واكد قائد الثورة الاسلامیة خلال استقبال سماحته عصر یوم امس المشاركین في الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر رؤساء البرلمانات الاسلامیة، قائلا ان العالم الاسلامي مطالب الیوم بان یعلن وبصوت مدوّ عن مواقفه من القضایا الرئیسیة؛ بما في ذلك 'فلسطین' و'القضیة الفلسطینیة'.
واردف سماحته ان من القضایا الهامة والاساسیة جدا لدى العالم الاسلامي هي الجهود الهادفة الى تحقیق التنمیة العلمیة؛ مبینا انه وفقا لخبرات الجمهوریة الاسلامیة فإنه یمكن التعویل على القدرات الشبابیة للنهوض بالمستوى العلمي وبلوغ المراتب العلمیة المرموقة في المجالات الرئیسیة.
وشدد قائد الثورة الاسلامیة على البلدان الاسلامیة وفي ضوء مسؤولیاتها الدینیة والتاریخیة ان تكون على قدر المسؤولیة قبال التطورات الهامة التي تحدث في العالم الیوم، وان لاتسمح بتكرار التجارب المریرة خلال العقود السابقة بما في ذلك سیطرة القوى الاستكباریة وتداعیاتها طویلة الامد.
وفیما اشار الى مناقشة قضایا مثل الوضع الراهن في میانمار وكشمیر خلال اجتماعات اتحاد البرلمانات الاسلامیة، وفي الوقت نفسه الغفلة عن طرح قضایا الهامة جدا بما فیها الوضع في الیمن والبحرین في هذا المؤتمر، اكد قائد الثورة الاسلامیة على ضرورة المواقف الصریحة من جانب العالم الاسلامي لكونها مؤثرة في اثارة الاجواء لدى الراي العام والنخب في انحاء العالم.
واستطرد قائلا : یجب ان لا یتم السماح للامبراطوریة الغربیة الخطیرة والتي یدیر الصهاینة قسما كبیرا منها، ان تموّه على القضایا الاسلامیة الرئیسیة وان تمحو قضایا الامة الاساسیة باستخدام مؤامرة السكوت.
وشدد سماحته علي انه یمكن هزیمة الامبراطوریة الغربیة؛ ویمكن ایضا هزیمة الصهاینة فی الحرب الناعمة كما سبق وان هزموا فی ساحات القتال داخل لبنان وقد اجبروا علي الاقرار بذلك.
ونوه ایة الله العظمى الخامنئي الى القضیة الفلسطینیة بوصفها قضیة العالم الاسلامي الرئیسیة؛ مصرحا ان فلسطین مرت بثلاثة احداث وهي 'الاحتلال' و'التهجیر الجماعي القسري لملایین الشعب'، و'جرائم القتل الجماعي والجرائم ضد الانسانیة الكبرى'؛ مبینا ان هذه الجرائم منقطعة النظیر على مرّ التاریخ.
ولفت سماحته الى ان الصهاینة الذین كانوا یرددون شعار 'من النیل الى الفرات' اضطروا الیوم على بناء جدار (فاصل) للحفاظ على انفسهم.
وشدد قائد الثورة الاسلامیة قائلا: لاشك ان فلسطین مجموعة واحدة وتجسد في تاریخها (شعار) 'من البحر الى النهر'، والقدس هي عاصمتها ولا یمكن اي مساس بهذه الحقیقة.
و وصف ایة الله العظمى الخامنئي، الاجراء الامریكي الاخیر حول القدس، بأنه 'حماقة كبیرة'؛ مؤكدا على ان هؤلاء عاجزون عن تنفیذ هذه الخطوة وستبوء محاولاتهم بالفشل.
واردف قائلا، ان الدول الإقلیمیة التي تساعد الامریكان وتتعاون مع الصهاینة على حساب العداء ضد المسلمین الاشقاء، ترتكب خیانه سافرة، وهي ما تقوم به السعودیة.
ونوه قائد الثورة الاسلامیة الى وحدة العالم الاسلامي بوصفها واحدة من القضایا الاسلامیة الرئیسیة؛ مصرحا نحن على یقین بان الوحدة الاسلامیة قادرة على ان تشكل منطلقا لقوة مؤثرة عظمى فی العالم الاسلامي.
ولفت الى القول : لقد اكدنا للذین یكنّون لنا العداء بشكل صارخ، اننا مستعدون للتعامل معهم على اسس الاخوة رغم انهم لا یحملون هكذا مواقف؛ داعیا سماحته الى نبذ الخلافات والصراعات الدامیة الى خارج العالم الاسلامي؛ ومبینا ان الامریكان والصهاینة یشكلون العناصر الرئیسیة في اندلاع هذه الخلافات لكونها تمهد لهامش آمن للكیان الصهیوني.
واكد ایة الله الخامنئي على اهمیة الجهود لتعزیز المسیرة العلمیة في العالم الاسلامي، لكي یتسنى له التحرر من غطرسة القوى الكبرى.
وفي السیاق نفسه اشار سماحته الى خبرات ایران الاسلامیة، مصرحا ان الجمهوریة الاسلامیة استطاعت بفضل الاتكال على قدرات شبابها ورغم ظروف الحظر ان تبلغ المستویات العلمیة المرموقة وتحقق انجازات كبرى في المجالات العلمیة الهامة ومنها الطب وتقنیة النانو والخلایا الجذعیة والعلوم النوویة.
وتطرق قائد الثورة الاسلامیة الى المزاعم الامریكیة بشان 'الدفاع عن حقوق الانسان'، مصرحا ان الشخص الذي یتراس الیوم الحكم في امریكا لقد كشف عن مواقف بلاده بصراحة؛ مضیفا ان اسلافه ایضا كانت لدیهم ذات المواقف دون ان یفصحوا بها؛ وخیر دلیل على هذا الموقف یمكن في تصریحاته الاخیرة حول افریقیا وامریكا اللاتینیة والاعراق الاخرى والتي تجسد نموذجا بارزا للاجراءات المناهضة لحقوق الانسان؛ مؤكدا سماحته على ضرورة فضح المزاعم (الامریكیة) الكاذبة في هذا الخصوص.
وفي معرض الاشارة الى نماذج اخرى للمزاعم الامریكیة المزیفة اشار قائد الثورة الاسلامیة الى موضوع الارهاب، مؤكدا ان الامریكان یرددون شعار مكافحة الارهاب في الوقت الذي یساندون الكیان الصهیوني بكل وضوح؛ مضیفا انه بشهادة الرئیس الامریكي الحالي خلال سباقه الانتخابي، فإن بلاده هي من اسست تنظیم داعش وقدمت الدعم الیه حتى اخر لحظة.
وشدد ایة الله العظمى الخامنئي على فضح هذه الاكاذیب والمزاعم باستخدام الحقائق والتاثیر على الراي العام العالمي والنخب في هذاالاطار.
واردف القول : یجب متابعة هذه القضایا من خلال البیان الختامي لمؤتمر اتحاد البرلمانات الاسلامیة والعمل على تحقیقها.
وفي جانب اخر من تصریحاته نوه سماحته بصمود الشعب الایراني في الحرب الاقتصادیة التي فرضها الاعداء وبلغت ذورتها عبر الحظر الذي استغرق سنوات مدیدة، والذي استمر لحد الیوم؛ الا ان الشعب الایراني صمد ولم یهزم، وانما استخدم الحظر كأداة لتحقیق الازدهار في البلاد.