وجدت رواية "قصة اليتيم" طريقها للنشر لأول مرة بعد أربعمئة سنة من كتابتها، وهي تتحدث عن عصر إسبانيا الذهبي ومستعمراتها بأميركا اللاتينية.
وتتمحور حول إسباني عمره (14 عاما) يغادر غرناطة متوجها للأميركتين للبحث عن الثروة، ويجوب مستعمرات الإمبراطورية الإسبانية بأميركا اللاتينية مثل ليما في بيرو وبوتوسي في بوليفيا وبورتوريكو.
وبعد مغامرات رومانسية وحوادث غرق غريبة والعمل مع القراصنة، يعانق البطل وهو جندي هدوء حياة الرهبان في بيرو.
وتقول بليندا بالاسيوس -وهي أكاديمية من بيرو قضت عامين وهي تراجع الرواية- إنها تتحدث عن الكثير من الأسفار السيئة، ولكنها تلقي الضوء على طبيعة الحياة من الداخل في بيرو التي كانت مستعمرة إسبانية، وواقع تبادل البضائع والناس بين أوروبا وأميركا اللاتينية.
وقد كتب الرواية بين مارتن دي ليون كارديناس بين عامي 1608 و1615، وهو راهب إسباني ولد بالقرب من ملقا عام 1584، وسافر إلى ليما مثلما فعل بطل روايته.
وكان من المقرر أن تنشر الرواية عام 1621 تحت اسم أندريس دي ليون، ولكنها لم تر طريقها إلى المطابع ربما لأن الكاتب خشي من احتمال أن يسبب له ذلك مشاكل في مساره الكنسي وسعيه لكي يصبح رئيسا للأساقفة.
وقد اكتشف أكاديمي إسباني مخطوطة الرواية عام 1965 ضمن أرشيف الجمعية الإسبانية الأميركية، إلا أن محاولات سابقة لنشر الرواية وصلت إلى طريق مسدود، مما أثار شائعات بأن هناك شيئا خبيثا مخبوءا بين صفحاته الرواية الـ 328.
وتقول بالاسيوس "عندما بدأت العمل على الرواية قال لي كثيرون إن الرواية ملعونة، وإن الناس الذين يبدؤون العمل عليها ماتوا". وتضيف "أضحكني الأمر، ولكنني كنت متخوفة قليلا في الوقت نفسه. لقد استغرق الأمر بعض الوقت لأن الناس الذين عملوا على ذلك قد ماتوا، فأحدهم مات بمرض غريب، وآخر في حادث سيارة وثالث مات بسبب ما".
وتأمل الأكاديمية البيروفية رفع "نحس" الرواية بعد نشرها مؤخرا من قبل مؤسسة خوسيه أنطونيو دي كاسترو التي تعمل على حماية التراث الأدبي الإسباني.
وتقول أيضا إن الرواية مزيج من الخيال والسيرة الذاتية والوثائق التاريخية، وهي تقدم صورة غنية مفصلة لعالم المؤلف، وتضيف "إنها تعطينا أيضا نظرة دقيقة لقصة الغزوات الإسبانية، والناس الذين يذهبون إلى مستعمرات إسبانيا وما يفعلونه بالسكان الأصليين" وأيضا تتطرق لشعراء ليما ومصارعي الثيران وعمل الرقيق في تلك الإمبراطورية.
المصدر: الغارديان
101/23