تنبأ في روايته بإمكانية السفر إلى مستقبل، ينقسم فيه الناس إلى جنسين مختلفين الأول للأغنياء فيصبحون جنس الأيلو الغني الضعيف، وجنس المورولوك للفقراء، ويصبح أقرب إلى الوحوش والحيوانات.
الكاتب كان يوظف الخيال لنقد الواقع الطبقي في بلاده.
لكن فكرته الخيالية للسفر خارج الزمن – والتي استلهمتها السينما فيما بعد - صارت مقبولة علمياً مع نظريات الفيزياء الحديثة التي تقول إن السفر عبر الزمن ممكن نظريا عبر ممرات تسمى الثقوب الدوديه وهي ممرات داخل الثقوب السوداء التي تم اكتشافها في العام.
لكن سفر الفيزياء يختلف عن رواية ويلز.
الحقيقة الأولى: السفر ممكن فقط إلى الوراء
فبينما نجح ويلز في رسم المستقبل نظريا، فإن الفيزياء قالت بحزم إن السفر ممكن لكنه للخلف فقط.. بمعني أنه لو تخيلنا أن السفر في الزمن أمر ممكن نظريا وعلميا فانه لن يكون سوى للماضي.
والثقوب السوداء أجسامٌ ذاتُ كتلةٍ فائقة، حتّى الضوء لا يستطيع الإفلات منها، إذا اقترب بشكلٍ كافٍ.
وقد تنبأ ألبرت آينشتاين بوجود الثقوب السوداء للمرة الأولى عام 1916، في نظرية النسبية، وتم اعتماد مصطلح "الثقوب السوداء" عام 1967 من قبل عالم الفلك الأميركي جون ويلر، كما أن أول ثقب أسود تم اكتشافه كان في عام 1971.
الحقيقة الثانية: الزمن جزء من النسيج الكوني
ويعتقد العلماء اليوم بفضل نظريات آينشتاين أن الزمن هو جزء من نسيج الكون، وهو متصل بالمكان ولا يمكن فصله عنه، وأن الأبعاد الأربعة (الطول والعرض والارتفاع، إضافة إلى بعد الزمن) تكون العالم الذي نعرفه.
والأغرب بحسب هذه النظرية أن البعد الرابع، وهو الزمن، لا ينعدم بمجرد مرورنا به، أو مروره بنا، أي أن اللحظات التي مررنا بها لا تصبح مجرد "ذكريات" في أذهاننا ولا ينتهي وجودها الواقعي، بل هي لا تزال تحتفظ بوجودها الفيزيائي الواقعي.
وكل ما في الأمر أن عقلنا لم يعد يدركها لأنه غير معد لذلك.
الحقيقة الثالثة: يمكن السفر إذا وجدنا الثقب الأسود الهائل
في مدونة فوربس، أوضح عالم الفيزياء الفلكية إيثان سيجيل كيف يمكن للمرء أن يسافر من خلال الثقب الدودي -حسب نظرية النسبية العامة لأينشتاين -والعودة في الوقت الحالي.
وقال إن علينا أولاً أن نعتبر الثقب الدودي بوابة من خلال الفضاء التي تنشأ عن طريق تقلبات الطاقة في الاتجاهات الإيجابية والسلبية، وكل اتجاه يخلق مساحات منحنية تعارض الاتجاه الآخر، فلو كانت هذه المساحات متصلة سيتكون لديك الثقب، وإذا استمر طويلا بما فيه الكفاية، نظريا يمكن نقل الجسيمات من خلاله.
ومع ذلك فإن توسيع نطاق هذا الأمر حتى يتمكن الإنسان من المرور عبره سيكون أكثر صعوبة. لان هذا، سيتطلب اكتشاف الجزيئات ذات الكتل والاتجاهات السلبية وما تحمله من طاقة.
وبمجرد أن نجد هذا سنكون بحاجة إلى إنشاء ثقب أسود هائل نظير له في الكتلة السلبية والطاقة. وذلك ما يمكننا اعتباره "ثقبا دوديا قابلا للانتقال من خلاله" عبر الزمن.
وفي حالة صار لديك ثقب دودي فإنك ستحتاج إلى القوانين النسبية الخاصة بهذه الحالة للتعامل مع عنصر الزمن.
الحقيقة الرابعة: يتباطأ الزمن كلما زادت سرعة السفر
فإذا كنت تسافر بسرعة تقترب من سرعة الضوء، فإنك ستواجه ظاهرة تعرف باسم "تمدد الزمن"، كما كتب سيجيل حيث إن "سرعة تنقلك في الفضاء وتنقلك في الزمن ترتبط عكسيا بسرعة الضوء، فكلما زادت سرعة سفرك في الفضاء، قلّ الزمن الذي تقضيه في تنقلك في الفضاء".
ولنفرض مثلاً أنك كنت مسافراً إلى مكان يبعد مسافة 40 سنة ضوئية في سرعة الضوء تقريباً، فإنك عندما ستعود إلى الأرض ستجد أن أكثر من 80 عاماً قد مرت؛ وذلك لأن الزمن يسير إلى الأمام ولكنه يعتمد على مدى السرعة التي كنت تتحرك بها عبر الفضاء.
في وجود الثقب الدودي ومع هذه التغييرات، تخيل أن إحدى نهايتي الثقب لا تزال أقرب إلى السكون واللاحركة، كاقترابها من الأرض، في حين أن النهاية الأخرى تخضع لقوانين نسبية قريبة من سرعة الضوء. ثم تخيل أنك تدخل من النهاية التي تتحرك بسرعة جبارة فيما يقارب العام فماذا سيحدث؟
حسناً، السنة ليست هي نفسها للجميع، خاصة إذا كانوا يتحركون عبر الزمان والمكان بشكل مختلف! إذا كنا نتحدث عن نفس السرعة التي كنا نتحدث عنها في السابق.
فإن زمن النهاية الأولى للثقب، التي حدث فيها الانتقال، قد مر على تكوينها 40 عاماً، ولكن في النهاية الأخرى للثقب وما تبقى منه يكون قد مر عليها عام واحد فقط.
فعندما تمر من الطرف الأول للثقب وتعود مرة أخرى على الأرض سيكون قد مضى عام واحد على الأرض من تاريخ نشأة الثقب الدودي في حين أنك أنت نفسك استغرقت 40 عاماً للمرور من خلاله!
ويضيف: "هناك أشياء كثيرة غير عادية تصبح ممكنة في الكون إذا كانت الكتلة السلبية وطاقتها حقيقية ووفيرة وقابلة للتحكم، ولكن السفر إلى الماضي يعتبر أكثر خيالاتنا جموحاً".
الحقيقة الأخيرة: ليس الآن!
لا تستعد الآن للسفر أو حجز التذاكر، فكل ما قالته الفيزياء لا يعدو كونه فكرة نظرية - على الأقل حتى الآن - ربما تشبه كثيراً رواية تكتبها الطبيعة على العكس مما ذهب إليه خيال الروائي الإنكليزي القديم.
المصدر: هاف بوست