وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) قدم الدكتور محمد عباس، أستاذ كلية اﻷلسن، قراءة بانوراميه لحركة الترجمة الأدبية في روسيا، موضحاً تأثر الأدباء الروس بالقرآن الكريم، وكيف ترك أثر واضح في أعمالهم الأدبية، وكذلك في حياتهم.
وأشار إلى أن تأثرهم بالقرآن في أعمالهم يدل على أنهم لم يكن لديهم ما يسمى بالإسلاموفوبيا، بل يدل على عمق نظرتهم الإنسانية للقرآن الكريم.
أما الدكتور عامر محمد أحمد، عرف الترجمة بأنها نشاط معرفي إبداعي يسعى المشتغلون به إلى الحصول على منفعة، قد تكون شخصية، أو عامة، مادية أو معنوية، مستعرضًا حركة الترجمة في روسيا والوطن العربي.
وأوضح عامر أن حركة الترجمة الأولى في روسيا بدأت في عهد القيصر بطرس الأكبر، عام 1716م، إلا أن أول ترجمة مباشرة من اللغة العربية إلى الروسية كانت في عام 1878م، ففي نهاية القرن الثامن عشر، أمرت الإمبراطورة كاترينا الثانية، وتحديدًا عام 1790بإعداد ترجمتين جديدتين لمعاني القرآن، انطلاقا من الترجمات الفرنسية والإنجليزية.
وأضاف أنه في فترة الاتحاد السوفيتي، تركزت الترجمات على المؤلفات الأيدلوجية والأدبية، لافتًا إلى أنه رغم ازدهار الترجمة في هذه الفترة من الروسية إلى العربية والعكس، إلا أنه ربما كان هناك ضغط من بعض الدوائر على ترجمة أنواع معينة من الأدب الروسي، اختفت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، إذ رفعت السلطات يدها عن التضييق، فظهرت حركة ترجمية كبيرة للمؤلفات ذات الطابع الإسلامي إلى اللغة الروسية.
وانتقل عامر إلى الحديث عن الترجمة في مصر، مؤكدًا أنها ازدهرت في عهد محمد على الكبير، الذي قام بإرسال البعثات إلى أوروبا، ثم كلف المبعوثين بنقل ما حصلوه من معارف أوروبية إلى اللغة العربية.
ووطال بضرورة استغلال تحسن العلاقات العربية الروسية في توسع حركة الترجمة، مع ضرورة تنوعها، في شتى المجالات بخاصة العلوم الطبيعية والإنسانية، والقانون والجغرافيا السياسية، وعلى الدولة ممثلة في وزارة الثقافة، والمؤسسة المنوط بها رعاية الترجمة، بوضع برنامج ومنهج وهدف عام لعملية الترجمة، بالإضافة إلى تهيئة الظروف الاقتصادية لتمويل الأعمال المترجمة، ورعاية المترجم.
وأكد عامر على أن الترجمة تُعد من القوى الناعمة التي تحتاج إلى مساندة من القوى الصلبة وعلى رأسها السياسة والاقتصاد.
وقال الدكتور أنور إبراهيم، إن الترجمة في روسيا بدأت في عهد بطرس الأكبر، وفي مصر على يد محمد على باشا، وهؤلاء لهم دور خلاق في التاريخ وفي حركة الترجمة، لا يمكن إنكاره، إذ استعملا الترجمة كهدف استراتيجي لبناء الدولة بناءً علمياً.
والدورة الـ 49 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب تستمر حتى 10 فبراير، تقام خلالها فعاليات على مدار خمسة عشر يوماً متصلة بمشاركة 27 دولة بجانب مصر منها 15 دولة عربية.
المصدر: مصرالعربیة