أول رئيس إتحادي ألماني يزور لبنان مند 120 سنة.. ولماذا الآن؟!

الثلاثاء 30 يناير 2018 - 15:00 بتوقيت مكة
أول رئيس إتحادي ألماني يزور لبنان مند 120 سنة.. ولماذا الآن؟!

لبنان - الكوثر: توافق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس جمهورية المانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير على ضرورة ايجاد حل سياسي للأزمة السورية الراهنة، كما على اهمية مشاركة المانيا في المؤتمرات الثلاثة التي سوف تعقد في روما وبروكسيل وباريس لدعم لبنان.

وصل الرئيس الالماني الذي وقرينته السيدة إلكه بدنبندر الى بيروت  في مستهل زيارة رسمية  تستمر حتى الاربعاء المقبل، قد وصلا الى القصر الجمهوري في بعبدا حيث استقبلهما الرئيس عون واللبنانية الاولى عند مدخل البهو.

 محادثات ثنائية ثم موسّعة

بعد ذلك، توجه الرئيسان عون وشتاينماير الى صالون السفراء حيث عقدا لقاء ثنائيا انضم في نهايته اعضاء الوفدين في محادثات موسعة تناولت مختلف المواضيع ذات الاهتمام المشترك، ثم تطرق الرئيسان الى المواضيع ذات الاهتمام المشترك خصوصاً في مجال التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ودور المانيا في دعم المؤتمرات الثلاثة التي سوف تعقد في روما وبروكسيل وباريس حيث أكد الرئيس الالماني مشاركة بلاده في هذه المؤتمرات لدعم لبنان. وتناول البحث أيضاً الاوضاع الاقليمية والدولية والوضع في سوريا ومعاناة النازحين السوريين في لبنان والدول التي نزحوا اليها . كذلك تطرق البحث الى ازمة الشرق الاوسط والقضية الفلسطينية والقرار الاميركي باعتبار القدس عاصمة "لاسرائيل". واطلع الرئيس عون الرئيس الالماني على استمرار الانتهاكات الاسرائيلية للقرار 1701 وآخرها محاولة اقامة الجدار الاسمنتي على الحدود الجنوبية والتحرك الذي بدأه لبنان لمواجهة هذا الاعتداء على السيادة اللبنانية.
وشكر الرئيس عون الرئيس الالماني على مشاركة البحرية الالمانية في القوة البحرية العاملة ضمن «اليونيفيل»  وعلى الدور الذي تقوم به لتطبيق القرارات الدولية والمحافظة على الاستقرار والسلام. وتوافق الرئيسان اللبناني والالماني لجهة ضرورة ايجاد حل سياسي للأزمة السورية الراهنة، كما تطرق البحث ايضاً الى مطالبة لبنان بأن يكون مركزاً لحوار الاديان والحضارات.

 المؤتمر الصحافي

وبعد انتهاء المحادثات، انتقل الرئيسان عون وشتاينماير الى صالون 22 تشرين الثاني حيث عقدا مؤتمرا صحافيا استهله الرئيس عون بالكلمة الاتية: «تطرقنا خلال المحادثات الى مشاركة المانيا في ثلاثة مؤتمرات مهمة ينتظرها لبنان قريباً، ويُجري لها كل التحضيرات اللازمة، وهي : مؤتمر روما-2 لدعم الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية، ومؤتمر الأرز cedre  الذي ينعقد في باريس لدعم الاقتصاد اللبناني، ومؤتمر بروكسيل للدول المضيفة للنازحين السوريين، بمشاركة الدول المانحة. وشدد في هذا السياق على الأهمية التي يوليها لبنان لمشاركة ألمانيا، والدعم الذي يمكن أن تقدمه لنجاحه، والذي سيسهم بلا شك في توطيد الاستقرار والأمن والسلام في وطننا. وأجرينا كذلك جولة أفق في الأوضاع والتطورات الإقليمية. وكان هناك تركيز على ضرورة تبلور حلول سلمية، توقف دوامة العنف والحروب والارهاب التي اشتعلت في العديد من الدول العربية، مهددة استقرارها ووحدتها، وانتقلت شظاياها حتى الى ارجاء مختلفة من العالم. واستعرضنا معاً ملف النازحين السوريين الشائك، فأطلعت الرئيس الالماني على الأعباء التي يتحملها لبنان نتيجة وجود اكثر من مليون و800 الف نازح على أراضيه منذ اندلاع الحرب في سوريا، التي تضاف الى ملف اللجوء الفلسطيني المزمن، وهو ما يولد انعكاسات اقتصادية، واجتماعية، وانسانية، وامنية، ترخي بثقلها على بلدنا، وتهدد مستقبل شعبنا، واستقرارنا الاجتماعي. واكدت ان مواجهة اعباء النزوح السوري، هي مسؤولية دولية مشتركة، ويجب العمل سريعاً على وضع حد لمعاناة النازحين، وتأمين عودة آمنه لهم الى بلادهم.
وفي شأن مرتبط، تناولت المحادثات ملف الأمن ومكافحة الارهاب، فكانت مناسبة لعرض ما حققه لبنان في هذا المجال، ونجاحه في ضبط وتفكيك عشرات الشبكات والخلايا الارهابية، اضافة الى المواجهة العسكرية الناجحة والحاسمة التي خاضها الجيش اللبناني الخريف الماضي ضد الارهابيين في جرود البقاع الشمالي. وركزنا على اهمية التعاون الدولي، في المواجهة مع الارهابيين، فكراً وتنظيماً، حيث يشكل لبنان جزءاً من الجهود الدولية الرامية الى القضاء على الارهاب.
وفي ختام المحادثات، أكدت للرئيس الالماني «ضرورة وقوف بلاده الى جانب لبنان في وجه الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة عليه، وشددت على اهمية الالتزام بتطبيق القرار الدولي رقم 1701 بكل مندرجاته».
بدوره، قال الرئيس شتاينماير: «يسرني اليوم ان آتي في زمن تم فيه تجاوز ازمة حكومية داخل لبنان، وخلال تحضيراتي للزيارة، دهشت انني اول رئيس اتحادي الماني يقوم بزيارة رسمية الى لبنان، وهذا مدعاة سرور لي. سيتاح لي اليوم التحدث مع ممثلي جميع الطوائف في لبنان والاستماع الى وجهة نظرهم حول الاوضاع اللبنانية، وهذا سيسمح لي بتكوين صورة اوضح، وانا اتطلع بالفعل لهذا اللقاء. تحدثتم،فخامة الرئيس، عن النازحين السوريين الذين استقبلتموهم بحفاوة، ويتم تزويدهم بما يحتاجونه، واعبّر عن تقديري الخاص جداً لهذه الخطوة. لقد تحدثنا معكم ومع عدد من الوزراء، عن تأثر المانيا بتبعات النزوح السوري منذ اعوام عدة، واتضح لنا بشكل اكبر كم ان التحديات الاقتصادية والاجتماعية هائلة بالنسبة الى لبنان بشكل خاص. نحن نعلم ذلك، وقد استخدمنا كل الامكانات الممكنة لنا لدعم لبنان في هذا المجال، وهذا ليس فقط من اجل النازحين ولكن ثلثي المساعدة الانمائية التي نقدمها للبنان، تصب في اسس بنيوية على غرار الانظمة المدرسية ومياه الشفة وغيرها، وهي امور لا يستفيد منها فقط النازحون فقط، بل جميع اللبنانيين. لم تقتصر مساعدتنا على الامور الانسانية والبنوية، ولكننا نهتم بالاستقرار داخل لبنان، ومن صميم مصلحتنا ان يتواصل هذا الاستقرار، وقد ساهمنا منذ البداية في دعم الاجراءات الامنية عبر مشاركتنا في قوات «اليونيفيل» ، وسنزور البارجة الالمانية التي ترسو في لبنان لمؤازرة هذه القوات.
وأضاف «ان عقيلتي قاضية في المانيا، وهي تتطلع لتلبية دعوة تلقتها من قاضيات لبنانيات لاجراء نقاش غداً، كما ستزور مدرسة تستقبل اطفالاً لبنانيين ومن النازحين السوريين، ساهمت المانيا في تحسين ظروفها.

الديار

24-101
 

 

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 30 يناير 2018 - 14:39 بتوقيت مكة