر دولها الا ان ايران لاترفض التحدث مع البلدان الاخرى من خارج المنطقة وقد قالت ايران على الدوام انها ترفض تدخل القوى الاجنبية في شؤون المنطقة وان لاتبيع السلاح الى بلدان المنطقة وقد دخلت ايران في مفاوضات مع البلدان الاخرى مثل البلدان الاوروبية حيث طلبت منها العمل على ايقاف قصف اليمن ووقف الحرب في هذا البلد".
وأشار الرئيس الايراني الى اجراءات السعودية في ايجاد "داعش" ودعمها، قائلاً: "ان محاولاتها في هذا الشأن الى اين وصلت؟ واين وصلت محاولاتها في تدمير اليمن لتسيطر عليه؟ وأن تظن بأن الكيان الصهيوني عدو لايران فقط وصديق لباقي دول المنطقة هو امر خاطىء".
وأضاف، "ان الكيان الصهيوني يحيك المؤامرات للدول الاسلامية منذ 70 عاماً، سواء شئنا أم ابينا ان "اسرائيل" هي العدو الاول للمنطقة، سواء شئنا أم ابينا ان وحدة الدول الاسلامية والتخلي عن الخلافات والعداء هي الطريق الصحيح والناجح للدول الاسلامية، على حكام آل سعود ان يعودوا الى صوابهم، وان يأخذوا بعين الاعتبار المصالح الاقليمية المشتركة وشعوب المنطقة وشعبهم، ونحن سنقوم بأي مساعدة يمكننا فعلها في هذا الشأن."
وعلى الصعيد الداخلي، أكد الرئيس الايراني حسن روحاني ان مبادئ الثورة الاسلامية حددت معالم نهج الشعب وطريقه مستقبلا على مدى القرون المقبلة، داعياً الإيرانيين إلى التفاؤل بالمستقبل على مختلف الصعد.
وأشار إلى ان المبادئ والاسس الثورية لايمكن تغييرها الا ان الاساليب والطرق يمكن ان يعتريها التغيير وهو أمر بديهي.
وردا على سؤال حول امل الشعب في تحسن الجانب الاقتصادي، اكد روحاني على ضرورة الشعور بالامل حول تحسن الوضع الاقتصادي مستقبلا وقال إن "هناك دلائل على هذا الموضوع حيث ازدادت المشاريع التكنولوجية والصناعية ونعمل حاليا على تطوير صناعة السيارات وتحديثها، وهناك سيارة ادرجت على خط الانتاج وسنصدر 30 بالمئة من الانتاج الى الخارج كما ان التمويل والاستثمارات الاجنبية ازدادت في البلاد وهو مايؤكد التسارع في التنمية الاقتصادية".
واضاف روحاني، ان جيل الشباب لهم الحصة الاكبر في تطوير البلاد وتنميتها ولاينبغي الاكتفاء بالاستماع الى آرائهم ووجهات نظرهم فحسب بل التفكير فيما يقولون وتلبية مطالبهم واشراكهم في ادارة شؤون البلاد لان شريحتهم هي الاكبر حيث يبلغ عددهم حاليا نحو 25 مليون نسمة فيما كان عددهم يقل عن 7 ملايين نسمة في بداية انتصار الثورة الاسلامية.
تابع روحاني قائلاً: "اننا اليوم وبعد 39 عاما من انتصار الثورة الاسلامية لانزال نشاهد تواجد الشعب ومشاركته بفاعلية ووقوفه في وجه التهديدات وتحقيق النجاح على المستوى الداخلي والخارجي".
وأكد أن" الشعب الايراني لن يتخلى عن مبدأ الحرية والسيادة الوطنية ومحاربة الاستبداد والوقوف في وجه المعتدين، الطريق هو ذاته، بالتأكيد ينبغي ان يتكامل الاسلوب في كيفية ادارة البلاد".