سَلِ الدارَ هل عادتْ إليها الحبائبُ
أمِ اغترَبتْ فالقادماتُ نوائبُ
لعَمْريَ ما أعطى لها الدَّهرُ حقَّها
مَقاماً علا قد شبّ فيهِ الأطايبُ
بهِا آيةُ التطهيرِ تبْذُلُ جُودَها
ومافتِئتْ عَبْرَ الزمانِ تُواصِبُ
هي الدارُ آلُ المُصطفى وعقيدةٌ
ومَظهرُ قرآنِ السَّما ومَواهِبُ
فواهاً لها حُزناً أدامَ تألُّماً
على الخلقِ لمّا داهَمَتْها المصائِبُ
وكانَ بِها أوصَى النبيُّ محمدٌ
على أمَلٍ أن يستجيبَ المُصاحِبُ
فصَدَّ أُناسٌ اُضمرُوا الغدرَ مَذْهبَاً
وصادرَ ميراثَ الزكيَّةِ غاصِبُ
وجَفَّتْ ينابيعُ الصفاءِ ولم يزَلْ
يسُوسُ الورَى وَزْغٌ أضَلَّ وخائِبُ
وما كانَ أصحابُ الهدايةِ منهجاً
سوى عِتْرةٍ طُهْرٍ وبيتٍ يُواهِبُ
وقالتْ بذا الزهراءُ يومَ تواطأتْ
سياساتُ أحلافٍ بِليلٍ تناوبُوا
أبانَتْ لهم معنى العقيدةِ فِكرةً
بخطبتها العُظمى وعِلْمٍ يُقارِبُ
ونادَتْ أيا أهلَ الجهادِ تسمَّعُوا
فدونكُمُ الفُتيا ومِثلِي يُخاطِبُ:
أنا ابنةُ من نادى بأَجْرٍ مَودَّةً
مودةَ قُربىً للجميعِ مَكاسِبُ
مودّةُ قربى أحمدٍ لصلاحِكُمْ
كما نطقَ القرآنُ نِعْمَ المخاطِبُ
هنيئاً لمن أوعى وتابعَ هدْيَنا
وتعساً لمن عادَى وباتَ يُجانِبٌ
لقد فضَحتْ أمرَ السقيفةِ فاطِمٌ
ودلّتْ على الهادي فلم يتجاوبُوا
فعادتْ بأذيالِ الكآبةِ والأسى
وقالتْ ألا غُبُّ التعامِي التَحارُبُ
ألا خابَ مَنَ عافَ الوَصيَّ إمامَةً
كما خابَ مِنْ قبلُ الرّجيمُ المُشاغِبُ
فلن تلبثُوا حتى تذُوقُوا شنارَها
وانّي وأيمِ اللهِ عَيْنٌ تُراقِبُ
ألا إنني الزهراءُ بنتُ محمدِ
انا اْبنَةُ طه المصطفى لا اُوارِبُ
تحرّيتُمُ التضليلَ بعد هِدايةٍ
أتاكمْ بها خَيرُ الأنامِ المواظِبُ
أرادَ بكُم رِفقاً وبِرّاً ورأفةً
ولكنَّ مَنْ أغوَى عليهِ المثالِبُ
ويوم حسابِ اللهِ يحكُمُ بينَنا
أمامَ رسولِ الله والحقُّ غالِبُ
بقلم : حميد حلمي زادة
13 جمادى الأولى 1439
31 يناير 2018