القول الثاني : الدفن في الروضة
القول الثاني من الأقوال الثلاثة أنها عليها السلام دفنت في الروضة بين القبر و المنبر:
الدليل على هذا القول
مرسلة ابن أبي عمير فقد روى الشيخ الصدوق في كتابه ( معاني الأخبار ) عن محمد بن موسى بن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) قال قال رسول الله (ص) ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنة و منبري على ترعة من ترع الجنة لأن قبر فاطمة (ع) بين قبره و منبره و قبرها روضة من رياض الجنة و إليه ترعة من ترع الجنة .
قال الصدوق قد روي هذا الحديث هكذا و الصحيح عندي في موضع قبر فاطمة (ع) ما رواه البزنطي و ذكر الحديث السابق .
أقول قوله لأن قبر فاطمة ..... : لعله تفسير من الراوي وليس من أصل الحديث و الروضة من الأماكن الشريفة في المسجد النبوي و قد ورد في فضلها أحاديث كثيرة بين الفريقين تدل على عظم قدرها ، و أنها ما بين البيت و المنبر أو مابين القبر و المنبر .
فضل الروضة و أنها ما بين البيت و المنبر
1 ـ (( جاء في الحديث الصحيح عن معاوية بن عمار قال : قال أبو عبد الله عليه السلام إذا فرغت من الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه و آله فائت المنبر فامسحه بيدك و خذ برمانتيه و هما السفلاوان و امسح عينيك و وجهك به فإنه يقال إنه شفاء العين و قم عنده فاحمد الله و أثن عليه و سل حاجتك فإن رسول الله صلى الله عليه و آله قال (( ما بين منبري و بيتي روضة من رياض الجنة و منبري على ترعة من ترع الجنة )) ـ و الترعة هي الباب الصغير ـ ثم تأتي مقام النبي فتصلي فيه ما بدا لك فإذا دخلت المسجد فصل على النبي و إذا خرجت)) .
و لعل التفسير من الراوي
2 ـ و جاء في الحديث الصحيح عن معاوية بن وهب قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام هل قال رسول الله صلى الله عليه و آله ما بين بيتي و منبري روضة من رياض الجنة ؟
فقال نعم و قال بيت علي و فاطمة (ع) ما بين البيت الذي فيه النبي (ص) إلى الباب الذي يحاذي الزقاق إلى البقيع قال : فلو دخلت من ذلك الباب و الحائط مكانه أصاب منكبك الأيسر ثم سمى سائر البيوت و قال : قال رسول الله (ص) الصلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة في غيره إلا المسجد الحرام فهو أفضل .))
3 ـ و في خبر أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله (ع) قال : قال رسول الله (ص) ما بين بيتي و منبري روضة من رياض الجنة و منبري على ترعة من ترع الجنة و قوائم منبري ربت في الجنة قال قلت هي روضة اليوم قال نعم إنه لو كشف الغطاء لرأيتم.))
ربت : بالتشديد من التربية .
وفي بعض النسخ : رتب . كما في الوسائل و غيره .
4ـ و عن جميل بن دراج قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول قال رسول الله (ص) ما بين منبري و بيوتي روضة من رياض الجنة و منبري على ترعة من ترع الجنة و صلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام
قال جميل قلت له بيوت النبي (ص) و بيت علي منها قال نعم و أفضل .
الترعة : بالضم الباب الصغير ، و هي في الأصل الروضة على المكان المرتفع خاصة ، فإذا كانت في الموضع المطمئن فروضة ، و الجمع ترع و ترعات كغرفة و غرفات فمعنى و ( منبري على ترعة من ترع الجنة ) أن الصلاة و الذكر في هذا الموضع يؤديان إلى الجنة ، فكأنه قطعة منها .
و كونها مدفونة في الروضة هو صريح كلام الشيخ المفيد قال : ( ثم قف بالروضة ، وزر فاطمة عليها السلام فإنها هناك مقبورة .)
و نقل الفتال النيسابوري الشهيد في سنة 508 عن بعض الأصحاب أنهم قالوا " ليس قبرها بالبقيع ، إنما قبرها بين رسول الله صلى الله عليه و آله و منبره لا ببقيع الغرقد و تصحيح ذلك قوله عليه السلام : (( مابين قبري و منبري روضة من رياض الجنة )) إنما أراد بهذا القول قبر فاطمة عليها السلام " .
و قال المحقق الحلي : ( يستحب أن تزار فاطمة عليها السلام عند الروضة).
و قال الشيح عباس القمي في المفاتيح : ( ثم زر فاطمة عليها السلام من عند الروضة . و أختلف في موضع قبرها فقال قوم : هي مدفونة في الروضة ، أي ما بين القبر و المنبر ، و قال آخرون في بيتها ، و قالت فرقة ثالثة : انها مدفونة بالبقيع . و الذي عليه أكثر أصحابنا أنها تزار من عند الروضة ، و من زارها في هذه الثلاثة مواضع كان أفضل .)
و أكثر من تأخر عن صاحب المفاتيح إعتمد عليه .
و أنت ترى أن هذا القول قل من قال به من أصحابنا ، و الذي عليه أكثر أصحابنا هو القول الثالث ـ كما سوف يأتي ـ و قال صاحب الوسائل : هذا و الروايات المشار إليها سابقا محمولة على التقية لموافقتها لأقوال العامة .
أقول
1 ـ بعد أن علمت أن مستند هذا القول هو مرسل محمد بن أبي عمير و الرجل و إن كان من أعظم الثقات إلا أن مراسيله كمراسيل غيره ، فلا يصلح مستندا .
2 ـ أن السيدة فاطمة عليها السلام لما توفيت بعد وفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله فإن المسجد تام والروضة جزء من المسجد فهل يا ترى يقوم الإمام أمير المؤمنين (ع) بدفنها في جزء من المسجد ؟ و لماذا لم يأمر الرسول صلى الله عليه و آله عليا (ع) أن يدفنه في الروضة إذا كانت هي أولى من بيته في الدفن أو كان الدفن فيها جائزا ؟
و عليه فمن المستبعد كما يقول الشهيد الثاني أنها مدفونة في الروضة .
3 ـ قد وردت روايات متعددة من طرق الخاصة و العامة حول الروضة ولم تذكر قبر فاطمة عليها السلام منها صحيحة معاوية بن عمار ، و صحيحة معاوية بن وهب ، و قد تقدمتا .
4 ـ أن هذا القول إستبعده علماؤنا المحققون و أنه لا يتناسب أن تدفن في هذا الموضع من المسجد كما فصل ذلك السيد ابن طاووس في( الإقبال ) و نقل صاحب الجواهر عن الشهيد الثاني في المسالك قوله : ( أبعد الاحتمالات كونها في الروضة ) .
خصوصا وأن بيتها أفضل من الروضة فقد جاء في صحيحة يونس بن يعقوب قال : قلت لأبي عبد الله (ع) : الصلاة في بيت فاطمة عليها السلام أفضل ، أو في الروضة ؟ قال :(( في بيت فاطمة عليها السلام)) .
القول الثالث : الدفن في منزلها
القول الثالث من الأقوال الثلاثة أنها عليها السلام دفنت في منزلها و هو الرأي الصحيح الذي دلت عليه الروايات المتعددة و منها الصحيحة و هو المعتمد عليه من قبل علمائنا المحققين .
قال الشيخ الصدوق
(اختلفت الروايات في موضع قبر فاطمة سيدة نساء العالمين عليها السلام :
1 ـ فمنهم من روى أنها دفنت في البقيع .
2 ـ و منهم من روى أنها دفنت بين القبر والمنبر وأن النبي( ص ) إنما قال: ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنة لان قبرها بين القبر والمنبر .
3 ـ و منهم روى أنها دفنت في بيتها فلما زادت بنو أمية في المسجد صارت في المسجد .
و هذا هو الصحيح عندي ، و إني لما حججت بيت الله الحرام كان رجوعي على المدينة بتوفيق الله عز و جل فلما فرغت من زيارة النبي( ص ) قصدت إلى بيت فاطمة عليها السلام و هو عند الاسطوانة التي يدخل إليها من باب جبرئيل (ع) إلى مؤخر الحظيرة التي فيها النبي( ص ) ، فقمت عند الحظيرة و يساري إليها وجعلت ظهري إلى القبلة و استقبلتها بوجهي و أنا على غسل .
و قال الطوسي : " و قد اختلف أصحابنا في موضع قبرها :
فقال بعضهم : إنها دفنت بالبقيع .
و قال بعضهم إنها دفنت في الروضة .
و قال بعضهم إنها دفنت في بيتها ، فلما زاد بنو أمية لعنهم الله في المسجد صارت من جملة المسجد . و هاتان الروايتان كالمتقاربتين و الأفضل عندي أن يزور الإنسان من الموضعين جميعا فإنه لا يضره ذلك و يحوز به أجرا عظيما .
و الشيخ الطوسي و إن قال بزيارتها في الروضة و منزلها لأجل أن يتعدد الثواب لتعدد الزيارة في الموضعين إلا أنه هو الذي روى الرواية الصحيحة على دفنها في منزلها واستبعد دفنها في البقيع .
الدليل على هذا القول
1 ـ صحيحة البزنطي عن الإمام الرضا عليه السلام و هي :
ما رواه الشيخ الطوسي في التهذيب بإسناده الصحيح عن محمد بن أحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال سألت أبا الحسن عليه السلام عن قبر فاطمة عليها السلام فقال دفنت في بيتها فلما زادت بنو أمية في المسجد صارت في المسجد .
و رواه الكليني عن علي بن محمد و غيره عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا (ع) .
و رواه الصدوق بإسناده عن البزنطي و رواه أيضا مرسلا .
و رواه في عيون الأخبار عن أبيه و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد و أحمد بن محمد بن يحيى و محمد بن علي ماجيلويه و محمد بن موسى بن المتوكل جميعا عن محمد بن يحيى و أحمد بن إدريس جميعا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي
و في معاني الأخبار عن أبيه عن محمد بن يحيى عن سهل بن زياد مثله
ما دل على كون بيتها أفضل من الروضة
فإن مستند القول الثاني في دفنها في الروضة هو الأفضلية لتلك البقعة فينتفي هذا القول بعد أن ثبت أن بيتها أفضل من الروضة و يتعين دفنها في منزلها .
بيتها أفضل من الروضة
فقد وردت الروايات المتعددة و منها الصحيحة أن بيت علي و فاطمة أفضل من الروضة بناء من أن بيتها خارج عن الروضة كما جاء في صحيحة يونس بن يعقوب قال قلت لأبي عبد الله (ع) الصلاة في بيت فاطمة (ع) أفضل أو في الروضة ؟ قال : (( في بيت فاطمة عليها السلام)) .
فهذه الصحيحة تدل على أن منزلها أفضل من الروضة و لا مجال للقول حينئذ بدفنها في الروضة ، بعد أن كان منزلها روضة من رياض الجنة ؛ فبيتها من البيوت التي أذن الله أن ترفع و يـذكر فيها اسمه .
و عن جميل بن دراج قال قلت لأبي عبد الله (ع) الصلاة في بيت فاطمة (ع) مثل الصلاة في الروضة قال و أفضل .
مختار علمائنا
و أكثر علمائنا على هذا القول :
1 ـ فقد تقدم عن الشيخ الصدوق أن هذا القول هو الصحيح عنده .
2 ـ و قال السيد ابن طاووس المتوفى سنة 664 هـ : " و الظاهر أن ضريحها المقدس في بيتها المكمل بالآيات و المعجزات لأنها أوصت أن تدفن ليلا و لا يصلي عليها من كانت هاجرة لهم إلى حين الممات و قد ذكر حديث دفنها و ستره عن الصحابة ، البخاري و مسلم فيما شهدا أنه من صحيح الروايات ، و لو كان أخرجت جنازتها الطاهرة إلى بقيع الغرقد أو بين الروضة و المنبر في المسجد ما كان يخفى آثار الحفر و العمارة عمن كان قد أراد كشف ذلك بأدنى إشارة ؛ فاستمرار ستر حال ضريحها الكريم يدل على أنها ما أخرجت من بيتها أو حجرة والدها الرؤوف الرحيم و يقتضي أن يكون دفنها في البيت الموصوف بالتعظيم كما قدمناه ".
و قال أيضا : " ما سئل عنه مولانا علي بن محمد الهادي عليه السلام قال فيه ما هذا لفظه ، أبو الحسن إبراهيم بن محمد الهمداني قال: ( كتبت إليه إن رأيت أن تخبرني عن بيت أمك فاطمة عليها السلام ، أهي في طيبة أو كما يقول الناس في البقيع ؟ فكتب هي مع جدي صلى الله عليه و آله ).
قلت أنا : و هذا النص كاف في أنها عليها السلام مع النبي صلى الله عليه و آله."
3 ـ السيد صاحب المدارك حيث قال : " و الأصح أنها دفنت في بيتها " .
4 ـ العلامة المجلسي قال :" قد بينا في كتاب المزار أن الأصح أنها مدفونة في بيتها " .
و قال الشيخ عباس القمي المتوفى 1359 هـ بعد أن نقل القولين الأوليين قال: (( و البعض قال : أنها دفنت في منزلها و هو أصح الأقوال حيث دلت على ذلك الروايات الصحيحة )) .
و ان كان في المفاتيح رجح القول الثاني كما تقدم .
هذا رأي علماء الشيعة في دفن السيدة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام في منزلها .
محاولة سياسية
و لعل القول بدفنها في البقيع محاولة لإبعادها عن أبيها ، و تقليل من تلك المنزلة العظيمة التي كان أبوها يكنها لها ، و تقليل من أهمية الحزن الذي أصابها بعد فقدها لأبيها.
فإذا كانت هذه المرأة العظيمة التي لا يتمكن أبوها على فراقها في حال حياتهما و جعل منزلها بجواره ، " و كان خوخة إلى بيت النبي صلى الله عليه و سلم ، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قام من الليل إلى المخرج اطلع فيه يعلم خبرهم " .
و كان صلى الله عليه و آله إذا رجع من سفر أول ما يبدأ بالمسجد فيصلي فيه ركعتين ثم يبدأ ببيت فاطمة عليها السلام قبل بيوت زوجاته .
فعن ابن عمر : (( أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا سافر كان آخر الناس عهدا به فاطمة ، و إذا قدم من سفر كان أول الناس به عهدا فاطمة رضي الله عنها)) .
و كانت هي عليها السلام لا تتمكن من فراقه و البعد عنه ، فإذا كان هكذا حالها معه و حاله معها فكيف تختار بقعة تدفن فيها بعيدة عنه ؟ و هل كانت في حال حياته تحب القرب منه و بعد وفاته و وفاتها تكره القرب منه ؟؟ إنه لغريب جدا .
فالأدلة الصحيحة و الاعتبارات كلها دالة على أن قبرها في منزلها ، و لو كان هناك إمكان لدفنت إلى جنب قبر أبيها و لكن الأوضاع غير ملائمة لذلك .
إخفاء قبرها
و ما يحاوله بعض الموالين من تحبيذ استمرارية إخفاء قبرها بين الأقوال الثلاثة المتقدمة و جعل ذلك دليلا على ظلامتها في حال حياتها . فهذه المحاولة غير صحيحة و لا تستند إلى دليل شرعي و لا اعتبار عرفي .
بل هذه المحاولة و التعتيم على الحقائق و محاولة إخفائها هي بدورها واحدة من تلك الظلامات للسيدة فاطمة صلوات الله عليها .
و إذا كان البعض يريد أن يبعدها عن قبر أبيها و عن منزلها لمصالح سياسية و مكاسب معينة ، فلماذا بعض المؤمنين يساير هذه المحاولة من حيث يشعر أو لا يشعر بحجة المظلومية ؟
دفنها ليلا
من الأدلة التي أقيمت على أن فاطمة عليها السلام دفنت في منزلها ما ثبت أنها دفنت ليلا ، بوصية منها .
أما كونها قد دفنت ليلا فقد تواترت الروايات على ذلك من السنة و الشيعة فقد أطبق علماء الشيعة على أنها دفنت ليلا ، و كذلك علماء السنة فقد ذكر دفنها ليلا المشاهير من علمائهم ؛ مثل البخاري في صحيحه و مسلم في صحيحه و ابن شبه النميري المتوفى 262 هـ بسنده عن الحسن بن محمد و روى أيضا بسنده عن عائشة و ابن حبان و البيهقي و الطبراني و عن عروة و ابن عبد البر و ابن حجر .
ماتت و هي غضبى
و إذا تابعنا الأحداث في تلك الفترة الوجيزة و بحثنا عن السبب في دفنها ليلا وجدنا أنها ماتت و هي غضبى على القوم و غير راضية عن تصرفاتهم .
قال البخاري في صحيحه : (( فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت .))
و قال البخاري أيضا في موضع آخر: (( فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فهجرت أبا بكر ، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت )) .
و قال مسلم في صحيحه : (( فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك . قال : فهجرته . فلم تكلمه حتى توفيت )) .
و السبب الذي أدى إلى دفنها ليلا هو عينه المبرر الذي دعى أن تدفن في منزلها ؛ فكما إتخذ الليل سترا حتى لا يعلم بها أحد إلا الخواص ، كذلك الدفن في منزلها قد أتخذ سترا و لا يعلم بها أحد ممن لا تريد أن يحضر جنازتها و الصلاة عليها .و بالفعل قد قام الإمام أمير المؤمنين (ع) بتنفيذ وصيتها و تحقيق أهدافها .
المصدر: موقع الإشعاع الإسلامي