وقال الأزهر إنه يدين بأقسى العبارات، ما تناقلته وسائل الإعلام من تصريحات منسوبة للرئيس الأمريكي وصف فيها دولاً أفريقية ولاتينية بـ"الحثالة"، معتبرًا أن "مثل هذه التصريحات العنصرية البغيضة تتنافى تمامًا مع قيم التعايش والتسامح وقبول الآخر، التي يحتاج إليها عالمنا اليوم، خاصة في ظل تصاعد خطاب التعصب والعنصرية والإسلاموفوبيا والإرهاب، كما أنها تأتي في إطار سياسة التعصب وإهدار حقوق الشعوب التي تنتهجها الإدارة الأمريكية الجديدة".
وشدد الأزهر على أن "مثل هذه التصريحات المقيتة لايليق صدورها عن رئيس دولة متحضرة كما أنها تمثل تنكرًا لما تفخر به الولايات المتحدة الأمريكية من أنها "أمة من المهاجرين"، وأنها إحدى دول العالم الأكثر تنوعًا واندماجًا، كما يعد هذا تجاهلًا للدور الذي لعبه ملايين المهاجرين ومن بينهم الأفارقة في المساهمة في نهضة ورخاء أمريكا، رغم ما تعرض له البعض منهم من قسوة وعنصرية".
وقال إن "معاناة المحرومين والبائسين يجب ألا تكون محلاً للازدراء أو التهكم، بل يجب أن تكون منطلقًا لمد يد العون والمساعدة، فكل القيم الإنسانية والشرائع السماوية تحث على الحوار والتعايش واحترام الآخر، وهو ما يسعى الأزهر الشريف لتعزيزه ودعمه من قيادته للحوار بين الشرق والغرب، ورفضه لكل دعوات الكراهية والعنف والتعصب".
وطالب الأزهر، الإدارة الأمريكية بالاعتذار عن "هذا الخطأ الفادح في حق هذه الشعوب التي أنهكتها الحروب المفتعلة من الغرب"، ودعا إلى التراجع عن القرارات الظالمة بحق مدينة القدس والشعب الفلسطيني.
ووفق تقارير، فإن التصريحات المنسوبة لترامب جاءت خلال زيارة نواب أمريكيين للبيت الأبيض لمناقشة مقترح للهجرة يفرض قيودًا جديدة على المهاجرين ولكنه يحمي المهاجرين الذين يشملهم برنامج "الحالمون" الذي يقنن أوضاع المهاجرين.
وقال ترامب للنواب إن الولايات المتحدة يجب أن تمنح الإقامة لمهاجرين من النرويج وليس لمواطنين من دول تعرضت لكوارث طبيعية أو حروب أو أوبئة. وتساءل ترامب، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست": "لماذا يأتي إلينا مهاجرون من بلاد قذرة؟".
وفي وقت سابق اليوم، طالبت مصر وسفراء 53 دولة أفريقية بالأمم المتحدة، في بيان شديد اللهجة، الرئيس الأمريكي بالتراجع والاعتذار عن تصريحات منسوبة له يصف فيها دولاً أفريقية ولاتينية بأنها "حثالة".
وأعلنت بتسوانا والسنغال استدعاء السفيرين الأمريكيين لديهما للإعراب عن استيائهما من تصريحات ترامب "العنصرية"، كما أدانت هايتى وكوبا وفنزويلا التصريحات.
في المقابل، رد ترامب بصيغة غامضة، بقوله: "كانت اللغة التي استخدمتها في الاجتماع قاسية، لكن لم أستخدم هذه الكلمات"، فيما أكد عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي، ديك دوربن، الذي حضر اجتماع ترامب، أن الأخير استخدم تعبير "الدول الحثالة" عدة مرات.
المصدر: روسيا اليوم