ويشن إعلام النظام السعودي وأذرعه بالصحف ومواقع التواصل هجوما عنيفا على الكويت وقياداتها، بسبب موقفها المناصر لقطر منذ بداية الأزمة والذي رجح كفة قطر وحال دون كارثة الغزو العسكري التي تحدث عنها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد سابقا.
ودون “العامر” في تغريدة له بتويتر اعتبرها ناشطون تهديد صريح من النظام السعودي على لسان أتباعه ما نصه:”إذا تمادى إخونجية الكويت وعملاء إيران في التصعيد ومعاداة دول الخليج(الفارسي) والوقوف مع #قطر ، أجزم أننا سنرى درع الجزيرة يدخلها في يوم ما .” حسب زعمه.
ويبدو أن هذه الحملة الإعلامية “المسعورة” ضد الكويت منظمة وممنهجة ومتفق عليها مسبقا، حيث أنه من جديد وفي إطار الحملة المنظمة من قبل كتاب سعوديين مقربين من الديوان الملكي للتشكيك في موقف الكويت من الازمة الخليجية، وفي محاولة للمن عليها بتصوير بلادهم بأنها من حررت الكويت من الغزو العراقي لها عام 1990، وجه رئيس تحرير صحيفة “عكاظ”، جميل الذيابي انتقادات كبيرة للموقف الكويتي.
وجميل الذيابي، رئيس تحرير عكاظ السعودية، والمشهور بخبير المعدة القطرية، أصبح شغله الشاغل إشعال الفتنة في الخليج(الفارسي)، والإساءة لرموزه ودوله، فبعد إساءاته وتجاوزاته وانتهاكاته لكل مواثيق شرف مهنة الصحافة في هجومه على قطر والإساءة لها، عبر مقالاته وتصريحاته، التي كشفت ضحالة ثقافته وسوء أدبه وقصر نظره، أساء الرجل للكويت وقيادتها ورموزها إساءة تجاوزت الأعراف والحدود، لحياد أمير الكويت في الأزمة الخليجية، في مقال نشره أمس بعنوان تصدره كلمة “خيبة”، وما أظهر فيه سوى خيبته هو وخيبات من حرضه على ما تقيأه من كلمات.
ورغم أن هجوم الذيابي على الكويت ووساطتها وحيادها ليس بجديد، حيث سبق أن حرض الكويت على قطر في مقال كتبه في أكتوبر الماضي تحت عنوان “هل انحازت الكويت لقطر؟”، كما انتقدها مجدداً في ندوة في البحرين في ديسمبر الماضي، قال فيها “دبلوماسية حب الخشوم ولّت” ويجب أن تنضم الكويت وعمان إلى دول الحصار لـ”خنق” قطر أكثر، إلا أن مقال أمس وصل فيه الرجل قاع الابتذال من الإساءة والتحريض.
فلم يجد “خبير المعدة القطرية” – هكذا يصفه الكثير من الخليجيين عندما قال إن القطريين والمقيمين بالدوحة لن يصبروا على الحصار المفروض عليهم من السعودية والإمارات والبحرين لأن معدة القطريين ليست معتادة على المنتجات التركية – حرجاً في أن يصف أهل الكويت بضحالة الفكر لمخالفته في الرأي بشأن الأزمة الخليجية، وهم أكثر منه وعياً وفكراً وأدباً وخلقاً، حيث يقول الرجل في مقاله “بعض الإخوة في الكويت يبدو لي أن قراءاتهم السياسية، واستشرافهم لآفاق تطور الوضع الخليجي، في ظل استمرار الأزمة مع قطر، ليست بالكثافة التي تتيح لهم الرد المنطقي على من يخوض في هذا الشأن عن معرفة ومراقبة ومتابعة دقيقة للأحداث”، هكذا هو خبير صحافة الأعضاء البشرية قيم نفسه خبيراً لعقول أهل الكويت المخالفين له في الرأي.
كما لم يجد خبير صحافة الأعضاء البشرية حرجاً في الإساءة لقيادة الكويت وشعبها بل ويعايرها بالموقف الذي وقفته معها السعودية إبان غزو صدام حسين لها، متناسياً أن دول الخليج(الفارسي) كلها كانت على قلب رجل واحد، وكان في مقدمتهم قطر، يكمل الذيابي تقيؤه فيما يسميه مقالاً: قائلاً: “المجاملة أو ما تسميه الشقيقة الكويت «الحياد» خلال وساطتها يثير تساؤلات مشروعة: لماذا هذا الصمت وعدم رفع الصوت بإدانة السلوكيات والمخططات القطرية؟ ماذا لو مارست تلك الدول الحياد عندما غزا صدام حسين الكويت، وانتظرت عن إبداء مواقفها بحجة «الحياد» في قضية عادلة؟”، الأمر الذي أثار جدلاً وفتنة بين مغردي الكويت والسعودية، بعد غضب الكويتيين من السماح لمن يزعم أنه صحفي من الإساءة لهم.
ثم يكمل الرجل مقاله مستعرضاً أكاذيبه أو جهله بمتابعة مجريات الأحداث، قائلاً إن “واشنطن تتبع سياسة «الصبر الإستراتيجي»، وتنتظر ما ستقوم به الدوحة بعد توقيع مذكرة تفاهم بينهما في يوليو الماضي، تحدد الخطوط العريضة للجهود المستقبلية التي على قطر القيام بها من أجل مكافحة الإرهاب”، ويبدو أن أحداً لم يبلغ هذا الرجل أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجرى اتصالا بأمير قطر قبل أيام أشاد فيه بجهود قطر في مكافحة الإرهاب، أو أن الرجل من صدمته من مديح ترامب لقطر وقيادتها يعيش حالة من إنكار الواقع، جعلته لا يعرف ماذا يقول.