الاتفاق النووي وفشل التعبئة الأمريكية ضد ايران

الأحد 28 يناير 2018 - 11:55 بتوقيت مكة
الاتفاق النووي وفشل التعبئة الأمريكية ضد ايران

مقالات - الكوثر: ما زال الاتفاق النووي الموقّع بين ايران ودول 1+5 ماضٍ في الاتجاه المحدد له وحاظياً بدعم جاد من الأعضاء الموقعين عليه الاوربيين منهم وغير الاوربيين رغم العراقيل التي كان ومازال الرئيس الامريكي يضعها لإفشاله.

وقد بينت التقارير أنّ ترامب حدد أربعة شروط لتمديد تعليق الحظر ضد ايران وأنّ وضع مثل هذه الشروط دليل على ضعف ترامب وإضطراره على القبول بالاتفاق بسبب الضغوط الدولية الجمة التي أرغمت واشنطن نهاية المطاف على الإنسحاب عن مواقفها التعنتية .

وتمثلت الشروط الأربعة التي حددها ترامب، في السماح بالتفتيش الفوري لجميع المواقع التي تُطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيشها وضرورة عدم قيام ايران بانتاج أوإستعمال أسلحة نووية وكذلك تحديد الموقف من النشاط الصاروخي الايراني فضلاً عن الإستمرار في الاحتفاظ بالقيود الزمنية الموضوعة ضد النشاط النووي وغير النووي الإيراني.

هذا وحاول الرئيس الأمريكي توظيف شروطه الأربعة لخلق إجماع دولي ضد ايران، إنما لم يحصد سوى الفشل حيث اُضطرّ نهاية الأمر إلى الإعلان عن إلتزامه للمرة الثالثة بالاتفاق النووي خاصة بعد أن أعلن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أنّ التزام ايران بالاتفاق رهن بالتزام الجانب الأمريكي به.

وعن الجانب الاوروبي فقد جاءت تصريحات مسؤولي الدول الاوروبية مؤاتية لما تطمح اليه ايران إذ قامت ثلاثية اوروبية تكونت من فرنسا وألمانيا وبريطانيا بإصدار بيان أعربت فيه عن دعمها للاتفاق والتزامها به وبذلك سدت الطريق أمام ترامب للتلاعب بالاتفاق فقد تبين لترامب بوضوح أنّ خروج بلده عن الاتفاق النووي ومواصلة الدول الاوروبية الالتزام به سيعني عزلة أمريكية.

وفي نفس الوقت لايعني هذا التمديد الأمريكي لتعليق الحظر على ايران لأربعة أشهر اُخرى انسحاب الجانب الأمريكي عن مواقفه السابقة في وضع عراقيل أمام تطبيق الاتفاق و التخطيط لمؤامرات جديدة للتهرب عن الالتزام به أمريكياً.

وتجلي هذا النهج الامريكي الجديد بوضوح خلال زيارة مايك بنس نائب رئيس الجمهورية الأمريكي للشرق الأوسط و التصريحات ذات الطابع الترامبي التي أدلى بها في هذا الشأن داخل الكنيست الصهيوني حيث أعلن مايك بصراحة مايفكر به الرئيس الأمريكي وإعتباره الاتفاق النووي المبرم مع ايران كارثة لن تقوم الولايات المتحدة بالمصادقة عليه مرة اُخرى لكونه إتفاقاً فارغاً عن أية قاعدة و ركيزة سليمة.

علماً بأنّ الولايات المتحدة بدأت أخيراً بخطوات للتقرب إلى الجانب الاوروبي وخلق إجماع معها ضد ايران عبر طرح قضايا كحقوق الانسان والنشاط الصاروخي الايراني والدور الايراني في المنطقة ولكي تنجح واشنطن شيئاً فشيئا بإدخال تعديلات على الاتفاق بخلفية وتأييد اوروبي لكنّ التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الاوروبيون في الآونة الأخيرة دلت على مدى وعيهم حيال هذه المؤامرة وعدم إمكانية وقوعهم في الفخ الاميركي.

24-101

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 28 يناير 2018 - 11:46 بتوقيت مكة
المزيد