وفي مقالته، رجح وينتور أنّ يؤدي اعتماد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا خطاباً “متوسط الحدّة” عند التعليق على العملية التركية في عفرين إلى مواصلة تركيا مساعيها الهادفة إلى طرد المقاتلين الأكراد من هذه المنطقة، متخوّفاً من إمكانية توصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى اتفاق مع دمشق وموسكو.
في هذا السياق، حذّر وينتور من قدرة هذا الواقع على التسبّب بكارثة للولايات المتحدة الأميركية، لافتاً إلى أنّ أوروبا لم تولي أهمية للتصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية ريكس تيلرسون الأسبوع الفائت، حيث تعرّض لانتقادات واسعة لعدم تقديمه تفاصيل عن أوراق الضغط “الحقيقية” التي يمكن لبلاده وللغرب لعبها من أجل دفع موسكو إلى التخلي عن الرئيس السوري بشار الأسد.
وينتور الذي نقل عن الديبلوماسيين الغربيين تهديدهم بالتخلي عن تمويل إعادة الإعمار في سوريا وعن وعد واشنطن إبقاء 2000 جندي أميركي في سوريا إلى أجل غير مسمى ودعم الأكراد لإنشاء قوة أمنية حدودية في شمال البلاد، أكّد أنّ قيمة أوراق الضغط هذه تنخفض بشكل كبير جداً إذا ما كانت مفتقدة للدعم التركي.
وعليه، رأى وينتور أنّ وقوف أنقرة إلى جانب موسكو سيمكّن الأخيرة من السير قدماً بالحل السياسي لسوريا الذي ستعلنه في مؤتمر الحوار الوطني السوري المدعوم تركياً وإيرانياً، في سوتشي في 29 و30 الشهر الجاري.
في هذا الإطار، شرح وينتور بأنّ الغرب يخشى من أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتبر مؤتمر سوتشي بديلاً لمحادثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة، لافتاً إلى أنّه يُحتمل أن يفضي المؤتمر إلى بقاء الأسد في الحكم وإلحاق تعديلات بسيطة بالدستور السوري.
كما تطرّق وينتور إلى التقارب الروسي-التركي، مذكّراً بتأجيل موسكو مؤتمر سوتشي مرات عدة بسبب معارضة أنقرة مشاركة حزب “الاتحاد الديمقراطي الكردي” وجناحه المسلح المتمثّل بـ”وحدات حماية الشعب التركية”، لاتهامه بالارتباط بحزب “العمال الكردستاني” الذي تصنّفه بالإرهابي.
وفي ما يتعلق بخطوط الاتفاق الروسي-التركي العريضة، توّقع وينتور أن تشمل دعم أنقرة عملية السلام الروسية وموافقة موسكو ضمنياً على التحرّك التركي الرامي إلى إضغاف السوريين الأكراد على حدودها.
واستناداً إلى هذه الحقائق، خلص وينتور إلى إمكانية قبول واشنطن باكتساب أنقرة موطئ قدم مؤقت في سوريا لإنقاذ علاقتها معها من التدهور.
المصدر : لبنان 24