اكدت وكالة الانباء الفرنسية في تقرير لها، أن السجون في العراق تضم نحو 20 ألف شخص يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم داعش الارهابي من بينهم اسماء كانت تبث الرعب في العراق وخارج حدود المناطق التي يسيطر عليها داعش ومن بينهم "ذو اللحية البيضاء"، "الصندوق الأسود"، أو "أباعود الجديد".
وذكر التقرير الذي نشر اليوم (25 كانون الثاني 2018)، ان "ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي يتداولون صوراً لوجوههم التي تبدو عليها ملامح الهزيمة، أو في وسائل إعلام تنشر صور سيلفي لجنود أثناء اعتقالهم (الارهابيين)، وأخرى للمعتقلين بملابس السجناء".
واضاف، أنه "بعد استعادة السيطرة على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق وأبرز معاقل التنظيم المتطرف في البلاد، بدأت القوات الأمنية عملية البحث عن الارهابيين، وتؤوي السجون في العراق حتى الآن نحو 20 ألف شخص يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم داعش الارهابي"، وفق ما يقول باحثون.
واوضح التقرير، ان "عمليات البحث شملت الأنقاض والأنفاق التي حفرها الارهابيون على مدى 3 سنوات إلى جانب مخابئ في المدينة ومحيطها، وداخل المدينة القديمة، وتحديداً قرب مسجد النوري الذي شهد الظهور العلني الوحيد لزعيم التنظيم الارهابي أبو بكر البغدادي، الذي لا يزال متوارياً عن الانظار، وقد تمكنت قوات مكافحة الإرهاب من القبض على الرجل المعروف بـ (الصندوق الأسود) لتنظيم داعش".
وقال المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب صباح النعمان، انه "وبعدما أرسل انتحاريين وانغماسيين سعياً لصد تقدم القوات الحكومية في المدينة القديمة، لم يكن أمامه خيار إلا الاستسلام".
وعند خروجه من مخبئه تحت الأرض عاري الصدر محاطاً بجنود فيما غطت وجهه لحية وشعر أبيض أشعث، سطرت نهاية قاضي قضاة الخلافة الذي سن القوانين على مدى سنوات في محاكم الارهابيين المعروفة بتشددها.
وأوضح النعمان أن التحقيق مع هذا الرجل المتحدر من الموصل وصاحب الأعوام الستين، مستمر، لأنه بالتأكيد أحد أولئك الذين يمكن أن يكشفوا للسلطات أسراراً كثيرة عن التنظيم الارهابي.
وتؤكد مصادر أمنية واستخبارية أن المنصب الذي كان يشغله الرفاعي على رأس الهرم القضائي في التنظيم الارهابي ، يجعله في موقع التسلسل الثالث من ناحية الأهمية بين الارهابيين.
واشارت الوكالة في تقريرها الى ان المفتي أبو عمر الذي ظهر في إصدار "رجم المثليين" هو الشخصية الأخرى التي وقعت بيد السلطات العراقية والضليعة بأمور العقيدة لدى التنظيم الارهابي أيضاً، وله ألقاب عدة، إذ تطلق عليه أسماء "ذو اللحية البيضاء" أو "سفاح الموصل"، ويدعى عز الدين طه أحمد وهب، وكان مفتياً للموصل إلى حين تحريرها.
وظهر وهب في إصدارات للتنظيم في ذروة سيطرتهم على المدينة، بلباس عسكري وبندقية كلاشنيكوف، وهو يقرأ حكم الإعدام عن طريق رمي المحكومين من السطح أو الرجم، على مجموعة من الفتية بتهمة المثلية الجنسية، وبعد ذلك، عثرت عليه السلطات مختبئاً في منزل في مدينة الموصل وقد خفف لحيته، وانتشرت صوره في هذا المكان على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتنقل فرانس بريس عن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى محمد إبراهيم قوله، إن "صاحب اللحية البيضاء اعتقل بناء على إخبار من مواطن في منطقة الفيصلية في شرق مدينة الموصل"، ويضيف "كان لا يخرج نهائياً من المنزل الذي يقطنه، كان يحبس نفسه داخل الدار، لكنه خرج في يوم إلى حديقة المنزل نهاراً، فشاهده أحد الجيران، وتلقت الاستخبارات المعلومات، وعلى إثر ذلك تم اعتقاله".
ومنذ ذاك الحين، صار "السفاح" حديث وسائل التواصل الاجتماعي، وعلّق أحدهم بالقول "هذا الرجل أرعب أهل الموصل، لقد رمى الناس بالحجارة حتى الموت، وعلى أهل الموصل تعليقه بميدان عام، وقتله رمياً بالأحذية".
وإذا كان "ذو اللحية البيضاء" و"الصندوق الأسود" يعملان في إدارة الخلافة، فإن أبو حمزة البلجيكي كان يحضر للمستقبل، وقاتل البلجيكي في كوباني في شمال سوريا وفي تكريت والرمادي ونينوى في العراق، وكان مسؤولاً عن تدريب أكثر من 60 مما يسمى أشبال الخلافة الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و13 عاماً، على الرياضة والقتال، وفق ما قال لمحققيه.
واختار البلجيكي لنفسه اسم أبو حمزة، وهو من أصول مغربية ويدعى طارق جدعون، وانضم إلى التنظيم الارهابي في العام 2014.
وشكل جدعون كابوساً لأوروبا من خلال دعوته من الموصل إلى ضرب فرنسا، فأطلق عليه اسم "أباعود الجديد"، نسبة إلى مواطنه عبد الحميد أباعود، أحد منفذي اعتداءات 13 (تشرين الثاني) عام 2015 في فرنسا.
ويقبع أبو حمزة البلجيكي اليوم في السجون العراقية بانتظار المحاكمة استناداً إلى قانون مكافحة الإرهاب الذي بموجبه حكم على العديد من الارهابيين الأوروبيين بالإعدام.
104