لقد خاطب الله سبحانه و تعالى نبيه قائلا {وإنك لعلى خلق عظيم}. فلماذا وصفه الله سبحانه و تعالى بالخلق العظيم ؟ كيف كانت أخلاقه؟ سنذكر هنا بعضا من أخلاق النبي (ص) علنا نتخلق بها في حياتنا اليومية . فلقد كان الرسول(ص):
1ـ خافض الطرف ينظر إلى الأرض، ويغض بصره بسكينة وأدب، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السّماء لتواضعه بين النّاس.
2ـ يبادر إلى من لقيه بالسّلام والتحيّة لأنّ السّلام قبل الكلام، وهو علامة التواضع، وللبادئ بالسّلام تسعةً وستون حسنة، وللرادّ واحدة.
3ـ لا يتكلّم في غير حاجة ومناسبة، ويتحرّج من الكلام كما يتحرّج من الميتة.
4ـ تعظم عنده النعمة، ولا يذم منها شيئاً، فيشكر النعم ولا يحتقر شيئاً منها مهما كان قليلاً، ولا يذمّها لأنّها من الله تعالى.
5ـ جلّ ضحكه التبسّم، فلا يقهقه ولا يرفع صوته كما يفعل أهل الغفلة.
6ـ يقول: أبلغوني حاجةَ منْ لا يقدرُ على إبلاغ حاجته، حتّى لا يكون محجوباً عن حاجات النّاس، ويقضيها إن استطاع.
7ـ يتفقّد أصحابه.
8ـ يسألُ النّاس عمّا في النّاس ليكون عارفاً بأحوالهم وشؤونهم.
9ـ لا يجلس ولا يقوم إلاّ على ذكر ـ كالاستغفار والتهليل والدعاء ـ فإنّها كفّارة المجلس.
10ـ يجلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، فهو أقرب إلى التواضع وأبعد عن هوى النفس.
11ـ يكرم كُلّ جلسائه نصيبه، فلا يكون الإكرام على حساب الآخر.
12ـ من سأله حاجةً لم يرجع إلاّ بها أو ميسور من القول، فإن قدر عليها قضاها له، وإلاّ أرجعه بكلمة طيّبة أو دعاء أو نصيحة أو إرشاد.
13ـ يترك المراء، والمراء هو الطعن في كلام الآخرين بقصد التحقير والإهانة ولإظهار التفوّق والكياسة، وسببه العدواة والحسد، ويسبّب النفاق ويمرض القلب.
14ـ يترك ما لا يعنيه، فلا يتدخّل أو يقحم نفسه فيما ليس له.
15ـ لا يقطع على أحد كلامه حتّى يفرغ منه.
16ـ يساوي في النظر والاستماع للناس.
17ـ أفصح النّاس منطقاً وأحلاهم، وكان يقول: أنا أفصح العرب، وإنّ أهل الجنّة يتكلّمون بلغة مُحمّد .
18ـ يتكلّم بجوامع الكلم بما يلزم، فلا فضول مضر، ولا إيجاز مخل.
19ـ أشجع النّاس، وكان ينطلق إلى ما يفزع النّاس منه قبلهم، ويحتمي النّاس به، وما يكون أحدٌ أقرب إلى العدو منه.
20ـ كثير الحياء، أشد من العذراء في سترها.
21ـ يبكي حتّى يبتلى مصلاّه، خشيةً من الله عز وجل من غير جرم.
22ـ يتوب إلى الله تعالى في كُلّ يوم سبعين مرّة، فيقول: أتوب إلى الله .
23ـ يجالس الفقراء ويؤاكل المساكين، ويصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم.
24ـ يرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويأكل مع العبد، ويجلس على الأرض، ويصافح الغني والفقير، ولا يحتقر مسكيناً لفقره، ولا ينزع يده من يد أحد حتّى ينزعها هو، ويسلّم على من استقبله من غني وفقير، وكبير وصغير.
25ـ ينظر في المرآة، وربما نظر في الماء ليتجمّل لأصحابه فضلاً عن تجمّله لأهله، وقال: إنّ الله يحب من عبده إذا خرج إلى إخوانه أن يتهيّأ لهم ويتجمّل .
26ـ ما خُيّر بين أمرين إلاّ أخذ بأشدّهما، ترويضاً لنفسه على مخالفة الهوى، وركوب المصاعب.
27ـ ما أكل متّكئاً قط حتّى فارق الدّنيا، تواضعاً لربّه تعالى.
28ـ إذا أكل أكل ممّا يليه، وإذا شرب شرب ثلاثة أنفاس، فيشرب أوّلاً ثمّ يحمد الله تعالى ويتنفّس، يفعل ذلك ثلاث مرّات.
29ـ كان يمينه لطعامه، وشماله لبدنه، وكان يحب التيمّن في جميع أموره.
30ـ إذا حدّث بحديث تبسّم في حديثه.
31ـ أكثر ما يجلس تجاه القبلة.
32ـ كان لتواضعه، يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة، فيضعه في حجره إكراماً لأهله، وربما بال الصبي، فإذا انصرف القوم غسل ثوبه.
33ـ لا يدعُ أحداً يمشي معه إذا كان راكباً، حتّى يحمله معه، فإن أبى قال: تقدّم أمامي وأدركني في المكان الذي تريد .
34ـ إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيّام سأل عنه، فإن كان غائباً دعا له، وإن كان شاهداً زاره، وإن كان مريضاً عاده.
35ـ خدم أنس النّبيّ صلّى الله عليه وآله تسع سنين، فلم يقل صلّى الله عليه وآله له أبداً: هلاّ فعلت كذا؟ أو لمَ فعلتَ كذا؟ ولا عاب عليه شئ قط.
36ـ يدعو الجميع بكنُاهُم إكراماً لهم، واستمالةً لقلوبهم، ويكنّي من لا كنية له.
37ـ يؤثر الداخل عليه بالوسادة التي تحته، يقدّمها له إكراماً لضيفه وطمأنةً لنفسه، فإن أبى أصرّ عليه حتّى يقبل.
38ـ يخرج بعد طلوع الشمس، لأنّ الجلوس للتعبّد والدعاء والذكر بين الطلوعين أفضل من طلب الرزق.
39ـ إذا دخل منزلاً قعد في أدنى المجلس إليه حين يدخل، قعد عند أوّل مكان يجد من طرف دخوله.
40ـ ما كلّم النّاس بكنه عقله أبداً، حيث قال: إنّا معاشر الأنبياء، أمرنا أن نكلّم النّاس على قدر عقولهم، ولم يكن هذا منه إلاّ لحسن خلقه وتواضعه ورأفته بالناس.
41ـ كثير الضراعة والابتهال إلى الله تعالى، دائم السؤال من الله تعالى أن يُزيّنه بمحاسن الآداب ومكارم الأخلاق، وكان يقول: اللهم حسّن خُلقي، ويقول: اللهم جنّبني منكراتِ الأخلاق .
42ـ يُقلّم أظفاره ويقص شاربيه يوم الجمعة، قبل أن يخرج إلى الصّلاة.
43ـ كانت فيه مداعبة، وذلك رأفةٌ منه لأمّته، لكيلا يبلُغ بأحدٍ منهم التعظيمُ له، فلا ينظرُ إليه، حذراً من المبالغة في التقديس، فيقولون قولاً عظيماً، نعوذ بالله تعالى، كما هو شأنُ النصارى في عيسى عليه السّلام، وكان صلّى الله عليه وآله ليُسرُ الرجل من أصحابه إذا رآه مغموماً بالمداعبة.
44ـ يُخاطب جلساءَه بما يناسب، فعن زيد بن ثابت قال: كنّا إذا جلسنا إليه صلّى الله عليه وآله إنْ أخذنا في حديث في ذكر الآخرة أخذ معنا، وإنْ أخذنا في ذكر الدّنيا أخذ معنا، وإنْ أخذنا في ذكر الطّعام والشراب أخذ معنا.
45ـ لم يكن له صلّى الله عليه وآله خائنة الأعين، النظرة الخائنة إلى ما لا يحل، والغمز بالعين، والرمز باليد.
46ـ قال صلّى الله عليه وآله: أكرم أخلاق النّبيّين والصدّيقين، البشاشة إذا تراءوا، والمصافحةُ إذا تلاقوا .
47ـ لا يُعرضُ له طيب إلاّ تطيّب.
48ـ إذا حدّث الحديث أو سئل عن الأمر كرّره ثلاثاً ليفهم المستمع أو السائل ويُفهم عنه، عند نقله للحديث أو الإجابة إلى قومه.
49ـ إذا سئل شيئاً، فإذا أراد أن يفعله قال: نعم، وإذا أراد أن لا يفعل سكت، ولا يقول لشيء: لا.
50ـ لا ينظر إلى ما يستحسن من الدّنيا حتّى لا يؤخذ به أو يستغرق فيه.
51ـ إذا أحزنه أمرٌ لجأ إلى الصّلاة، وكان يحب الخلوة بنفسه للذكر والتفكّر والتأمّل ومراجعة أمره.
52ـ يهيئ ماء وضوئه بنفسه لقيامه وتهجّده في الليل، ولا يطلب من ذلك من أحد.
53ـ يقوم بأعمال أزواجه معيناً لهم في شؤونهم، ويقطع اللحم.
54ـ لا يُثبتُ بصرهُ في وجه أحد، محدقاً به حتّى يأمن ويستأنس.
55ـ يلبسُ خاتمَ فضة في خنصره الأيمن، ويستاك عند الوضوء، منظفّاً أسنانه، ويشيع الجنائز، ويعودُ المرضى في أقصى المدينة.
56ـ أكثر النّاس تبسّماً، ما لم تجرِ عظةٌ، ما لم يجرِ إلى التطرّق إلى الموعظة فلا يناسبها التبسّم.
57ـ لا يجلس إليه أحد وهو يصلّي إلاّ خفّف صلاته وأقبل عليه وقال: ألك حاجة؟
58ـ كان صلّى الله عليه وآله في الرضا والغضب لا يقول إلاّ حقّاً.
59ـ قال صلّى الله عليه وآله: اللهم أحيني مسكيناً، وأمتني مسكيناً، واحشرني في زمرة المساكين .
60- إذا دخل المنزل توضأ ثم يصلي ركعتين يوجز فيهما ثم يأوي إلى فراشه و كان (ص) ينام على الحصير ليس تحته شيء غيره .
61- يكره أن يدخل بيتاً مظلماً إلا بسراج .
62- إذا أوى إلى فراشه قال : " اللهم بإسمك أحيا و بإسمك أموت."
63- إذا قام من نومه قال : " الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني و إليه النشور ."
64- إذا إستيقظ من النوم خرّ لله ساجداً .
65- يحمد الله بين كل لقمتين ( يكثر من حمد الله عز و جل)
66- إذا أفطر عند قوم ، قال: " أفطر عندكم الصائمون، و أكل طعامكم الأبرار، و صلت عليكم الأخيار " .
أخي الحبيب تقول الآية : { لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيراً} .
و إذا لم تعمل أنت ، و لم أعمل أنا بسنة نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه و آله و سلم فمن يعمل بها ؟!!!
المصدر: موقع الحسنين