واوضح ظريف في هذا المقال، "ان هزيمة داعش لم تكن المبشر الوحيد بعودة الاستقرار الى اجزاء كثيرة من المنطقة، وبالتزامن مع تلك الهزيمة تمت اثارة ازمات جديدة"، منوها الى ان "داعش قدم اكثر المضامين الشيطانية ظلماً للمجتمع البشري ومع ذلك ان هذه المسألة وفرت الفرصة للاجتماع ومحاربة هذا التهديد".
ولفت ظريف الى ان العمل المشترك ضد داعش يمكنه ان يكون بشرى جديدة، قائلا، لذلك هناك حاجة الى ادبيات ومناهج جديدة لتتناسب مع عالم يتجه نحو عالم "ما بعد الغرب"، مشيرا الى ان هناك مفهومان يمكنهما تشكيل نموذج فكري في حال ظهور "غرب آسيا" هما "فكرة المنطقة القوية" و"ايجاد شبكة امنية".
وأشار وزير الخارجية الايراني في هذا المقال، الى ان هدف "المنطقة القوية" الذي يتعارض مع الهيمنة والغاء الاخر له اساس في معرفة ضرورة احترام مصالح جميع الاطراف، موضحاً ان التسابق التسليحي في المنطقة نموذج عن التنافس المخرب، حيث ان اتلاف المصادر الحيوية من اجل ملىء خزائن مصنعي الاسلحة لم يساعد على ارساء السلام والامن.
واشار ظريف الى ان فكرة الامن الجماعي لاسيما في منطقة كمنطقة الخليج الفارسي فقدت كفائتها لعدة اسباب رئيسية، قائلا: ان الشرط لهذه الفكرة هو الاشتراك في المصالح، وان "ايجاد شبكة امنية" هي فكرة ايرانية لتسوية القضايا التي تنتج عن الاختلاف في المصالح وحتى الاختلاف في القوة ومساحة الدول.
ولفت الى ان هذه الفكرة تتقبل الاختلاف بدلا من محاولة التستر على تعارض المصالح، وعبر التشاركية تمنع من انشاء الدول الكبيرة لنظام حكم الاقلية، ويعطي مجال المشاركة للدول الصغرى، قائلا، ان المساواة في سيادة الدول والامتناع عن اللجوء الى القوة والتسوية السلمية للنزاعات واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤون الدول واحترام حق تحديد المصير من اهم قواعد هذه الفكرة.
وأوضح ان "ايجاد شبكة أمنية" ليست فكرة وهمية، اذ ان هذه الفكرة حل واقعي للخروج من العجلة المعطوبة الراهنة والتي تأسست على اساس الاعتماد على القوى الاجنبية والتحالفات القائمة على الغاء الاخر ووهم شراء الامن بالدولارات النفطية او التملق للاخرين، ويتوقع ان ترى الدول الاخرى لاسيما الدول الاوروبية الجارة لنا، هذا التوجه على انه يصب في مصلحتها ودعوة حلفائها في المنطقة لقبوله.
ولفت ظريف الى ضرورة الاتجاه نحو الحوار من اجل العبور من الاضطراب الراهن والتوجه نحو الاستقرار، قائلا، وكأول خطوة في سبيل الحوار الاقليمي، فأن الجمهورية الاسلامية الايرانية تقترح انشاء "مجمع حوار اقليمي في الخيلج الفارسي" ودعوتنا السابقة للحوار مازالت قائمة وننتظر اليوم ان يقبل جوارنا هذه الدعوة وان يشجعهم حلفاؤهم في اوروبا والغرب ايضاً.